تأثر الفنان الكبير الراحل عبدالله غيث، كثيرا بالبيئة الريفية وطباعها ولهجتها، بينما تأثر شقيقه الأكبر حمدي غيث بالبيئة المدنية الأكثر انفتاحا.
وظل عبدالله غيث، حتى وفاته يحمل صفات الفلاح ابن العمدة، الذي يحرص على زيارة قريته ويرتدي الجلباب ويشارك في المناسبات والجلسات العرفية ويتحدث بلهجة أهل القرية وهو معهم، وظهر ذلك في موقف كل منهما من عمل أبنائهما في الفن.
وأشارت مي حمدي غيث، في حوارها المنشور في كتاب «في بيوت الحبايب» إلى أنها كانت لديها مواهب في التمثيل وكان والدها لديه استعداد لقبول عملها بالفن، مؤكدة أن المنتج ممدوح الليثي عرض عليها عملاً، ولكن عمها عبدالله رفض رفضا شديدًا وقاطعًا قائلة: «بابا كان موافق لكن شتمني عمي وقال لي هاموتك، فاستجبت لرغبته».
بينما أشار ابن عمها الحسيني، إلى أن المخرج صلاح أبوسيف كان يريده أن يشارك في أحد الأعمال الفنية وأن والده أخفى عليه الأمر، وعندما علم برغبته في التمثيل شدّد على ضرورة انتهائه من دراسته أولا، وكان لا يرغب في أن يسلك أي من أبنائه طريق الفن.
فيما كانت تجمع حمدي غيث ، علاقات صداقة بعدد كبير من نجوم الوسط الفني، ويتبادل معهم الزيارات ومنهم سناء جميل وسميحة أيوب ونبيل الحلفاوي ويحيى الفخراني وفردوس عبدالحميد ومحمد وفيق بينما كان شقيقه عبدالله يفصل بين بيته وعمله الفني وكان يقابل زملاءه من الوسط الفني خارج المنزل ولم يكن يحب الحفلات.