"حمص الشام و الفول النابت" وجبات خفيفة، بعد شهر من الصيام المتواصل، أصبحت طقساً رئيساً ، ينتظر المصلين، عقب أدائهم صلاة العيد بالمساجد والساحات فى قرى محافظة قنا ، كما أنها وجبات سريعة التجهيز لا تستغرق وقت خلال تقديمها للأهالى.
تقديم حمص الشام والفول النابت، عادة يحرص عليها الكثير من الأهالى، أمام دواوينهم أو داخل منازلهم، لتقديمها للزائرين و المهنئين بعيد الفطر المبارك، فضلا عن تجهيز بعض الأهالى لموائد أمام المساجد و ساحات الصلاة لتقديمها للمصلين، بعد الانتهاء من صلاة العيد، حتى أنها أصبحت ضمن العادات والتقاليد المتعارف عليها فى الأعياد بقنا.
تجهيز و جبة حمص الشام، أو كما يطلق عليها الأهالى" البليلة" لا يستغرق وقتاً طويلاً، فشراء الحمص يبدأ قبل العيد بأيام، و عقب صلاة فجر يوم العيد، يجرى وضعها فى قدور أو أوانى كبيرة، لاستيعاب أكبر عدد ممكن، يقدمها البعض فى أكواب كرتونية، والبغض الآخر يقدمها فى أطباق معها قطع من الخبز الجاف.
أصحاب محلات العطارة والبقوليات، يعتبرون أيام الأعياد، لموسم لمنتجات حمص الشام والفول، لإقبال المواطنين عليها بكثافة، ما يجعلهم يشترون كميات كبيرة قبل الأعياد، لتلبية الطلب المتزايد عليها.
قال عمر حماده حسن، اعتدنا شراء و تجهيز كمية كبيرة من الحمص أو كما نطلق عليها"البليلة"، لتقديمها للمصلين عقب أدائهم صلاة العيد بالمسجد، كونها وجبة خفيفة على المعدة بعد فترة من الصيام، فضلاً عن سهولة تقديمها فى أطباق أو أكواب من الكرتون، ما يجعلها سهلة التناول والتقديم.
وتابع حسن، أن تجهيز مائدة الحمص، عادة سنوية ترسم البهجة والسرور على وجوه المصلين، لذا أحرص مع أشقائى على إقامتها بشكل سنوى مع كل عيد، سواء فطر أو أضحى، و أتمنى أن تدوم لما تتركه من اثر طيب فى النفوس.
وقال محمد سعيد "مدرس"، إن وجبة الحمص والفول النابت من الوجبات التراثية التى يحرص عليها الأهالى بصعيد مصر منذ القدم، إضافة لـ الترمس، الذى يقدم فى المنازل ، وأصبحت طقس و عادات توارثناها عن آبائنا و أجدادنا، ونحرص على استمرارها كأحد الطقوس الشعبية خلال الأعياد.
وتابع سعيد: فضلاً عن كون الحمص أو الفول النابت وجبات خفيفة، لا تسبب أى مشاكل صحية للمعدة، حيث يعد "الحمص" نبات من فصيلة البقوليات، المعروفة بفوائدها الكثيرة للجسم وغناها بالبروتينات والفيتامينات التى تساعد فى تخفيض نسبة الكوليسترول الضار بالدم، فضلاً عن كونه فاتح للشهية ومهضم للطعام، اشتهر فى مصر وبعض الدول العربية بعمل "بليلة الحمص"، لكن مع اختلاف المسمى من مكان لآخر، فالبعض يطلق عليه" بليلة الحمص" و آخرين يطلقون عليه "الحلبسة".