الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كريمة أبو العينين تكتب: وصاية مني

كريمة أبو العينين
كريمة أبو العينين

بعيدا عن الأداء الرائع لكل من يقومون بالعمل فى مسلسل تحت الوصاية من أصغر ممثل الى أكثرهم شهرة ، بعيدا عن كل ذلك ، فرضت كلمة أو المصطلح القانونى "تحت الوصاية" نفسها وجعلتنى استجمع كافة المعلومات عن هذه القضية الغريبة التأثير والأثر . فقانون الوصاية على الأبناء الذين فقدوا والدهم تم اقراره فى الخمسينيات من القرن الماضى ، وحينها لم تكن المرأة تتمتع بما أصبحت عليه الآن من تغيير وتغير.

فهل تتخيل أن قانون الوصاية المعمول به منذ عام ١٩٥٣ سلب المرأة كل حقوقها فى الانفاق على أولادها من أموال زوجها وأعطى هذا الحق للعائل من ناحية الأب كالجد أو العم !! وهل لك أن تتخيل أنه بموجب هذا الحق فقد منعت الأم المطحونة فى تربية أبنائها ورعايتهم من ولاية أبنائها دراسيا ، فلا يحق لها أن تتولى شئونهم فى المدرسة من نقلهم الى مدرسة أو حتى إبقائهم فى مدارسهم إذا ما طالب الواصى عليهم قانونيا بنقلهم ، فمثلا لو كان الأبناء فى مدارس خاصة أو دولية وفجأة توفى أبيهم وأصبح جدهم لأبيهم وصيا عليهم أو عمهم فمن حق الوصى أن يمارس حقه القانونى بنقلهم الى مدرسة أخرى يختارها هو بدعوى افتقاره إلى الماديات أو لأنه يرى إدخار المبالغ المدفوعة فى هذه المدارس لمراحل أخرى من تعليم الأبناء.

والأدهى من ذلك أنه لايؤخذ رأى الأم وتصبح مرغمة على الاذعان لقانون الوصاية المفروض عليها وعلى كل الأمهات منذ مايقرب من سبعين عاما وأكثر . 

هذا القانون والذى تأخذنا إلى غشوميته الفنانة منى زكى فى مسلسلها الرائع تحت الوصاية يجعلك تسأل من سن القانون إذا كانوا لايزالون أحياء ماهى وجهة نظركم فى مثل هذه الاذعانات ؟ وهل كانت المرأة فى نظركم حينذاك كائنا غير مسؤل ومؤهل لتحمل المسئولية ؟ وأيضا مادمتم كنتم ترونها بهذا القدر من الضعف والوهن فلماذا رضيتم لها بالذل والهوان وتحت هوى وتحكم من كان فى نظركم مؤهلا لممارسة دوره القيادى فى الوصاية على ابنائها ؟ والسؤال ايضا للمشرعين الحاليين والسابقين والقادمين هل قوانين الوصاية ترضيكم وتوافق مبادئكم وأهدافكم فى إقرار الحق وإعطائه لأصحابه ؟ وهل أيضا القائمون على الأمر راضون عن استمرار مثل هذه القوانين الوضعية التى يرفضها الحق وتنبذها الشرائع السماوية !!.

تحت الوصاية  ياله من مسمى تتجلى من بين حروفه آهات وتنزف دمعات وتحكى لنا الأيام والمحاكم عن قضايا وصولات وأيضا تختزن الأيام حكايات عن مآسى وانحرافات خلفها قانون تحت الوصاية. 

تحت الوصاية ومعها وبها وكل مايتعلق بحقوق المرأة ينبغى أن يعاد النظر فيه من أجل مجتمع معافى نفسيا لأن المرأة التعيسة تفرز أبناء محملين بكل المشاكل والآثام ، والمجتمع الذى يعتبر المرأة مجرد وسيلة امتاع وإنجاب فهو مستنقع لكل ماهو ضار. 

تحت الوصاية يجب أن يقنن وتضاف اليه بنود تجعله جديرا بالوصاية وتمنع عن المرأة ان تكون هى من يراد بها أن تصبح وتظل محكوما عليها وأن تظل تسير فى ساقية الحياة تعطى فقط ولا تستريح ولا حتى تكافىء على وصايتها ومسيرتها فى درب الحياة .