تفصلنا أيام قليلة عن العودة للعمل بـ التوقيت الصيفي بعد غياب استمر 7 سنوات، حيث صدق الرئيس عبد الفتاح السيسي على قانون رقم (24) لسنة 2023 بشأن تقرير نظام التوقيت الصيفي.
وجاءت المادة الاولى كالتالي: "اعتبارا من الجمعة الأخيرة في شهر أبريل حتى نهاية الخميس الأخير من شهر أكتوبر من كل عام ميلادي تكون الساعة القانونية في جمهورية مصر العربية هي الساعة بحسب التوقيت المتبع مقدمة بمقدار ستين دقيقة".
العمل بنظام التوقيت الصيفي
وأعلن مجلس الوزراء استئناف العمل بنظام التوقيت الصيفي، بعد توقف دام 7 أعوام، في مسعى من الحكومة لتوفير الطاقة، على أن يبدأ العمل بالتوقيت الصيفي في الجمعة الأخيرة من شهر أبريل الجاري الموافق 28 أبريل.
وكان مجلس النواب وافق نهائيا على مشروع قانون مقدم من الحكومة بشأن تقرير نظام التوقيت الصيفي.
وتهدف الحكومة من نظام التوقيت الصيفي إلى الحد من استخدام الطاقة في المؤسسات الحكومية والتجارية، حتى تتمكن البلاد من تصدير المزيد من الغاز الطبيعي، وهو مصدر رئيسي للنقد الأجنبي.
وقال مجلس الوزراء، إن العمل بنظام التوقيت الصيفي يأتي في ضوء ما يشهده العالم من ظروف ومتغيرات اقتصادية، وسعيا من الحكومة لترشيد استغلال الطاقة.
وكانت المرة الأخيرة التي تم فيها تفعيل العمل بنظام التوقيت الصيفي عام 2015، وتكرر العمل بالتوقيت الصيفي وإلغاؤه عدة مرات.
وسيتم تقديم التوقيت 60 دقيقة اعتبارا من آخر جمعة في شهر أبريل، على أن يعاد تأخيرها في آخر خميس من شهر أكتوبر من كل عام، وفقا لمجلس الوزراء.
وتعديل التوقيت بتقديم الساعة 60 دقيقة يترك أثرا ملحوظا على أجسامنا، فوفقا لاستطلاع رأي أجرته شركة التأمين الصحي الألمانية "DAK" عام 2019، كان نحو 29% من ألف شخص شملهم الاستطلاع يعانون من مشاكل صحية بعد تغيير الساعة، بل إن النسبة بين النساء وصلت إلى 35%، وغالبا ما تكون الأعراض مثل اضطراب الرحلات الجوية الطويلة الذي يحدث عند السفر إلى مناطق زمنية مختلفة، وفق موقع "إينفراكن" الألماني.
تأثير العمل بالتوقيت الصيفي
ويحتاج الجسم - بسبب تغيير الوقت- لبضعة أيام لكي يستقر التوازن الهرموني لهرمون التعب الميلاتونين وكذلك هرمونات التوتر والكورتيزول والأدرينالين، لذلك يشتكي كثيرون خلال فترة التغيير - نحو 14 يوما - من تغيرات مختلفة ناجمة عن قلة النوم.
كما شرح الطبيب الباطني جيرارد هيرالد في تقرير نشره موقع "وومن هيلث" الألماني، ونقله موقع "دويتشه فيله".
فيما قال آخيم كرامر رئيس قسم علم الأحياء الزمني في مستشفى شاريتيه ببرلين، في مقابلة مع موقع "فوكوس" الألماني: "إن تغيير الساعة يفسد ساعتنا الداخلية"، فالساعة الداخلية تتحكم في عمليات التمثيل الغذائي وإزالة السموم إضافة إلى دورة النوم والاستيقاظ.
وأضاف: "لتعويض فارق زمني قدره ساعة واحدة ناتج عن رحلة ما، على سبيل المثال، يحتاج الجسم في العادة نحو يوم واحد"، من ناحية أخرى، فإن الأشخاص الذين يجدون صعوبة في النهوض من الفراش في الصباح، سيعانون من اضطراب تغيير الوقت يمكن أن تصل مدته إلى نحو أسبوعين.
