مواهب شابة نجدها بين أبناء الشعب المصرى في كل مكان على أرض كنانة الله، ومن بين المواهب نجد هناك من يمتلك أصواتا عذبة تكون إضافة هامة في حياتهم.
وفى هذا الإطار، نستعرض عبر منصة "صدى البلد" أجمل وأعذب أصوات لشقيقين توأم وهما وسام وفارس عادل حسيب، من أبناء مركز إدفو، واللذان يمتلكان صوتين شديدي النقاء جعلاهما من المنشدين المتميزين.
منشدان توأمان
ويروى الشقيقان قصتهما بأن والدهما كان سر نجاحهما لحرصه على إلحاقهما بالتعليم الأزهرى، وتوفير جميع سبل الرعاية وتدريبهما على الإنشاد، وتعليمهما فنون الابتهال لكبار المبتهلين مثل: الشيخ سيد النقشبندى وطه الفشنى، وهما الصوتان اللذان ألهماهما فى عالم الابتهال.
فقد تم إلحاقهما بمدرسة الشيخ محمود التهامى للإنشاد الدينى، ليتقنا داخل هذه المدرسة المقامات الموسيقية، ويحترفا الإنشاد بأشكاله المختلفة، حتى صارا من أهم الأصوات، وهما حالياً يدرسان في المرحلة الثانوية الأزهرية.
وقال الشاب وسام إنه عندما كان فى المرحلة الابتدائية، كان صوت الأذان يلفت انتباهه، وفى كل مرة كان يستمع فيها إليه، كان يردده بصوته، ومن هنا بدأ ينجذب هو وأخوه للإنشاد الدينى، كما أنهما كانا يحبان تلاوة القرآن الكريم، وحفظ كتاب الله كاملاً، بجانب حرصهما على رفع الأذان بالمسجد الموجود فى منطقتهما السكنية، ثم أصبحا إمامين للمسجد، وأحب الأهالى صوتيهما.
وأضاف أن والده هو من اكتشفه هو وشقيقه، حينما استمع إلى صوتيهما مصادفة وهما يؤديان ابتهال "أيها المشتاق لا تنم"، وأحس بجمال أدائهما وإتقانهما الإلقاء والتنغيم، كما أحس بحالة التناغم فى الإنشاد بينه وشقيقه، فقرر تطوير موهبتيهما ودعمهما بكل ما يملك.
أناشيد دينية
وأوضح وسام أن أولى خطواتهما فى عالم الإنشاد بدأت وهما فى سن الـ 10 سنوات، حيث تقدما إلى مسابقة تم تنظيمها فى منطقة أسوان الأزهرية، وحصلا فيها على المركز الأول على مستوى المحافظة، وكانت هذه هى بداية الاحتراف بالنسبة لهما، حيث أتقنا الإنشاد الدينى، ثم حصلا على المركز الأول على مستوى الجمهورية وهما فى الصف الأول الإعدادى، ثم حصلا على المركز الثانى على مستوى الجمهورية فى مسابقة الأزهر الشريف للإنشاد الدينى الأخيرة.
وأشار إلى أنهما كان لديهما إصرار مستمر على تطوير أدائهما من خلال الاستماع لأكبر قدر من الأناشيد الدينية لقدامى المبتهلين، الذين حققوا نجاحات كبيرة فى عالم الإنشاد الدينى، وساهم ذلك في تعلمهما الكثير منها، فكانت إضافة هامة لهما.
أما الشاب فارس، فقال إن والدهما حرص على جمع المئات من مقاطع الفيديو على موقع “يوتيوب”، وهو ما أسهم فى تعليمهما المقامات الموسيقية.
وأوضح أن التطور الكبير فى موهبتيهما بدأ مع إلحاق والدهما لهما بمدرسة الشيخ محمود التهامى للإنشاد الدينى فى القاهرة، حيث مكثا هناك 3 سنوات، وتعلما المزيد عن المقامات الموسيقية، وأتقنا فنون الأداء، كما أن والدهما ترك كل مشاغله وأعماله وتفرغ لهما، حيث أقام معهما فى القاهرة لمتابعة مراحل تدريبهما بشكل يومى، كما كان يدعمهما على المستوى النفسى بشكل كبير حتى يحققا حلمهما ويصبحا من كبار الأصوات فى عالم الإنشاد الدينى.
وأكد أنهما حققا حالياً شهرة واسعة على مستوى مركز إدفو، وصارا معروفين أيضًا على مستوى المحافظة، وشاركا فى العديد من الحفلات وأشاد الناس بصوتيهما، كما أنهما برعا فى الأداء خلال مشاركتهما فى فعاليات منطقة أسوان الأزهرية التى شارك فيها الشيخ صديق المنشاوى، والذى أعجب بأدائهما، وصار يخصص لهما فقرة فى حفلاته الخاصة مدتها ربع ساعة، ليستمتع جمهوره بما يقدمانه من ابتهالات دينية.
أما بالنسبة لطموحاته وشقيقه فى عالم الإنشاد، فقال فارس: “إحنا عندنا طموح كبير فى مجال الإنشاد الدينى، ونفسنا نبقى من البارزين فيه، ومثلنا الأعلى فى المجال من القدامى الشيخ طه الفشنى والنقشبندى، فهما يعتبران أعلام المجال، ومن الناس الحديثة الشيخ ياسين التهامى وابنه محمود التهامى، ونفسنا بإذن الله فى المستقبل نصبح مثلهم”.