الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الدولار يفقد الهيمنة عالميا.. ماذا ينتظر الأخضر مستقبلا بعد الاعتراف الأمريكي؟

الدولار
الدولار

أصدرت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، الأحد، تصريحات تتعلق بـ تراجع هيمنة الدولار عالميا، بسبب العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا، وهو ما اعتبره بعض المحللون، اعترافا من الولايات المحتحدة بالتأثير السلبي للعقوبات على الاقتصاد الأمريكي، وأهم أسلحته وهو الدولار.

مخاطر استخدام الدولار كسلاح

وأكدت وزيرة الخزانة الأمريكية، أن العقوبات الاقتصادية على روسيا تحديدا تشكل خطراً على هيمنة الدولار، ورغم ذلك فإنه من الصعب على الدول المعنية إيجاد بديل للدولار.

وأضافت "يلين"، خلال مقابلة إعلامية مع شبكة سي إن إن، ردا على سؤال متعلق باستعمال الدولار كسلاح، أن هناك مخاطرة مرتبطة بدور الدولار عند استخدام الولايات المتحدة للعقوبات المالية، وهذه المخاطرة تتمثل في أن تقوض العقوبات هيمنة الدولار على المدى الطويل، مشيرة إلى أن ذلك يخلق إرادة لدى الصين وروسيا وإيران لإيجاد بديل للدولار، ولكن يعيق ذلك أسباب استخدام الدولار كعملة عالمية، وأبرزها أنه من الصعب إيجاد بديل بنفس الخصائص.

وأوضحت وزيرة الخزانة الأمريكية، أن واشنطن تمتلك أسواق رأسمالية وسيادة قانون قوية للغاية، وهما أمران أساسيان لعملة تُستخدم عالمياً في المعاملات، ولم تر أي دولة أخرى لديها بنية تحتية مؤسسية تسمح لعملتها بأن تؤدي هذا الدور العالمي، مشددة على أن العقوبات الاقتصادية هي أداة بالغة الأهمية، تستخدمها دول حليفة أيضاً ضد روسيا ضمن «تحالف شركاء يعملون معاً».

العالم يتخلي عن الدولار الأمريكي

وحول مستقبل أصول البنك المركزي الروسي، المجمد، وإمكانية استخدامها لإعادة إعمار أوكرانيا، أكد أن روسيا عليها دفع ثمن الأضرار التي سببتها في أوكرانيا، مستدركة ذلك بأن هناك قيوداً قانونية على ما يمكن فعله بهذه الأصول المجمدة، ويتم المناقشة مع الشركاء ما يمكن عمله في المستقبل.

ويشهد العالم بالفعل حركة متسارعة بشأن التخلي عن الدولار، نظرا لما تسببت فيه ارتفاعاته الأخيرة، في تفاقم معدلات الضخم، وعدم تمكن الدول من إتمام عمليات التبادل التجاري، ما دفعهم للتخلي عن العملة الأمريكية، وباتت مؤشرات انهيار الدولار وهيمنته كعملة احتياطي عالمي، تظهر ولو بشكل طفيف، مع توقعات مؤخرا أن يفقد الدولار من 10% إلى 15% من قيمته خلال 18 شهرا.

وأظهر تحليل لمؤسسة "أوراسيا ريفيو" الأمريكية مؤخرا، حجم ما يتعرض له الدولار الأمريكي من ضغوط وتراجع في حصته في احتياطيات النقد الأجنبي لدى البنوك المركزية عالميًا، وذلك منذ طرح العملة الأوروبية الموحدة اليورو في عام 1999، حيث بلغت حصة الدولار في الاحتياطي اللأجنبي للبنوك المركزية عالميا عام 2022 الماضي 58%، ومن المتوقع أن تنخفض حصته لـ 40% حال انخفاض نسبة مساهمتة في التجارة الدولية من 50% إلى 33%، وذلك بعدما كان الدولار يسيطر على النسبة الأكبر من الاحتياطي الأجنبي في البنوك المركزية عالميا والتي قدرت بـ 71% عام 1999، وانخفضت عام 2014 إلى 66%.

مصدر قوة الدولار أمام العملات 

وقال الدكتور أحمد شوقي، الخبير المصرفي، إن هناك تهديدا قائما بالفعل للعملة الأمريكية الدولار، ولكن هذا التهديد، وما يسمى بـ انهيار هيمنة الدولار، لن يحدث في يوم وليلة، حيث سيأخذ التأثير وتراجع الدولار وقتا، خاصة وأن هناك دولا بدأت تتم معاملاتها التجارية بالعملات المحلية، لذلك يبقى السؤال القائم هو ما ثقل أو حجم هذه العملات، لأنه عندما نرى حجم الاحتياطيات، نجد الدولار الأمريكي في المقدمة بنسبة 60% يتبعه اليورو، ثم اليوان وبالتالي ما قيمة باقي العملات.

وأضاف شوقي، خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن التأثير يمكن أن يكون لحظيا، لأن الاقتصاد الأمريكي، من الاقتصادات التي ظلت مهيمنة لفترة، وانتبهت دول العالم لهذه الأزمة، وبدأت تطالب بحقها في العمل بنظام مصرفي آخر بعيدا عن الدولار، لأن هيمنته أيضا تظل ممارسة احتكارية، تؤدي إلى تقوية عملة مقابل عملات العالم، وهو ما رأيناه في الفترة الأخيرة من صعود الدولار، وهبوط كل عملات العالم ومن ضمنها اليورو، عدا العملات العربية لأنها مرتبطة بالدولار المرتبط بتسعير النفط.


-