انطلقت منصّة "طِرْس" المغاربية والمتوسطية للفنون والثقافة، "تحت شعار "كلام الليل لا يمحوه النهار"، بدعم من المركز الثقافي الفرنسي والسفارة الفرنسية في المغرب، وتنشر المقالات والنصوص باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية والإسبانية والإيطالية.

تؤكد المنصّة على خوضها "تجربة صحفية ثقافية مختلفة"، وتقدّم فريقها على أنه "ينتمي إلى جغرافيات أدبية ومعرفية متنوعة، من المغرب إلى المشرق، وإلى خلفيات ثقافية وسياسية متعدّدة، عصامية وأكاديمية، تستفيد منها المنصّة لفتح حوار مع القرّاء، وطرح الأسئلة داخل مقاربة جمالية وسياسية في آن، والخروج من القيود التقليدية، والانفتاح على اللعب الجدّي والهزلي، تيّمناً بذكرى عمّنا أبي عثمان الجاحظ (776- 867)".

وتضيف المنصّة، أن مشروعها مستقل وحرص الداعمون على عدم تدخلهم في الاختيارات التحريرية والفكرية"، وتفتح في ملفها الفصلي الأوّل الباب أمام الباحثين والإعلاميين والمؤرّخين والنقّاد والفنانين وجميع المُهتمّين بالتحقيق والاستقصاء، للمشاركة في ملف "سياسات الثقافة والفنون في البحر المتوسط"، الذي يركز على العلاقات بين الإنتاجات الثقافية في بلدان حوض المتوسط، ومحيطها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.

لله والحق وفلسطين.. تعرف على أهم دواوين جابر قميحة

العم قطامش ضيف السحيمي.. ودينا وغسان ب بالأمير طاز

الثقافة الجديدة

ينطلق الملف من استفسار مفاده، "أين نحن من كلّ هذا اليوم؟ أيّ بنيات سياسية تتحكّم في الإنتاج والبثّ والترويج للأعمال الثقافية والفنية في البحر المتوسط؟ ما هي التوجّهات التي تعتمدها المؤسسات لتشكيل ملامح هذا المجال؟ وإلى أيّ مدى تتقاطع خطاباتها مع الممارسات الفعلية داخل عالم الفن والثقافة"؟

يدعو الملف إلى "دراسة التمويلات ومناهج الإنتاج الغربية، الأوروبية والأميركية، وإعطاء الأهمية للمراكز الثقافية الجديدة في العالم العربي، من المغرب إلى المشرق، ودول الخليج التي تتصادف طفرتها مع بزوغ قيم جمالية وسياسية تتباين عن تلك التي تعاقبت في سطوتها من أوروبا إلى أميركا، وحتى المراكز الثقافية التقليدية للعالم العربي التي مثّلتها دمشق وبغداد وبيروت والقاهرة خلال القرن الماضي".

مدائن المتوسط

تبثّ المنصّة بودكاستات عدّة من بينها بودكاست "مدائن المتوسط"، وهو سلسلة توثّق بالصوت لمجموع المدن المتوسطية، وتتطرّق كل حلقة لمدينة إذ تشتغل على أصوات أهلها، موسيقاها، وشؤونها اليومية. وقد تمّ تخصيص الحلقة الأولى لمدينة طرابلس اللبنانية، وبودكاست شهري بعنوان" شراجم"، يُسلّط الضوء على المشترك بين تمثّلات الثقافة الأمازيغية المغربية خصوصاً.

كما تخصّص ركنين خاصّين بالعروض الفيلمية والمعارض الفنية: يتضمّن ركن "بالقزحية" عرض ثلاث أفلام مغاربية، فيما ينطلق "ركن الرؤية" بعرض "مغاربُ الأفق".

وتستضيف "طِرس" المُفكّر التونسي يوسف الصديق، الذي سيتحدّث عن المشكل الأبدي للشاعر في انكفائه على ذاته. ويأخذ نموذجين هما الفرنسي رينيه شار والعراقي مظفر النواب.

وكانت المنصّة قد احتفت بالذكرى السادسة والثمانين لولادة الأديب الفلسطيني غسان كنفاني (1936-1972)، ونشرت مقالة كتبها عنه يوسف م. شرقاوي.

المساهمون

تُفتتح "طِرس" بمقالات ونصوص لكل من عمّار المأمون (سورية/فرنسا)، حسن نصّور (لبنان)، لويجي طوني (إيطاليا)، حميد زيد (المغرب)، مراد الرايس (المغرب/فرنسا)، أحمد نظيف (تونس/فرنسا)، أحمد عبد الحليم (مصر)، حسام الثني (ليبيا)، إلياس تراس (المغرب)، مريم الأجراوي (المغرب)، إيليونار أوبلعيد (فرنسا)، زينب بنونة (المغرب/فرنسا)، شكيب أرارو (المغرب/فرنسا)، سميرة جرّار (إيطاليا/فلسطين)، ويتضمن العدد مقابلة حصرية مع الفيلسوف الفرنسي الراحل برنار ستيغلر عن "الأدب والفكر باعتبارهما مسؤولية".