هل يجوز شرعًا أخذ عيدية الأبناء .. ومتى يأثم الأبوان على صرفها ؟

هل يجوز شرعا أخذ عيدية الأبناء؟ سؤال ارتبط في ذهن كثير من المسلمين بدخول عيد الفطر المبارك، وكثرة اللغط الذي أحدثه أحد الدعاة عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، ووصفها بالذمة المالية المستقلة للطفل والتي لا يجوز أخذها.

هل يجوز شرعًا أخذ عيدية الأبناء؟

وفي تصريحات خاصة لـ صدى البلد، قال الشيخ علي عبد الباقي الأمين العام الأسبق لمجمع البحوث الإسلامية، إن عيدية الأبناء، لا يجوز وصفها بالذمة المالية المستقلة أو الخاصة، باعتبار أنها عرف مجتمعي وعادة من العادات التي وجدت بهدف اسعاد الأطفال وادخال البهجة والسرور عليهم.

وأشار إلى أنه لولا ما يقوم به الأب من إعطاء العيدية لأبناء إخوته أو أقاربه أو أصدقائه ما عادت إليه من خلال أبنائه، وبذلك لا ينبغي أن يقوم البعض بجعلها جني ثمار عمل أو مجهود للطفل أو تكسب خاص أو أنها تركة لا يجوز لأهله السطو أو الاستيلاء عليها وهي عبارات لا تصح ومعيبة في حق الأبوين الذين لهما فضل كبير وينبغي عليه شرعا أن ينفق عليهما حال كبرهما واحتاجا شيئا وهو مقتدر.

وشدد الأمين العام الأسبق لمجمع البحوث الإسلامية على أن التسمية بذمة مالية مستقلة للطفل تكون في حالة اليتيم، خاصة ما يتعلق بالتركة والإرث الذي يترك له ويعلن بشأنه أوصياء يأثمون شرعاً بالأخذ منه. 

هل يجوز احتساب العيدية صدقة .. وحكم إخراجها من زكاة المال؟

أموال للبهجة مش تركة| عالم أزهري يحسم الجدل حول حق الأبوين في عيديات أطفالهم

هل يأثم الأبوين بأخد عيدية الأبناء؟

فيما أوضح الدكتور علوي أمين أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر، تفاصيل الذمة المالية للطفل، أنه للطفل ذمة مالية مستقلة منذ ولادته وحتى وفاته، كما أن أمواله له وحده، ولكن تلك الذمة لا تعني أن على الوالدين أي إثم في حالة الأخذ من أموال الطفل، مستندا في ذلك على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ» رواه ابن ماجه، وهو حديث معتضد، ولذلك فإن حدود الذمة المالية للطفل المستقل لا تعني أن أبويه لا يأخذون من هذا المال لأنهما مصدر الصرف عليه من الأساس.

وأكمل أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون، أن للطفل ذمة مالية ولكن مين يرعاها، موضحًا أنه لا يوجد إثم تماما في حالة أخذ الأب أو الأم من العيدية، موضحا: «أبوه وأمه بيصرفوا عليه أصلا، أيوه هو له ذمة مالية منفصلة من وقت ما يتولد لحد ما يموت ولكن يرعاها الأب».

وأوضح في بيانه حكم أخذية عيدية الأبناء من قبل الأبوين، أن الأم في كل الحالات هي الوصي على الطفل، بينما الأب هو الولي، ويوجد في الإسلام الوصاية والولاية، ما يعني أنه نعم للطفل ذمة مالية بطبيعة الحال، ولكن الأم والأب هما مصدر الصرف عليه من الأساس وفي كل الأحوال الطفل هو مسؤوليتهما وبالتالي يأخذون منه أيضًا.