تحركات مكثفة لإنقاذ السودان.. جهود البيت العربي لحقن الدماء في الخرطوم

جهود مضنية واتصالات مكثفة تعكف عليها جامعة الدول العربية منذ اندلاع الشرارة الأولى للأزمة في السودان والمواجهات العنيفة التي أودت بحياة الكثير من الشعب السوداني في ساعات معدودة.

انتفاضة البيت العربي من أجل الشعب السودان كانتفاضة الجسد الواحد الذي اشتكى عضو فيه، ألم بالأشقاء فجاءت دعوة جامعة الدول العربية لاجتماع طاريء لرأب الصدع ووقف الاقتتال والدعوة إلى عدم التصعيد واللجوء للحوار وتحكيم صوت العقل حفاظا على أمن واستقرار السودان الذي يشكل جزءا مهما في المنظومة العربية . 

لم تقتصر الجهود المبذولة من جامعة الدول العربية على الاتصالات المكثفة بل جاء الاجتماع الطاريء الذي تم تنسيقه بشكل عاجل خلال ساعات معدودة  بدعوة من مصر والسعودية نداء عاجل لبحث التداعيات التي وصفت بـ "الخطيرة والأمر الجلل".

نداء عاجل وشجب اللجوء للسلاح

حالة من الانزعاج والقلق أعربت عنها الجامعة العربية ازاء العمليات القتالية الدائرة حالياً بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومناطق اخري؛ معرباً الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن صدمته وشجبه للجوء الي السلاح والاقتتال بين الاخوة بهذا الشكل وفي نهار شهر رمضان الكريم.   

وأكد الأمين العام للجامعة على مسؤولية الاطراف المتحاربة في الحفاظ على أمن وسلامة المدنيين السودانيين في مناطق الاقتتال وعموم البلاد، وعلي ضرورة وقف التصعيد وحقن الدماء بشكل فوري، و أضاف أن الامانة العامة علي استعداد للتدخل مع الاطراف لتحقيق ذلك .

الأمر جلل وخطير 

الاجتماع الذي جمع الأشقاء أكد أن الوضع في السودان جلل وخطير ويستدعي سرعة التحرك، داعية مصر إلى وضع حلول سلمية للخروج من الأزمة الحالية بالسودان وضمان تحقيق استقرار البلاد والتحلي بضبط النفس؛ معربة عن ترحيبها بكافة مساعي جامعة الدول العربية لمساعدة السودان في حل الأزمة الحالية.

وبدور مصر الداعمة للأشقاء في المحن والأزمات وإيمانها بأن الأمن والاستقرار بأي دولة عربية شقيقة يرخي بظلاله على الجميع، أكدت خلال الاجتماع بأنها ستظل داعمة للسودان باعتبار أن السودان  تمثل العمق الاستراتيجي لمصر، سعياً لتحقيق التكامل المنشود بين البلدين استناداً لواقع تاريخي وجغرافي ووحدة مصير.

جهود عربية مشرفة

 السفير السوداني الصادق عمر عبد الله القائم بأعمال المندوب الدائم بالانابة أعرب عن فخره واعتزازه بالجهود العربية المبذولة من أجل السودان واصفا اياها بالجهود "المشرفة وموقف مشرف للغاية"، أن هذا الاجتماع جاء للتأكيد علي هذا الأمر والتوصية بترك الأمر للسودانيين لإنجاز التسوية فيما بينهم بعيدا عن التدخلات الدولية؛ مشددا على أن هذه التوصية مهمة لأن المنظومة الدولية ستأخد بها في أي موقف قد تتخذه حيال أحداث السودان،

الجامعة وتنسيق أممي لإنقاذ السودان

عقب الاجتماع الطارئ الذي استغرق عدة ساعات من المباحثات والنقاشات المكثفة أجرى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط انطونيو جوتيريش السكرتير العام للأمم المتحدة، وذلك لتبادل وجهات النظر حول مستجدات الموقف الخطير في السودان. 

وخلال الاتصال الهاتفي، أبلغ أبو الغيط جوتيريش بموقف مجلس الجامعة الصادر خلال الاجتماع من ضرورة وقف التصعيد ووقف اطلاق النار واستعادة الهدوء الي السودان في اسرع وقت، معربا الجانبان الاستعداد للعمل سوياً مع الأمم المتحدة لتحقيق وقف فوري للاشتباكات المسلحة وحقن الدماء، والحيلولة دون المزيد من تدهور الأوضاع،  كما اتفقا علي ضرورة تكثيف الاتصالات مع القيادات المتقاتلة  من أجل وضع حد للمواجهات.