شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم، الثلاثاء، الاحتفالية الكبرى التي نظمتها وزارة الأوقاف بليلة القدر، وذلك بمركز المنارة للمؤتمرات، حيث تم تكريم عدد من الفائزين في مسابقات حفظ القرآن الكريم.
شارك في الاحتفالية رموز مصر من رجال السياسة والدين الإسلامي والمسيحي، يتقدمهم الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إضافةً إلى عدد من الصحفيين والإعلاميين، وأبناء الأزهر الشريف.
الرئيس السيسي يدعو لمصر
ودعا الرئيس السيسي، إلى أن يشمل الله عز وجل مصر والأمتين، العربية والإسلامية، بـ عنايته ورحمته، مضيفا أننا نرجو الله عز وجل أن يهدى الإنسانية إلى الرشد والتعقل، في جيمع أمورها، وأن يحيطنا بنفحات من حكمته ونوره.
واسترسل الرئيس السيسي، خلال كلمته باحتفالية وزارة الأوقاف بـ ليلة القدر: "ندعو الله عز وجل أن يعيننا على بذل المزيد من الجهد والعمل، بما يرضيه".
وتابع الرئيس: "الله سبحانه وتعالي قد اصطفى من بين ليالي شهر رمضان ليلة اختصها بمزيد من البركات والفضائل، بل أنزل فيها القرأن؛ لتصبح ليلة الأمن والأمان والسلام والرحمة والنور والهدي".
وأضاف الرئيس: "هذه الليلة العظيمة تمثل لنا مناسبة طيبة للتفكر والتأمل فى حجم ومدي هذا التغيير الهائل الذى طال رسالة الإسلام، والانطلاق نحو الجد والاجتهاد والصبر على الكاره".
وتابع السيسي: " هذا الطريق طريق العمل والكفاح والصبر والسبيل الحتمي لمن ابتغي السداد والنجاح وهو الطريق الذى نهتدي به ونمضي عليه بثقة فى إيمان هذا الشعب بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا".
كيفية العناية بالقرآن الكريم
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن تكريم الرئيس السيسي، لأهل القرآن هو من إجلال الله عز وجل وتعظيم شعائره، معقبًا: "نسأل الله عز وجل أن يديم عليك هذه النعمة وأن يجزيك عنا وعن القرآن وأهله خير الجزاء".
وأضاف جمعة، أن العناية بالقرآن الكريم لم تقف عند حفظه وتجويده وإنما بما كل ما يتصل بالقرآن الكريم حفظًا وتفسيرًا ودراسة وفهمًا، متابعًا أن المسابقة العالمية الـ 29 التي نظمتها وزارة الأوقاف قد تضمنت عدة محاور مهمة يأتي على رأسها تفسير القرآن الكريم.
ووجه وزير الأوقاف رسالة شكر للرئيس السيسي عن اهتمامه بعمارة بيوت الله عز وجل مبنًا ومعنى لتصبح منارات عظيمة لنشر صحيح الدين وبناء الإنسان والأوطان.
ومن جانبه، استهل الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر كلمته بتوجيه التهنئة لـ الرئيس السيسي، قائلًا: "يسعدني في بداية كلمتي أن أتقدم لكم سيادة الرئيس وشعب مصر الكريم والأمتين العربية والإسلامية بخالص التهاني وأطيب الأماني بأن يعيد الله علينا وعليكم هذا الشهر الكريم باليمن والخير البركات".
وقال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن ما يرتبط بليلة القدر التي هي خير من ألف شهر هو عبادة الدعاء وإلتجاء المسلم إلى ربه وتضرعه إلى الله تعالي فى كل أموره.
دعوة من الطيب لحقن الدماء
وأضاف الطيب - خلال كلمته اليوم باحتفالية ليلة القدر، أنه قد يظن كثيرون أن عبادة الدعاء هي عبادة ثانوية وأن العبد مخيرا بين أدائها وتركها، وكل ذلك ظن خاطئ مصدره الخفلة عن موارد الأمر والنهي في القرآن الكريم.
وتابع شيخ الأزهر، أن الدعاء عبادة مأمور بها فى أيات الله فى القرأن الكريم، مستشهدا بآية قرأنية، قائلا: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ".
وأعرب شيخ الأزهر، عن "خالص دعواته بأن يكشف الله عن أمتنا وعن العالم كله ما نزل بساحتِه من حروب وقحط ووباء وغلاء، وأن يوفق ولاة الأمور والعلماء والحكماء إلى بر السلام والأمان، وحقن الدماء التي حرمها الله تعالى من فوق سبع سماوات".
ودعا شيخ الأزهر إلى حقن الدماء التي حرمها الله من فوق سبع سماوات، وحذر من سفكها رسولُه ﷺ في قوله: "لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ"، وقولِه: "أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ الصَّلاةُ، وأَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ فِي الدِّمَاءِ"، وقولِه: "لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِن؛ لأَكَبَّهُمُ اللَّهُ فِي النَّارِ"، وقولِه: "إذَا التَقَى المُسْلِمَانِ بسَيْفَيْهِما فَالقَاتِلُ والمَقْتُولُ في النَّارِ، قيل: يا رَسولَ اللَّهِ، هذا القَاتِلُ، فَما بَالُ المَقْتُولِ؟ قالَ: إنَّه كانَ حَرِيصًا علَى قَتْلِ صَاحِبِهِ".