يستعد محمود عبد المنعم كهربا نجم النادي الأهلي لإنهاء ملف أزمة غرامة نادي الزمالك التي تخطت حاجز 2 مليون دولار الصادر بحقها قرار من جانب المحكمة الرياضية الدولية الكاس.
كان محامي كهربا قد تسلم حيثيات قرار الفيفا ليعلن الاستئناف كى يتمكن اللاعب من المشاركة بقميص النادي الأهلي.
وفى حال سداد كهربا غرامة نادي الزمالك تنتهي الأزمة برمتها ويغلق الملف تماما داخل ردهات الفيفا والكاس.
قضية كهربا تُغير اللوائح!
كان الدكتور محمد فضل الله المستشار الاستراتيجي الرياضي الدولي أشار فى تصريحات له عبر الصف الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الي أن قضية كهربا يمكنها تغيير اللوائح على غرار ما حدث مع اللاعب البلجيكي بوسمان.
وأكد الدكتور فضل الله أن أزمة كهربا تمكنه من تكرار سيناريو بوسمان الذى لجأ الي القضاء الأوروبي .
صدى البلد يستعرض قصة بوسمان ونضاله فى تغيير اللوائح الدولية
جان مارك بوسمان” لاعب كرة قدم بلجيكي بدأت أزمته في عام (1990) عندما إنتهى عقد “بوسمان” مع ناديه ” آر إف سي لييج” البلجيكي ..
في ذلك الوقت قرر “بوسمان” ترك الفريق والانتقال لفريق آخر، وكان هناك عرض من نادي “دنكيرك” الفرنسي المغمور، ولكن مطالب نادي لييج المادية حالت دون إتمام انتقاله للنادي الفرنسي، لأن قانون الانتقالات في أوروبا في ذلك الوقت كان يمنح أي نادي حق التحكم في لاعبه وحق الحصول على مقابل مادي من انتقاله إلي أي نادي آخر حتي وإن إنتهي عقده.
ولجأ اللاعب الي رفع قضية امام محكمة العدل الأوروبية ليحصل على حكم تاريخي لصالحه.
بوسمان لاعب بلجيكي بدأ مسيرته في نادي ستاندارد لييج واستمر معه حتى (1988)، مكتفيا بخوض (86) مباراة طوال تلك المدة، سجل خلالها (3 أهداف) فقط.
وفي عام (1988)، انتقل بوسمان إلى نادٍ آر إف سي لييج، حيث استمر معه حتى (1990)، مكتفيا بخوض (3 مباريات) فقط.
وخاض بوسمان (20 مباراة) مع منتخب الشباب قرر مغادرة ناديه آر إف سي لييج، القرار الذي جعله أحد أشهر اللاعبين في التاريخ .
في ذلك الوقت قرر “بوسمان” ترك الفريق والانتقال لفريق آخر، وبالفعل كان هناك عرض من نادي “دنكيرك” الفرنسي المغمور، ولكن مطالب نادي لييج المادية حالت دون إتمام انتقاله للنادي الفرنسي، لأن قانون الانتقالات في أوروبا في ذلك الوقت كان يمنح أي نادي حق التحكم في لاعبه وحق الحصول على مقابل مادي من انتقاله إلي أي نادي آخر حتي وإن إنتهي عقده.
مما جعل النادي يتعنت في انتقاله مستندا في ذلك على قانون الانتقالات الاستعبادية في وقتها ليتبخر حلم بوسمان في الانتقال للنادي الفرنسي.
لم تكن مشكلة بوسمان الوحيدة هي عدم السماح له بالانتقال إلى النادي الفرنسي من طرف ناديه البلجيكي بل أيضا في المعاملة الاستعبادية التي لاقاها في نادي “لييج” كعقاب له على رغبته في ترك النادي بعد نهاية عقده..
معاناة بوسمان فى نادي ليج البلجيكي
قام النادي البلجيكي بتخفيض أجره بنسبة (75%) ليتقاضى (500) جنيه إسترليني فقط في الشهر ،وإجباره على اللعب مع الفريق الاحتياطي وبعد ذلك مع فريق الشباب كعقوبة له بسبب رغبته في الرحيل عن فريقه بعد انتهاء عقده كحق مشروع .
مع كل هذه المعاناة لم يجد “بوسمان” حل سوي رفع قضية وتوجه لمحكمة العدل الأوروبية وادعى أنه كمواطن أوروبي يجب أن يتمتع بحرية التنقل بين دول الاتحاد الأوروبي للبحث عن عمل وطالب بتغيير قانون العمل ونظام الانتقالات المعتمد في ذلك الوقت ليُسمح للاعبين المنتهية عقودهم بالانتقال إلى أندية أخرى .. وكان رأى اللاعب أن القواعد التي تم وضعها منعته من مغادرة ناديه على الرغم من انتهاء عقده، ووصلت إلى حد انتهاك حقوقه المنصوص عليها في معاهدة روما لعام 1957، والتي تسمح بحرية الحركة داخل دول ما يعرف حاليا بالاتحاد الأوروبي.
وبعد رفعه الدعوى القضائية، قرر نادي لييج إيقاف بوسمان تماما عن اللعب، ولم يعد أمامه فرصة اللعب كمحترف، وأصبح خياره الوحيد في ذلك الوقت، هو اللعب في بطولات الهواة.
بوسمان ينتصر أمام القضاء الأوروبي
وطوال فترة نظر المحكمة للقضية، اضطر بوسمان للعب في أندية هواة على غرار نادٍ فرنسي هاوٍ يدعى سانت كوينتين، ثم ذهب للعب في جزيرة فرنسية تسمى ريونيون تتواجد في المحيط الهندي، وعاد بعد ذلك لبلجيكا وارتدى قميص ناديين مغمورين الأول هو أوليمبك شارلرو والثاني يدعى فيزيك وبعد (5 سنوات) من المعاناة وطول الإنتظار وتحديدا في (15 ديسمبر) من عام (1995) أقرت المحكمة ًحكما تاريخيا لصالح بوسمان وتكون القرار من نقطتين :
1- لم يعد مسموحًا أن تطلب الأندية مقابلًا ماليًا للتخلي عن لاعبيها المنتهية عقودهم والراغبين بالانتقال إلى نادٍ آخر يتبع لدولة تحت مظلة الاتحاد الأوروبي كما تم منح اللاعبين الحق في التفاوض مع أي نادي قبل ستة أشهر أو أقل على نهاية عقدهم مع ناديهم القديم .. وهو النظام المتبع حاليا.
2- أصبح بإمكان الأندية الأوروبية الاعتماد على عدد لا محدود من اللاعبين المنتمين لدول الاتحاد الأوروبي.. وإلغاء نظام (3+2) ، حيث كانت القوانين أيضا في تلك الفترة تفرض قيودًا خاصة على اللاعبين الأجانب، فعلى سبيل المثال لم يكن بإمكان فريق إنجليزي يلعب في دوري الأبطال أن يُشرك أكثر من ثلاثة لاعبين أجانب في المباراة بالإضافة إلى اثنين على مقاعد البدلاء بنظام (3+2).، كان يُمكن شراء أي عدد من اللاعبين الأجانب لكن لم يكن ممكنًا استدعاء أكثر من خمسة لاعبين للمباراة الواحدة .. مما جعل موازين القوي الكروية في أوروبا في ذلك الوقت تتساوى بشكل كبير خاصا في البطولات الأوروبية ..
إفلاس بوسمان
بعد ذلك عاش بوسمان حياةً بائسة فأعلن اعتزاله اللعب عام (1996) إثر تهديد الاتحاد البلجيكي بتنفيذ عقوبات رياضية على أي نادٍ يتعاقد معه فاتجه للعب مع أندية مغمورة آخرها فريق فرنسي في دوري الدرجة الرابعة .. ووصلت معاناة بوسمان الي ذروتها وذلك بعد أن انتهت الأموال التي تحصل عليها من الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين عن أزمته مع نادي لييج، بسبب الإنفاق على قضيته وأيضا على المنازعة القانونية التي كانت مع زوجته.
حاول بوسمان التغلب على تلك المشاكل من خلال إنتاج قمصان تحمل اسمه على اعتبار أنه صاحب الدور الرئيسي في تغيير قوانين كرة القدم الخاصة بسوق الانتقالات، لكن ذلك المشروع فشل لدرجة أن الرجل البلجيكي استغرب عدم إقدام لاعبي الكرة على شراء تلك القمصان، رغم دوره في تعديل اللوائح لصالحهم.
ليضطر بوسمان أمام كل ذلك إلى بيع بعض ممتلكاته، وهي أمور جعلته في النهاية يدخل في حالة اكتئاب حاد وصار يعاني من إدمان الكحول نتيجة لوضعيته البائسة.. بعد أن حارب لسنواتٍ طويلة من أجل تغيير مصير لاعبي كرة القدم، وأصبح عليه أن يُقاتل ليعيش فقط حياةُ طبيعية.
واعتبارًا من عام (2015)، أصبح بوسمان بشكل رسمي مفلسا وعاطلاً عن العمل وبات يعتمد على التبرعات المالية التي تصله من الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين.