EN
نشرت صحيفة "الجورنال" الإيطالية حوارا مع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، وذلك في مكتبه بالعاصمة الإدارة الجديدة، حيث تطرق خلال الحوار إلى العلاقات المصرية الإيطالية، بالإضافة إلى العلاقات التي تربط مصر بدول المنطقة، وتطورات المشاريع الاقتصادية في مصر وغيرها من الأمور.
وينشر موقع صدى البلد ترجمة للحوار إلى العربية:
س: كيفية مواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية؟
ج: أعتقد أن النقطة الوحيدة التي يمكن أن تحد من الهجرة غير الشرعية هي أن تهتم أوروبا بتنمية شمال إفريقيا. حيث أنه إذا وجد الشاب عملاً جيدًا، فهو يفضل البقاء في بلده. ويجب أن نفكر أيضًا في تدريب شبابنا في التخصصات التي تحتاجها أوروبا.
س: هل حقيقي أن عدد كبير من المهاجرين يأتون من مصر؟
ج: أكبر هجرة لا تأتي من مصر. إن عودة بلدان مثل تونس إلى وضع اقتصادي جيد من شأنه أن يحد من الهجرة غير الشرعية من دول شمال إفريقيا إلى أوروبا. كما إن استقرار المنطقة أمر أساسي، ويجب أن نهدف أيضًا إلى تحقيق الاستقرار في ليبيا، ولكن بعد ذلك يجب علينا أيضًا الحفاظ على استقرارها.
س: هل تتوقع تداعيات قوية على شمال إفريقيا بسبب الحرب الأوكرانية؟
ج: إننا نشهد ولادة عالم جديد بتوازنات عالمية جديدة. من الواضح أنه سيكون هناك واقع جيوسياسي جديد. فيما ترغب مصر في الحفاظ على العلاقات مع جميع الأطراف. إنها ميزة لنا وجود علاقات قوية مع جميع الأطراف وهو ما يطالبنا به الرئيس عبد الفتاح السيسي بشكل دائم.
س: هل مصر قلقة من المنافسة مع الدول الإقليمية الأخرى؟
ج: نحن مقتنعون في مصر بأن التنمية في دول الخليج يجب أن ينظر إليها بإعجاب، ومصر لا تسعى الى منافسة الدول العربية الاخرى ونحن مقتنعون أن مصر تكمل نفسها مع دول العالم العربي الاخرى.
س: ما آخر تطورات عودة العلاقات مع تركيا؟
ج: تركيا دولة قوية في المنطقة، وتربط القاهرة وأنقرة علاقات تاريخية. لكن مشاكل الفترة الماضية مرتبطة بدعم تركيا للإخوان المسلمين، والتي تحاول مصر بدلاً من ذلك القضاء عليها، حيث أن تأثير الإخوان المسلمين أو أي حركة متطرفة أخرى تقوم على فكرة تقسيم المجتمع، وهو ما يعد تهديدا خطيرا لأوروبا أيضًا. كما إن فكرة التلاعب بالدين واستغلاله لتأكيد فكر سياسي أو هدف آخر هو أخطر فيروس يمكن أن يصيب الدول. ولذلك علينا أن نحاربها معا. يجب أن تكون الحرب العالمية الثانية بمثابة درس لنا. دائمًا ما تأتي جميع الكوارث في العالم من مجموعة واحدة تطالب بمكانة مختلفة وتفوق وتبدأ بمحاولة فرض هذا الفكر.
س: هل الزيادة السكانية تخيفك؟
ج: نتوقع أن نصل خلال 25 عامًا إلى 135 مليون نسمة، وتشير بعض التوقعات إلى 150 مليونًا بحلول عام 2050. لذلك نحن نبني مدنًا جديدة. كما كانت لدينا مشكلة مع المدن العشوائية، وقدمنا للسكان مبانٍ صحية، ونواصل البناء في مناطق مختلفة من البلاد، لنقل جزء من السكان إلى مناطق أكثر أمانًا مع مشاريع تنمية حضرية عملاقة>
س: نريد أمثلة على المشاريع الحضرية الجديدة؟
ج: استراتيجية الرئيس السيسي تقوم في الأساس قبل كل شيء على تحديث المناطق الريفية، والاستثمار في البنية التحتية لتحسين الحياة في القرى من خلال تحلية المياه، ونعمل على تحلية مياه البحر، وبالنسبة للحكومة، يعد تدريب الأجيال الشابة أولوية، فنحن نقوم بتحديث التعليم والرعاية الصحية والاستثمار في التقنيات الجديدة.
س: ما هي الفرص التي تقدمها مصر لجذب الاستثمار الأجنبي؟
ج: قدمت الدولة في الآونة الأخيرة امتيازات وحوافز خاصة في القطاع الصناعي الذي استقطب كبرى الشركات العالمية، وآخرها شركة بوش الألمانية لإنتاج الأجهزة المنزلية التي وضعت حجر الأساس لمصنعها قبل بضعة أيام، ونستمر في تقديم الدعم للحصول على الأراضي والتراخيص وغيرها.
س: ما هي خطط الحكومة من أجل تسريع الاستثمارات في الهيدروجين الأخضر، وزيادة الصادرات فيه؟
ج: هناك مشاريع مشتركة لإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الكهرباء من مصادر متجددة، والهيدروجين الأزرق من خلال تخزين ثاني أكسيد الكربون في حقول الغاز الطبيعي المستنفد. وإذا نجحنا، يمكن أن تصبح إيطاليا مركزًا لأوروبا. اليوم لدينا سوق واعد واتفاقيات تصدير منفصلة مع الدول القارية.
س: ما هي خطط الحكومة من أجل تمكين المرأة؟
ج: من الملح تجريم زواج الأطفال المتزوجات في المناطق الريفية. لا تزال العديد من العائلات تستخدم بناتها لجمع الأموال، وعلينا بكل تأكيد أن نوقف هذه الممارسات. كما أننا مقتنعون بأن استقلالية المرأة المصرية ستسهم في تقليل الزيادة السكانية. حيث أنه إذا تم الوفاء بهم في دراستهم وعملهم وحياتهم، فلن يشعروا بعد الآن بالحاجة إلى إنجاب الكثير من الأطفال.
