EN
ربما لم تكن فترة طويلة تلك التي قضاها المهندس عادل شعبان، ولكنها كانت مليئة بالأمل والعمل وبأحلام كبيرة، استطاع خلالها أن يلهم الملايين، وأن يكون بطلا وبحق منذ كفاحه ضد معركته الأولى - الشلل الدماغي - وحتى وفاته بعد معركة خاضها بكل شجاعة مع السرطان.
ولد عادل شعبان بمرض الشلل الدماغي الذي لم يمنعه أبدًا عن دخول المدرسة التي رفضت قبوله في البداية بحجة أنه من ذوي الهمم ويحتاج لمدرسة خاصة، ورغم صغر سنه إلا أن إرادته الكبيرة كانت المحرك الذي دفعه لتحقيق “المستحيل”.
بداية، قرر عادل شعبان أن يثبت لنفسه وللعالم، أنه قادر على تحقيق كل شيء رغم مرضه العِضال، واستطاع النجاح بمجموع 97 % في الثانوية العامة، ثم تخرج في كلية الحاسبات والمعلومات، جامعة عين شمس، وبعدها شق طريقه نحو الشركات التي رفضته في البداية إلا أن استطاع بصموده وتحديه أن يحطم كل الأفكار النمطية، ليثبت أنه قادر على الأداء مثله مثل أي “مهندس آخر”.
وانطلق عادل شعبان إلى عدد من الشركات المحلية ثم بعدها إلى شرك بوكينج في هولندا، لتكون بعدها النقلة النوعية في حياته ويعمل في واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في الكوكب، وهي شركة أمازون.
قصة مشروع أخبر به عادل شعبان صدى البلد قبل وفاته
“ صدى البلد” التقي المحارب والبطل، عادل شعبان أكثر من مرة، وكان على اتصال دائم بكل المشروعات والخطط التي يسعى لتحقيقها، ومن بينها، مشروع لعمل تطبيق يمكنه أن يخدم مرضى السرطان في مصر والدول العربية، حيث يمكن لهذا التطبيق أن يوفر شبكة كبيرة من الأطباء المتخصصين الذين يمكنهم مساعدة المرضى في أي وقت، وتوفير أفضل النصائح والإرشادات اللازمة لهم.
ونظرا لأن عادل شعبان أصبح محاربا من محاربي السرطان، قرر أن يخدم كل المرضى الذين يحتاجون إلى العناية الدائمة سواء خارج المستشفى أو داخلها مع شبكة من الأطباء المتخصصين من خلال تطبيق بسيط يسهل استخدامه لمساعدة المرضى.
وأراد شعبان أن يضع كل خبرته في عالم البرمجة في هذا التطبيق ليكون بمثابة حلقة وصل بين المرضى والأطباء.
وتحدث عادل شعبان مع “صدى البلد” عن أمنيته في استكمال مشروعه هذا، ولكن معاناته الأخيرة وتدهور حالته الصحية حال بينه وبين ما يتمنى، ولربما يأتي من يحقق أمنية عادل شعبان وكل محاربي السرطان بتنفيذ مثل هذا التطبيق أو غيره من المشروعات التي يمكنها أن تصبح بارقة أمل للملايين.
