يمكن تعريف دعاء ليلة القدر بأنه ذلك الدعاء الذي يحقق الأحلام ويفتح أبواب الفرج الواسعة في ليلة هي خير من ألف شهر فيما ورد بالقرآن الكريم ، ومن ثم فإن دعاء ليلة القدر يعد من أهم الأدعية التي يبحث عنها الكثيرون في الليالي الوترية بالعشر الأواخر من رمضان، حيث تفصلنا عن ليلة السابع والعشرين من رمضان وهي الليلة الوترية الرابعة والتي قد تكون ليلة القدر وتبدأ من مغرب اليوم الإثنين إلى فجر الثلاثاء وينبغي لاغتنامها ترديد دعاء ليلة القدر ، لعل به يصادف ليلة القدر 2023 فيدركوها ، حيث يعلقون عليها الكثير من الأحلام والآمال، ولا سبيل للفوز فيها دون الأذكار والأدعية ، من هنا تتضح أهمية دعاء ليلة القدر ، لأن به نفوز بفضل هذه الليلة المباركة ، والتي تكون بإحدى ليالي العشر الأواخر من رمضان الوترية ، لأن ليلة القدر كما قال الله تعالى عنها: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ»، لذا يتزايد البحث عنها وعن دعاء ليلة القدر فبه وعليه الرجاء ومنه يبدأ الطريق إلى الجنة في الدنيا والآخرة.
دعاء ليلة القدر
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه ينبغي علينا اغتنام دعاء ليلة القدر ، الذي أوصى به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زوجه عائشة -رضي الله تعالى عنها- في ليلة القدر، حيث إنها سألته: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ، مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: قُولِي: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ، تُحِبُّ الْعَفْوَ، فَاعْفُ عَنِّي»، ويعد هذا أفضل دعاء ليلة القدر لأن "العَفُوُّ" من أسماء الله تعالى، وهو صفة من صفاته سبحانه، ففي القرآن الكريم:«وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا» الآية 99 من سورة سورة النساء.
وأوضح“ جمعة” أنه ليستجيب الله تعالى دعاء ليلة القدر ويتحقق المراد ،ينبغي إدارك أننا الآن في العشر الاواخر من رمضان وهي خير أيام السنة ، وفيها ليلة القدر وهي خير ليالي السنة، أي أننا من خير إلى خير، لذا ينبغي أن تكونهذه العشر الأواخر من رمضان أيام ذكر وعبادة وتعبد وأيام دعاء، من هنا ينبغي ترديد دعاء ليلة القدر وتنظيف القلوببذكر الله جل وعلا، وبالإكثار من الصلاة على سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيها، واللجوء إلى الله أن يحقق كل ما تتمنوه من خيري الدنيا والآخرة، ولا تنسوا في دعائكم لأمة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- أن يجمع الله قلوبها على الحق ، فلعل الله يستجيب لواحد منا، فيرفع عنا البلاء والوباء، وأمر الله غالب ونحن على قضائه وقدره صابرون ولأوامره مستعدون، وندعوه أن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى سبحانه وتعالى ، ويغفر لنا ويجعلنا من عتقائه من النار.
دعاء ليلة القدر مكتوب
واستشهد بما ورد فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال: «قولي اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني» فهذا هو الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين، وللمؤمنين من بعدها في ليلة القدر، وهو دعاء جامع، فيه الثناء على الله تعالى، والتذلل وطلب الصفح والمغفرة، وهذا الحال الذي يناسب ليلة القدر.
وأشار إلى أنه في دعاء ليلة القدر يمكن أن يدعو الإنسان بما شاء فيها، ولاسيما ما كان يقوله النبي صلى الله عليه في تهجده في الليل، ومنه ما ورد عن عائشة قالت: "فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش، فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان، وهو يقول: «اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك»، وليدع العبد ربه أن يلطف به بما يقدر عليه في هذه الليلة، وأن ييسر له الهدى والتوفيق، وأن يقيه المهالك والمساوئ من أمور الدنيا والآخرة.
وأفاد بأنه فيما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه أرشدنا إلى كل ما فيه خير وفلاح لنا في الدنيا والآخرة، منوهًا بأن لله عز وجل اسم مُستحب المناجاة به في العشر الأواخر من رمضان من بين أسماء الله الحُسنى، والتي يزيد عددها عن التسعة والتسعين اسمًا، بحسب ما ورد في الكتاب العزيز والسُنة النبوية الشريفة، منوهًا بأن الإنسان مخير في أن يدعو ربه بأي اسم من أسماء الله تعالى التي ذكرت في القرآن الكريم.
وأضاف أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قد دلنا على اسم لله يُستحب المناجاة به في العشر الأواخر من رمضان، فرسول الله –صلى الله عليه وسلم- أوصى بالدعاء في العشر الأواخر من رمضان بهذه الكلمات: «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عنا»، فاسم الله تعالى العفو هو الاسم الذي دلنا عليه رسول الله –صلى الله عليه وسلم - للتجلي في هذه اليالي المباركة، بما ورد عَن السيدة عَائِشَةَ –رضي الله تعالى عنها-، قالَتْ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللهِ، أرَأيْتَ إنْ عَلِمْتُ أيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، مَا أقُولُ فِيها؟ قَالَ: «قُولي: اللَّهُمَّ إنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي».