يوافق السادس عشر من شهر أبريل، ذكرى ميلاد أشهر فنانات الرسم في القرن الثامن عشر «إليزابيث لويز فيغ لوبرون»، التي ولدت في باريس عام 1755، و تميز أسلوبها بانتمائه لأسلوب “الروكوكو” المهتم بالحركة الكلاسيكية الجديدة.
ذكري ميلاد الفنانة الفرنسية “لوي فيغ”
عاصرت فترة نهاية الملكية في فرنسا والثورة الفرنسية، ولايمكن اعتبار إليزابيث أو “لوي فيغ” ضمن فناني الحركة الكلاسيكية بشكل كامل، رغم أن معظم لوحاتها أو البورتريهات التي أنتجتها صورت بملابس الفترة الكلاسيكية.
سيرتها الذاتية
والدها جامع البورتريهات والرسام "لوي فيغ" الذي تحصلت منه على تعليماته الأولية في الرسم، وكانت أمها مصففة شعر.
أرسلت للإقامة مع أقرباء لها حتى سن السادسة في جنوب باريس، و تم إلحاقها بدير للراهبات أقامت به خمس سنوات إضافية.
مات والدها وهى في الثانية عشر، وفي 1768 تزوجت أمها من تاجر المجوهرات الثري "جاك فرانسوا"؛ لتنتقل الأسرة إلى إحدى دوائر باريس قرب قصر الإقامة الملكية "بالي كاردينال".
قامت برعايتها لاحقًا وريثة الثروة الطائلة "لويز ماري" زوجة "فيليب إيغاليتي"، أحد أعضاء أسرة بوربون المالكة في فرنسا في تلك الحقبة.
استفادت إليزابيث من نصائح الرسامين الفرنسيين المعروفين أمثال غابرييل فرانسوا دويين، جان باباتيست غرويوز، كلود جوزيف فرنيت، إضافة لأعلام آخرين في هذه الفترة، وبحلول سنون مراهقتها المبكرة صارت إليزابيت رسامة بورتريهات محترفة.
بعد أن تم مصادرة مشغلها الخاص بالرسم بسبب ممارسة العمل دون رخصة، ارتادت أكاديمية "سان لوك" التي عرضت مكرهة أعمالها في صالونها، وفي 25 أكتوبر 1725 صارت عضوة في الأكاديمية.
في 7 أغسطس 1745 تزوجت من "جان باباتيست" وهو رسام وتاجر قطع فنية.
ماري إنطوانيت
قامت فيغ لوبرون برسم مجموعة من لوحات البورتريه لعدد من الشخصيات المرموقة في المجتمع الفرنسي آنذاك حيث ازدهر عملها، كما تم دعوتها إلى قصر فرساي لتقوم بعمل بورتريه لماري أنطوانيت حيث قامت برسم ما يقارب الثلاثين لوحة للملكة وأسرتها.
في 12 فبراير 1780 أنجبت ابنتها، وفي 1781 قامت وزوجها بجولة إلى إقليم فلاندر البلجيكي و هولندا، ورسمت مجموعة من الشخصيات المرموقة.
الثورة الفرنسية
في أعقاب الثورة الفرنسية واعتقال الأسرة المالكة غادرت فيغ لوبرون وابنتها جولي فرنسا، حيث أقامت وعملت لعدة سنوات في إيطاليا النمسا وروسيا، وأفادتها خبرتها في التعامل مع الطبقة الأرستقراطية.
في روسيا صارت عضوة في أكاديمية الفنون الجميلة في سان بطرسبرغ، فيما تزوجت ابنتها جولي من أرستقراطي روسي.
تم الترحيب بعودتها إلى فرنسا في عهد نابليون الأول، لتزور بعدها انجلترا حيث قامت برسم عدد من الشخصيات الهامة من قبيل اللورد بايرون.
في 1807 قامت بزيارة سويسرا ليتم منحها العضوية الفخرية في جمعية "الرقي بالفنون الجميلة" في جينيف.
قامت بنشر مذكراتها في عامي 1835 و1837. وفي سن الخمسينيات استمرت في العمل بنشاط.
قامت بشراء منزل في "لوفيسين" بإحدى ضواحي باريس، وأقامت به حتى حوصر من قبل الجيش البروسي أثناء الحروب النابليونية في 1814.
وفاتها
أقامت في باريس حتى فارقت الحياة في 30 مارس 1842، ونقش على شاهد قبرها في مقبرة لوفيسن حيث دفنت حمل عبارة (هنا أرقد أخيرًا).
خلفت لوي فيغ ورائها 660 لوحة بورتريه، و200 لوحة طبيعية، إضافة إلى مجموعتها الخاصة، كما توجد أعمالها في المتاحف العالمية الكبرى في أوروبا والولايات المتحدة.