الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عمر الأحمد يكتب: هل ترامب مُحارَب؟!

عمر الأحمد - كاتب
عمر الأحمد - كاتب وصحفي إماراتي

طوال الأسبوع الماضي، كانت محاكمة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، هي الشغل الشاغل لوسائل الإعلام العالمية وللمتابعين والمهتمين، كيف لا وهو حدث استثنائي في التاريخ السياسي لواشنطن، حيث إنها المرة الأولى التي يخضع فيها رئيس أمريكي لمحاكمة جنائية، إذ يُتهم ترامب بدفع مبلغ 130 ألف دولار أمريكي لستورمي دانيلز (ممثلة إباحية) قبل انتخابات 2016 نظير صمتها عن علاقة مزعومة مع ترامب. 

الغريب في الأمر، أن ترامب لم يحظى بالسبق في مثل هذه التهم، إلا أنه فاز بسبق المحاكمة، ما يقودنا إلى عنوان المقال: هل ترامب مُحارَب؟!

للإجابة عن هذا التساؤل، يجب علينا بداية تذكر فترة رئاسة دونالد ترامب (2017-2021) لفهم الصورة الكاملة، حيث إن هذه الفترة تميزت بوصول العلاقات الخليجية - الأمريكية إلى أوجها، هذه الفترة تميزت أيضا بإلغاء ما يعرف بالاتفاق النووي الإيراني 5+1 والذي أُبرم في 2015، وكان بمثابة طوق نجاة للنظام الإيراني، حيث رفعت عنه العقوبات بموجب هذا الاتفاق، وسُمح لطهران باستيراد وتصدير السلاح، وهذا ما سمح للنظام الإيراني بزيادة وتيرة دعم أذرعها وميليشياتها الإرهابية في المنطقة. 

وبإلغاء الاتفاق النووي، فُرضت العقوبات مرة أخرى على طهران، بل إن ترامب كان يمارس ضغوطات أكثر على طهران بفرض المزيد من العقوبات. 

كما تميزت فترة رئاسة ترامب بتصفية قيادات إرهابية شكلت تهديداً أمنياً على دول المنطقة، منها زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي، وقاسم سليماني، قائد ميليشيات فيلق القدس، إحدى أهم أذرع الحرس الثوري الإيراني. 

فترة الرئيس الأمريكي السابق ترامب تميزت بالوضوح، بل إنه أحد أكثر الرؤساء الأمريكيين وضوحا، وهذا الوضوح كان أحد أسباب فوزه بانتخابات 2016 على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، والتي كانت تعطي وعودا فضفاضة ومطاطية غير واضحة المعالم،  ولو سألت أي مواطن أمريكي عن أبرز 3 وعود أطلقتها كلينتون خلال حملتها الانتخابية لوجد صعوبة في الإجابة، على عكس ترامب الذي كانت وعوده واضحة جدا، بل إنه أوفى ببعض وعوده منذ وصوله إلى البيت الأبيض، منها تمزيق الاتفاق النووي، وفرض المزيد من العقوبات على طهران، ومحاربته للهجرة غير الشرعية، علاوة على تقوية اقتصاد بلاده، وهو ما حصل فعلا.

وبالعودة إلى المحاكمة التي ذكرناها في البداية، فهي بلا شك شكل من أشكال الحرب التي يشنها الديمقراطيون على ترامب نظير وضوحه الكبير وخطره عليهم، كما أنه كان يتحدث باستمرار عن "الدولة العميقة" في بلاده وتأثيرها السياسي، حيث قال في تغريدة عبر حسابه بـ "تويتر" في عام 2020 ، وخلال أزمة كوفيد-19 التي شلّت العالم، إن أعضاءً من "الدولة العميقة" في إدارة الغداء والدوام الأمريكية يحاولون عرقلة اختبار لقاحات كوفيد-19 وتأخيره لما بعد الانتخابات الرئاسية.

المحاكمة رفعت من أسهم ترامب في الشارع الأمريكي، كما أنها أبرزت ازدواجية المعايير لدى واشنطن، وأوجز الرئيس السلفادوري نايب بوكيلي حين قال: "فكر كما تشاء بشأن الرئيس السابق ترامب وأسباب توجيه الاتهام إليه، لكن تخيل لو حدث هذا في أي بلد آخر، حين تعتقل الحكومة مرشح المعارضة الرئيسي، لقد ضاعت قدرة الولايات المتحدة على استخدام "الديمقراطية" كسياسة خارجية".