مع قرب إنتهاء شهر رمضان المعظم ، هناك بعض المواقع والصروح الدينية التراثية التي تشهد إقبال من المواطنين عليها خلال أيام الشهر الكريم .
وفى هذا الإطار نلقى الضوء عبر منصة " صدى البلد " على أحد أبرز الصروح الدينية داخل محافظة أسوان ، وهو المسجد العمرى بإدفو شمال مدينة أسوان، والذى يعد من أشهر الآثار الإسلامية التي أنشئت في القرن الثامن الهجري في خلال العصر المملوكي الشركسي بمصر وتحديداً في عهد السلطان الظاهر برقوق ، ويشهد المسجد العمرى إقبالاً من المواطنين خلال شهر رمضان المبارك .
الصروح الدينية
وعن التفاصيل الكاملة لهذا المسجد التاريخى والأثرى فنجد أن المسجد العمرى يعد واحداً من العلامات البارزة في التراث الديني لمدينة إدفو منذ إنشائه في عام 797 هجرية و 1395 ميلادية، وهو يقع في المنطقة الغربية بوسط المدينة بالقرب من منطقة المعابد ، وقد تم بناؤه من الطوب اللبن والطوب الأحمر وعرض الحوائط به أكثر من متر وتخطيطه المعماري يتضمن صحنا كبيرا تحيط به أروقة على شكل مستطيلات، ولكن أصبح الشكل الآن مستطيلا مختلف الأضلاع، فالجدار القبلي طوله 28 مترا والجدار المقابل له طوله 23.5 متر، والواجهة الغربية طولها 21 مترا والواجهة الشرقية طولها 16 مترا.
والمسجد مقسم إلى 5 أروقة بواسطة أربعة صفوف من الأعمدة مختلفة الأشكال والأحجام وعددها 7 أعمدة، بعضها فرعوني على شكل زهرة اللوتس والزهرة المركبة وزعف النخيل ومن الجرانيت وعليها نقوش فرعونية، ومن المحتمل أنها أخذت من معبد إدفو أو من أي معابد أخرى، أما باقي الأعمدة فتأخذ الشكل الإسلامي وهي أسطوانية الشكل وكبيرة الحجم ومن الطوب الأحمر.
وللمسجد مدخلان على الشكل الدائري القديم، المدخل الأول في الشرق وهو المدخل الرئيسي للمسجد، والثاني غربي وبه ست نوافذ تطل على ساحة خارجية تحيطها منطقة سكنية عشوائية وبعض المحلات التجارية، أما سقف المسجد فهو خشبي محمل علي براطيم خشبية أى عروق خشبية وساريات من جذوع النخيل ومغطى بجريد النخل ويتوسط السقف شخشيخة خشبية للإضاءة وارتفاع المسجد يصل إلى حوالي 5 أمتار.
المسجد العمرى
ويعتبر المسجد العمرى بإدفو من المساجد المعلقة، حيث تم بناؤه على تل مرتفع من الأرض بحوالي أربعة أمتار، ويتم الوصول إليه عن طريق سلالم أمام المدخل الشمالي الشرقي الذي يتوج بعقد بسيط مكتوب عليه اسم المسجد وتاريخ بنائه وبعض الآيات القرآنية، ومئذنة المسجد فريدة من نوعها وفي شكلها وتقع في الركن الجنوبي الغربي وهي تعد لوحة جمالية بديعة وهي تشبه المآذن الفاطمية وهي مقامة على ساحة مربعة بطول 4.5 متر يعلوها شكل مخروطي مضاء بنوافذ على أشكال مزخرفة، وفي نهاية المئذنة يوجد كابولي يحمل خوذة دائرية مثبت عليها الهلال.
أما الأرضية، فهي من البلاط الحجرى القديم وبعض الأجزاء مكسوة بالحصباء ويوجد به مطهرة صغيرة، ويعد هذا المسجد من المساجد الهامة ويعتبر المسجد الأثري الإسلامي الوحيد في محافظة أسوان والمسجل لدى هيئة الآثار، وقد تم العثور على ثلاث لوحات أثرية بالمسجد لعصور مختلفة، الأولى داخل صحن المسجد وتوجد في حائط القبلة ومؤرخة بتاريخ 797 هجرية، والثانية خارج صحن المسجد وتوجد أعلى المدخل الغربي ومؤرخة بتاريخ 1300 هجرية، والثالثة خارج صحن المسجد ومؤرخة بتاريخ 1309 هجرية.
واللوحة الأولى والمكتشفة عام 1978م في غاية الأهمية، وهي عبارة عن مرسوم ملكي يرجع إلى العصر المملوكي الشركسي وتأخذ الشكل المستطيل بأطوال 64 سنتيمترا في 42 سنتيمترا، وعليها كتابات عربية بارزة تتكون من ثمانية أسطر بالخط العربي الثلث النسخي، وهو الخط المنتشر في العصر المملوكي الشركسي، السطر الأول به البسملة، والسطر الثاني يوجد به التاريخ وهو 7 من ذي القعدة لسنة 797 هجرية، والسطر الثالث توجد عليه الألقاب السلطانية في ذلك العصر البرقوقي ويوجد اسم السلطان الظاهر برقوق في السطر السادس، أما السطر السابع فيوجد به اسم الإدفوي الذي سميت عليه مدينة إدفو، أما السطر الثامن فعليه دعاء.
وقد قامت هيئة الآثار بإدراج هذا المسجد في مشاريع الأبحاث والدراسات عام 2003م، وقام بتنفيذ المشروع مركز الآثار والبيئة بكلية الهندسة بجامعة القاهرة، واستغرقت هذه الدراسة أكثر من سنتين، وتم طرح المشروع لترميمه وإرجاعه للأصل، وتشرف على التنفيذ إدارات متخصصة في الكشف عن الآثار لأنه من المحتمل العثور على لوحات أثرية أخرى. عقد العميد ياسر عبد الشافى السكرتير العام المساعد لمحافظة أسوان إجتماعاً تنسيقياً بحضور مسئولى الهيئة القومية وشركة مياه الشرب والصرف الصحى والكهرباء والغازالطبيعى والإتصالات ، بجانب مسئولى المنطقة العاشرة للطرق ووحدة حياة كريمة .