يحرص كثير من المسلمين على الصلاة في وقتها، إلا أن البعض يؤخرها بقصد أو بغير قصد، دون إدراك عواقب تأخيرها، وتأخير الصلاة عن وقتها حرام ولا يجوز لأن الله- تعالى- يقول: «إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً»، والنبي- صلى الله عليه وسلم- حدد للصلاة أوقاتا معينة، فمن أخرها عن هذه الأوقات أو قدمها عليها؛ فقد تعدى حدود الله، «ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون».
وقال الشيخ محمد متولى الشعراوى، إمام الدعاة، إنه يجب على الإنسان أن يواظب على إقامة الصلاة لأنها استدامة إعلان ولاء العبد لربه خمس مرات، وهذه الاستدامة ساعة ينادي: الله أكبر، فلا تشغل بمخلوق آخر لربك يناديك، فماذا لو أن أباك ناداك ولم تجبه؟، ماذا سيكون الموقف بالنسبة له؟، سيكون الموقف صعبًا وقتها.
وأضاف "الشعراوى"، فى فيديو له، قلنا إن شعار الأذان الذي اهتدت إليه الفطرة الإنسانية، وأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أكبر، أي أكبر من كل ما يشغلك عنه، فإياك أن تنشغل عنه بالزرع، ولو كان الأمر عملية جراحية، فقد سألني طبيب، إنهم يجرون العمليات بين الظهر والعصر، والوقت لا يتسع للصلاة، فسألته: بالله عليك، ماذا لو طرأ عليك أن تقضي حاجتك أثناء العملية، هل ستذهب أم لا؟ فضحك وقال: نعم سأذهب.
وتابع: لا تعتقد أن الله يكلف عبدًا تكليفًا ثم يضن عليه باتساع الزمن له، بدليل أنه لما يجد أمورًا قد تعطل الإنسان، يقول لك اجمع في السفر الظهر والعصر، والمغرب والعشاء. وتستطيع أن تضيق مسافة العبادة أو توسعها تجمعها جمع تقديم أو تأخير، كأن تصلي صلاة الظهر والعصر، أول ما يؤذن الظهر، وتؤخر المغرب والعشاء إلى آخر ميعاد العشاء، من غير مشغوليه عبادة، أو توجد عملية الانشغال بالعبادة، فتصلي الظهر والعصر جمع تأخير إلى قرب المغرب، وعندما يؤذن المغرب تصلي المغرب والعشاء جمع تقديم، فتجمع العبادة كلها في نصف ساعة، ويصبح هناك متسعًا.
وقال: "لا يكلف نفسًا إلا وسعها"، قد يقول أحدهم: ليس في وسعي أن أفعل، لا تجعل وسعك هو الحكم، لكن اجعل التكليف هو الحكم في الوسع، فما دام قد كلف فقد علم أنك في وسع، بدليل أنه يقدم أو يؤخر.
الشيخ الشعراوي: البعض يؤدي الصلاة شكلا وليس موضوعا
قال الإمام الراحل محمد متولي الشعراوي، إن البعض حينما يؤدي الصلاة فإنه يؤديها شكلا وليس موضوعا، منوها بأنه طالما كان الإنسان في حضرة الله فيجب ألا يشغل في وقت الصلاة بغير الله لأنه استقطع هذا الزمن لله.
وأضاف الشعراوي، في فيديو له لتفسير قوله تعالى "فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ" أن المقصود في الآية هم الذين يذهبون لأداء الصلاة لكن يصلونها شكلا فقط وليس موضوعا.
وأشار إلى أن الآية أوردت لفظ "عن" وليس "في" لأن السهو في الصلاة وارد في كثير من الناس ولو أورد هذا اللفظ لضاعت جميع صلواتنا، أما السهو عن الصلاة فهو ترك موضوعها وهذا لا يفعله كثيرون