كان المصريون من أوائل شعوب العالم احتفالا بالأعياد خلال السنة المصرية القديمة، وكانوا يصنفونها إلى "أعياد السماء" التي تضم التقويم الفلكي والتقويم القمري، و"أعياد دنيوية أو حياتية" تضم الأعياد الرسمية والمحلية والدينية والزراعية والجنائزية إلخ، وغالبيتها كنا يقمن في فصل “آخت” يعني: الفيضان.
وعن عمل الكحك التي تعد من أبرز مظارهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك حاليا، قال الدكتور علي أبو دشيش، خبير الآثار المصرية وعضو اتحاد الأثريين، إنها تعتبر عادة مصرية يرجع تاريخها للعصور المصرية القديمة حيث كان النساء في مصر القديمة يصنعن الكعك لإهدائه إلى معابد الإله والكهنة الذين يقومون بحراسة هرم الملك خوفو وخاصة في يوم تعامد الشمس على حجرته.
عمل الكحك عند المصريين القدماء
وأضاف خبير الآثار أن هناك نقوش سجلت على مقبرة الوزير رخميرع في الأقصر خلال الأسرة الـ 18 تشرح نموذجا جميلا لصناعة الكعك حيث تقوم النساء بإحضار عسل النحل الصافي ويضافون له السمن ثم يضعونه على النار و يضاف إليه بعض الدقيق ومن ثم يقلب على النار حتى يتحول إلى عجينة يمكن تشكيلها بأي شكل، وبعد ذلك يحشونه بالعجوة وبعد الانتهاء، يزينوه ببعض الفواكه.
وأوضح الدكتور علي أبو دشيش أن المصريين القدماء سموا الكحك قرص لأنها مرتبطة في عقيدتهم بـ “قرص الشمس” والتي كانت من مظاهر الكون المقدسة في مصر القديمة حيث نجد الكعك يأخذ الشكل المستدير الكامل ويزين بخطوط مستقيمة مثل: أشعه الشمس الذهبية ومن هنا كانت فلسفة القرص المستدير.
ولفت إلى أن هناك بعض النقوش التي سجلت تلك القرابين التي كانت تحتوى في مضمونها على العيش والقرص والكعك والغريبة، والتي يتم صناعتها الآن لتكون من مظاهر الفرحة على المصريين بقدوم العيد، كما سجل ذلك على مقبرة الملك رمسيس الثالث بمدينة هابو نقوش توضح هذه الاحتفالات بما يسمى بـ “كعك العيد”.
وأشار إلى أنه أثناء الاحتفال بتلك الأعياد كانت ترتل الأناشيد وتزين المعابد وتقدم القرابين، كما كانت الأعياد تسجل داخل المعابد المصرية في صالات الاحتفالات أو تكتب على ورق البردي وتوضع في مكتبة المعبد مثل: قوائم الأعياد المسجلة في معبد رمسيس الثالث.
وأكد أن الاحتفال بالعيد خلال الدولة القديمة اتخذ مظهرا دينيّا، حيث كانت مظاهر الاحتفال تبدأ بذبح الذبائح وتقديمها قرابين للإله وتوزيعها على الفقراء والبعض منها يقدم إلى الكهنة لتوزيعها أيضا، وكانوا يذهبون إلى الحدائق والمتنزهات والحقول ويستمتعون بجمال الطبيعة وخاصة في أيام النسيء "الأيام الخمسة المنسية" في العام.
وفي الدولة الحديثة اتخذ الاحتفال بعيد رأس السنة طابعا دنيويًّا، وخرج من بين الأعياد الدينية العديدة ليتحول إلي عيد شعبي له أفراحه بهجته الخاصة وكانت طريقة احتفال المصريين به تبدأ بعمل الكعك في الأعياد، مختتما أن كلمة “كحك” كلمة مصرية قديمة ومنها جاءت كلمة "كعك" العربية.. وCake الإنجليزية.