EN
اعترفت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، بأن عقوبات واشنطن ضد روسيا ودول أخرى قد عرّضت هيمنة الدولار الأمريكي للخطر بينما تسعى الدول المستهدفة إلى بدائل.
الدولار الأمريكي ينهار بأسرع وتيرة في 20 عام
وتتآكل مكانة الدولار الأمريكي كعملة احتياطية في عام 2022 بمعدل عشرة أضعاف السرعة التي شهدها العقدين الماضيين، وفقًا لشركة “يوريزون”.
وزعمت “يوريزون أن هذا الانخفاض يرجع جزئيًا إلى التحول إلى وسائل الدفع الوطنية في التسويات الدولية.
واستشهدت إحدى وسائل الإعلام الأمريكية بخبراء إدارة الأصول الاستراتيجيين على أنهم وجدوا أن حصة الدولار من إجمالي الاحتياطيات العالمية انخفضت إلى 47٪ العام الماضي، من 55٪ في عام 2021 وما يصل إلى الثلثين في عام 2003.
الخزانة الأمريكية تعترف بتقويض هيمنة الدولار
جاءت هذه التصريحات في أعقاب قول وزيرة الخزانة جانيت يلين لإحدى وسائل الإعلام الأمريكية الأسبوع الماضي أن العقوبات الأمريكية ضد روسيا ودول أخرى تهدد هيمنة الدولار لأن أولئك الذين فرضت عليهم عقوبات يحاولون إيجاد بدائل.
وقالت يلين: “هناك خطر عندما نستخدم العقوبات المالية المرتبطة بدور الدولار والتي بمرور الوقت يمكن أن تقوض هيمنة الدولار”.
وجاءت تصريحات يلين، بعد أن قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة إن أوروبا يجب أن تقلل من اعتمادها على “خارج الحدود الإقليمية للدولار الأمريكي”.
ستة تحديات متزايدة لهيمنة الدولار
في هذا السياق، حددت وكالة الأنباء الأمريكية ستة تحديات متزايدة لهيمنة الدولار على التجارة الدولية وتدفقات الاستثمار.
استبدال اليوان بالدولار
وفقًا لوسائل الإعلام، فإن أحد التحديات الرئيسية هو الصين، التي تتطلع إلى إضعاف هيمنة الدولار من خلال الدعوة إلى استبدال اليوان بالدولار في صفقات الطاقة وسط تجارة بكين المتنامية مع موسكو.
دول تعلن التخلي عن الدولار
ثانيًا، بدأت ماليزيا محادثات مع الصين لتشكيل صندوق نقد آسيوي في محاولة لفك الارتباط بالدولار.
وقال رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم في وقت سابق من أبريل الماضي: “لا يوجد سبب يجعل ماليزيا تستمر في الاعتماد على الدولار”، مضيفًا أن “كوالالمبور وبكين تجريان بالفعل محادثات لاستخدام الرينجت واليوان في اتفاقيات التجارة”.
وتتعاون روسيا وإيران في الوقت نفسه على إنشاء عملة مشفرة مدعومة بالذهب، ما يسمى بالعملة المستقرة التي يمكن أن تحل محل الدولار في المدفوعات في التجارة الدولية.
ويقال إن البلدين، اللتين فرض عليهما عقوبات أمريكية، يخططان لإصدار عملة جديدة مدعومة بالذهب لاستخدامها في المعاملات عبر الحدود.
وهناك تحديان آخران يتعلقان بالبرازيل والأرجنتين اللتين أعلنا مؤخرًا عن استعدادهما لإطلاق عملة مشتركة - “سور” للمساعدة في تعزيز تجارة أمريكا الجنوبية. وبالمثل طرحت الإمارات العربية المتحدة والهند فكرة إجراء تجارة غير نفطية بالروبية.
أخيرًا وليس آخرًا، بدأت روسيا والصين محادثات بشأن تطوير عملة احتياطية جديدة مع دول البريكس الأخرى لتحدي هيمنة الدولار.
عملة جديدة
ويقولون إن عملة الاحتياطي الجديدة يجب أن تستند إلى سلة عملات من الدول الأعضاء في مجموعة بريكس، بما في ذلك البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.
وقال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، في هذا الصدد في فبراير، إن دول بريكس تعمل بالفعل بنشاط على زيادة المدفوعات بالعملات الوطنية في التجارة المتبادلة والعمليات المالية بسبب عدم موثوقية الدولار.
