الطائرة 1295.. في مغرب يوم الرابع والعشرين من شهر إبريل، حطت الطائرة العسكرية المصرية C130 ذات الترقيم 1295 لمطار شرق القاهرة الجوي التابع للقوات المسلحة، حاملة عشرات المواطنين المصريين القادمين من السودان، وذلك بعد اندلاع الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في البلاد، مُنذ ما يقرُب من 10 أيام، والخاسر الوحيد فيها هو الشعب السوداني وحده.
قبل هبوط الطائرة 1295 لمطار شرق القاهرة الجوي، كان المصريون الموجودون في السودان تتملكهم مشاعر الخوف والرهبة بسبب ما رأوه في السودان من مشاهد عنف وتدمير واشتباكات مسلحة وسط الشوارع وعلى أسطح البنايات، فالرصاصة التي تُطلق لا تفرق بين العسكري والمدني، إلا أنهم كانوا متيقنين وعلى ثقة بأن دولتهم لن تتركهم هكذا.
اقرأ أيضا: بتوجيهات رئاسية| وصول عدد من المصريين بالسودان إلى مطار شرق القاهرة
لم تكن الطائرة 1295 العسكرية، مجرد طائرة تحمل مواطنين مصريين عائدين من السودان فحسب، بل كانت تحمل قصصا وروايات مختلفة لـ عشرات المواطنين المصريين العائدين لأرض الوطن، بناءً على توجيهات الرئيس السيسي للأجهزة المعنية بضرورة إعادة المصريين من الخرطوم.
الطائرة 1295
وعلى مهبط مطار شرق القاهرة، أوقفت الطائرة 1295مُحركاتها، وبدأ المواطنون بالنزول منها، نزلوا إلى أرض الوطن، الوطن الذي أرسل طائراته إلى دولة لا صوت يعلو فيها على صوت السلاح وقذائف المدافع.
إن إعادة عملية إعادة المصريين المتواجدين في السودان، لها أهمية خاصة نظرا للمشهد الحالي في السودان، كما أن إعادة المواطنين منها لا يمكن لأي دولة أن تخطوها إلا كدولة مثل مصر، لديها من الإمكانيات والقدرات ما يجعلها قادرة على تنفيذها بكل دقة وحرفية عالية، كما أن المواطن المصري في ظل الجمهورية الجديدة أمنه وسلامته محفوظان.
توجيهات الرئيس بعودة المصريين من السودان
فور اندلاع الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة السودانية الخرطوم، كانت توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، واضحة وصريحة، بأن أمن المواطنين المصريين في السودان أولوية قصوى لكافة الأجهزة المعنية المصرية.
ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطات والجهات المعنية بالتنسيق مع الجهات المعنية في السودان من أجل عودة المصريين من السودان، كما يتابع الرئيس السيسي بصورة لحظية عمل خلية الأزمة المعنية بإجلاء المصريين من السودان، موجهًا بتقديم كافة الدعم لعملية الإجلاء.
وخلية الأزمة مكونة من وزارة الدفاع والمخابرات العامة ووزارة الداخلية ووزارة الخارجية، وهي تختص بعملية إجلاء المصريين من السودان، كما أن هناك تنسيقا مع الجانب السوداني لتوفير ممرات آمنة، كما تقوم الدولة المصرية بعملية مساعدة الدول الصديقة في عملية إجلاء رعاياها.
الجالية المصرية في السودان
على الرغم من الأوضاع الأمنية الكارثية التي كانت موجودة في السودان، إلا أن السفارة المصرية في الخرطوم كانت "حصنًا " وقامت الجهات المعنية المصرية بتأمين أعضاء البعثة المصرية منذ بداية الأحداث حتي تأمين وصولهم إلى الطائرة التي ستقلهم إلى القاهرة.
وقامت الجهات المعنية المصرية بالتنسيق مع الجهات السودانية، بتأمين التحركات من مقر السفارة إلى المطار لإعادتهم مرة أخرى إلى أرض الوطن، في ظل أوضاع أمنية بالغة الصعوبة بكل المقاييس، في حين أن الكثير من البعثات الدبلوماسية فشلت في ترحيل جالياتها وأعضائها، إلا أن مصر نجحت بكل دقة وحرفية في تنفيذ مهمتها بنجاح.
لقد تمت عملية الإجلاء بطريقة حرفية وبدقة عالية، وتم تذليل كل الصعوبات التي واجهتها البعثة والجالية المصرية بالسودان حتى وصلوا بسلامة الله إلى الطائرة في المطار.
الطائرة 1295ورحلة إنقاذ المصريين من أفغانستان
كان للطائرة 1295 العسكرية قصص كثيرة مع المصريين، فالطائرة التي أقلت المصريين العائدين من السودان، هي ذات الطائرة التي أقلت المصريين من كابول في أفغانستان، في الرابع والعشرين من شهر أغسطس عام 2021، وذلك بعد سيطرة حركة طالبان على مقاليد الحكم هُناك.