قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

خبير فلك: الانشغال بتحديد ليلة القدر يدخل تحت باب علم لا ينفع

ليلة القدر
ليلة القدر
×

نشهد دائما العديد من المحاولات لتحديد ليلة القدر، وحتى الآن لا يمكن لأحد أن يجزم بليلة بعينها أنها ليلة القدر، حيث لم يخبر النبي بها، وهناك العديد من المحاولات والكتابات والآراء التي تحاول تحرى وتحديد ليلة القدر في كل عام وهناك من يذهب أبعد من ذلك ويقول أن العلم الآن بمعدته واجهزته وإمكانياته قادر علي تحديد ليلة القدر من قبل شهر رمضان كما يحدث مع بدايات شهر رمضان والعيد وذلك عن طريق الحسابات الفلكية.

تحديد مواعيد ليلة القدر عن طريق علم الفلك والظواهر الفلكية

وحول إمكانية تحديد مواعيد ليلة القدر عن طريق علم الفلك والظواهر الفلكية، يقول الدكتور ياسر عبد الهادي أستاذ بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية قسم أبحاث الشمس والفضاء - والمتحدث الإعلامي بالمعهد - ، أن دائما ما يدور سؤال عن هل رأيت ليلة القدر أو عن هل استطاع العلم والعلماء من تحديد موعد ليلة القدر، وهذا التساؤل يأتي لنا بصفتنا باحثين منشغلين بعلوم الفلك نتابع الأجهزة و نقوم برصد مستمر للسماء، ومن خلال هذا فإننا ربما نكون قد تمكنا من تحديد مواعيد تلك الليلة المباركة استنادا إلي العلامات الفلكية ليلة القدر التي أخبرنا عنها رسول الله الاستدلال عليها.

الدكتور ياسر عبد الهادي

يوجد إشكاليتانفي أمر تحديد ليلة القدر

واكد عبد الهادي، في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن هناك إشكاليتانفي أمر تحديد ليلة القدر، واحدة تتعلق بالإجراء التجريبي والعلمي والثانية تتعلق بالتأثير النفسي، حيث أنه لا يمكن تحديد تلك الليلة حتي نقوم بإجراء قياس العوامل المذكورة في الأحاديث النبوية والأثر والظواهر المشاهدة في كل ليالي العشر الأواخر من رمضان حتى تسهل المقارنة بينها لاستنتاج في أيها كانت)ليلة القدر، ولكن حتي نقوم بهذا الأمر فسوف يكون قد مرت الليلة قبل أن يتم التأكد منها وتضيع علينا ولن نكون قد ادركنها، وانه حتى على مستوى التجرية في ليلة واحدة لا يستطيع المرء الجزم بأنها هذه الليلة أو تلك حتى يرى العلامات كلها ثم ينتظر حتى شروق الشمس كل يوم ليختم بها تأكده منها.

واضاف استاذ الفلك، أن الإشكالية الثانية التي تتعلق في تحديد ليلة القدر والتي تتعلق بالتأثير النفسي، اننا إذا استطعنا تحديد - فرضا -تحديد تلك واصبح لدينا اليقين أو شبه اليقين انها الليلة السابعة أو الخامسة، فإن إذا تم إعلان الأمر سيكون تأثير هذا الأمر على نفوس المسلمين الذين لم يوفقهم الله تعالى إلى الاجتهاد في هذه الليلة فبالتأكيد سوف يعانوا من الإحباط ولربما يصيبهم فتور العبادة والطاعة خلال الإيام الباقية من شهر رمضان - ولعل هذا الأمر عائد علي من أدرك ليلة القدر وعلي من لم يدركها.

هناك رأى يقول إن من يدرك ليلة القدر يستحب له أن يكتم ذلك

وأشار الدكتور ياسر عبد الهادي إلي أن بسبب تلك الإشكاليتان التي ذكرنهم فقد ذهب كثير من العلماء إلى ان من يدرك ليلة القدر يستحب له أن يكتم ذلك ولا يذيعه بين الناس وأن هذا من اخلاق الإسلام الرفيعة التي تحرص على سلامة نفوس أعضاء المجتمع الواحد ومنعا لتسلل الشيطان إليها سواء لحسد الغير أو لبث الإحباط أو الفتور في الطاعة والعبادة.

والفت إلي أنه حتي ولو تم تحديد ليلة القدر لشهر رمضان في سنة ما فهذا لا يعني أنها ستكون ثابتة وتأتي في نفس موعدها في رمضان التالي ولا الذي بعده، وهو ما يعني أن هذه التجربة يجب إجراؤها والانشغال بها في الليالى العشر الأواخر من رمضان لكل عام على حدة، وان قد يأخذك بعيد عن معايشة روحانية ليالي رمضان وقد يوقع المرء في إثم ان يكون السبب في صد بعض المسلمين عن الطاعة.

فكر تحديد ليلة القدر علميا (علم لا ينفع) .. و يدخل في باب العلم الضار أحيانا

ويرى الدكتور ياسر عبد الهادي أستاذ بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية - قسم أبحاث الشمس والفضاء - والمتحدث الإعلامي بالمعهد، أن فكر تحديد ليلة القدر علميا يقع في بند ما هو علم لا ينفع، وانه قد يدخل في باب العلم الضار أحيانا، وان في إخفاء موعدها حكمة من الله الخالق الواهب ولو كانت إرادة الله أن نعرفها بشكل قاطع لم انسها النبي محمد و لأعلمنا إياها وانقضى الأمر، ولكن أخفاها لحكمة بالغة وهى الاستمرارية فى العبادة أثناء الليالى العشر الأواخر من رمضان.

علامات ليلة القدر

علامات ليلة القدر التي نعرفها من خلال ما ورد في السنة النبوية أنها ليلة نتلمسها في الليالي الوترية للعشر الأواخر من شهر رمضان، ولم يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم مواعدها بدقة حيت يقول الحديث النبوي: «إِنِّي خَرَجْتُ لأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلاحَى فُلانٌ وَفُلانٌ، فَرُفِعَتْ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالتَمِسُوهَا فِي التِّسْعِ وَالسَّبْعِ وَالخَمْسِ».

قال الرسول صلى الله علية وسلم عن علامات ليلة القدر: «هِيَ طَلْقَةٌ بَلْجَةٌ، لَا حَارَّةٌ وَلَا بَارِدَةٌ، كَأَنَّ فِيهَا قَمَرًا يَفْضَحُ كَوَاكِبَهَا، لَا يَخْرُجُ شَيْطَانُهَا حَتَّى يَخْرُجَ فَجْرُهَا»، وكلمة طَلْقَة تعني أنها طَيِّبةٌ لا حَرَّ فيها ولا بَرْد، وبَلْجَةٌ تعني مشرقة، ومن علامات ليلة القدر شعور السكينة والراحة، وذلك بفضل نزول الملائكة في هذه الليلة المباركة.