ويقول الدكتور أشرف شاكر رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن ساعات النهار تتأثر بميل محور الأرض ومسارها حول الشمس، أننا نشهد في فصل الصيف ميل النصف الشمالي من الأرض نحو الشمس مما يجعل النهار أطول من الليل، وذلك اثناء عملية دوران الأرض، وأن الأمر يكون معكوس في فصل الشتاء ويحدث التساوي بين عدد ساعات الليل والنهار في الاعتدالين الربيعي والخريفي.
وأضاف شاكر خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن التوقيت الصيفي يحقق الاستفادة من طول عدد ساعات النهار في فصل الصيف، وانه ظاهرة طبيعة تسعي الدولة الاستفادة منها لتقليل استهلاك الطاقة، حيث يكون النهار أطول ما يجعل فرصة لتقليل الضغط علي الكهرباء التي نستعملها الإنارة.
وأشار رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، علي انه التوقيت الصيفي يكون له تأثير نفسي علي المواطنين خاصة في أول أيام تطبيقه، لكن سرعان ما يتعايش الناس مع المواعيد الجديدة، حيث أن شروق الشمس إشارة نفسية لبدء وقت العمل، وأن التوقيت الصيفي متبع في أكثر من دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وبعض الدول الأوروبية.
ارتفاع أسعار الطاقة والبترول
وسبق، وأشارت الحكومة في تصريحات على لسان متحدثها، المستشار نادر سعد، إلى أن تطعودة العمل بـ التوقيت الصيفي يوفر 10% من إجمالي استهلاكات الطاقة والكهرباء في ظل الارتفاع الكبير في ارتفاع أسعار الطاقة والمرود البترولية، وفق دراسات اطلعت عليها الحكومة.
كما أرجت الحكومة السبب وراء عودة التوقيت الصيفي إلى أن الوفرة في مخزون الطاقة، سوف يسهم في تشغيل محطات الكهرباء، وهو أمر سيسهم في تخفيف الضغط على العملة الصعبة في توريد براميل البترول، مشيرًا إلى أن "توفير الغاز وتصديره إلى الخارج سوفر المورد الدولاري بشكل جيد".
والجدير بالذكر، أن التوقيت الصيفي هو تغيير فى التوقيت الرسمي للدولة ويتم مرتين سنويا ولمدة 6 أشهر، وتعمل به أكثر من دولة في مختلف دول العالم.
ويتم إعادة ضبط الساعات الرسمية بنهاية شهر أبريل، حيث تقدم عقارب الساعة 60 دقيقة، ويكون الرجوع للتوقيت العادي "الشتوي" بنهاية شهر أكتوبر من كل عام، ويترتب على العمل بالتوقيت الصيفي، تبكير أوقات العمل والفعاليات العامة الأخرى.
وهناك حوالي 87 دولة، تطبق التوقيت الصيفي، على مستوى العالم، بمعدل 40% من دول العالم، بينها كل دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، من أجل توفير الطاقة.
وبدأ تطبيق العمل بـ التوقيت الصيفي في مصر، منذ عام 1940، ثم تم إيقاف العمل به في 1945، قبل أن يعود العمل به مرة أخرى في 1957، واستمر العمل بـ التوقيت الصيفي حتى عام 2011، حيث ألغت حكومة الفترة الانتقالية في مصر بعد ثورة 25 يناير 2011 العمل بالتوقيت الصيفي بتاريخ 20 أبريل 2011.
وأعادت الحكومة في 7 مايو من عام 2014، العمل بنظام التوقيت الصيفي مجددًا، من أجل توفير الطاقة باستثناء شهر رمضان، وبعد ذلك بعام واحد قررت الحكومة في 20 أبريل 2015 إلغاء التوقيت الصيفي.
وأعلنت الحكومة في مطلع مارس الماضي، عن موافقتها على مشروع قانون لعودة العمل بنظام التوقيت الصيفي في مصر من جديد، واليوم وافق مجلس النواب على مشروع القاون الذي تقدمت به الحكومة، وأحالته إلى رئيس الجمهورية.