داخل الولايات المتحدة الأمريكية تلك القوى العظمى التى تدعو ليل نهار للديمقراطية وصدعتنا بأحاديثها عن الحريات السياسية وضرورة الممارسة السياسية وشفافية الانتخابات وإقرار الحريات وضمان منح كل مرشح فرصته بكل حرية دون قيود، وعدم إقصاء أى مرشح، ولكن يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية أفعالها وبيانات وتنديداتها بشأن الشفافية ومراقبة الانتخابات ومتابعة أوضاع حقوق الإنسان داخل دول أخرى مجرد أقوال لا أفعال، فالمعروف إن نصف الكذب سياسة ولكن فى دستور الولايات المتحدة الأمريكية كل الكذب سياسة، فهى تكذب ولا تتجمل تنادى بالديمقراطية وتفعل عكسها تنادى بحقوق الإنسان وتنتهكها تدين غياب الشفافية وتطالب بمزيد من الديمقراطية وتدين اوضاع حقوق الانسان داخل دول اخرى وتفعل عكسها.
مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية تفاقمت الصراعات بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وبين الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدين انتهت بإلقاء القبض على الأول رسميا حتى تتم عرقلته عن خوض سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر إجراؤها فى 2024.
و توقعت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، وصول محاكمة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في قضية شراء صمت الممثلة الإباحية ستورمي دانيلز عن علاقة غير شرعية جمعت بينهما، إلى ذروتها بالتزامن مع أوقات الحسم لحملته الانتخابية الرئاسية في عام 2024.
وفى منظوري الشخصي أرى أن القضية ستستمر وتتصادم مع الحملة الانتخابية الرئاسية العام المقبل، على الرغم من أن القاضي الذي يتولى ملف قضية ترامب يعتزم التحرك بسرعة، لكن نظام محاكم نيويورك "بطيء"، كما يميل ترامب للضغط من أجل التأخير في الأمور القانونية.
وذكرت بعض الشخصيات المقربة من دائرة ترامب إن الأمر سيستغرق عدة أشهر قبل أن يعود ترامب إلى المحكمة لمواجهة 34 تهمة بتزوير سجلات الأعمال التي تم الكشف عنها هذا الأسبوع في لائحة الاتهام.
ويمكن لمحاميي ترامب، حتى أغسطس المقبل، تقديم طعون في القضية، وقد تتزامن هذه الأحداث مع المناظرة الأولى في إطار الانتخابات التمهيدية بالحزب الجمهوري.
وكان المدعون قد طرحوا موعد للمحاكمة في يناير المقبل، مباشرة قبل أول تجمع انتخابي للحزب الجمهوري سيعقد بولاية أيوا في 5 فبراير المقبل، لكن الفريق القانوني لترامب أشار إلى أن موعد ربيع 2024 سيكون أكثر "واقعية"، وهو ما بدا القاضي منفتحا عليه.
وقدم المدعي العام كريستوفر كونروي جدولا زمنيا لتسليم وثائق الدفاع مثل شهادة شهود هيئة المحلفين الكبرى وأشار إلى ضرورة الإسراع في الأمر، قائلا :"نتفهم أن هناك اهتماما عاما شديدا بتحريك هذه القضية بأسرع ما يمكن".
ورجحت تلك الشخصيات أن يلجأ محامو ترامب لكل تكتيك ممكن لتأجيل المحاكمة، لكن نيل كاتيال، المدعى العام السابق أوضح أن تكتيكات التأخير المعتادة من جانب ترامب قد لا تنجح في هذه القضية، وربما يواجه في نفس الوقت مشاكل قانونية أخرى مع التحقيقات الجارية في واشنطن بشأن تعامله مع المواد السرية في مقر إقامته بولاية فلوريدا، والتحقيقات في ولاية جورجيا حول جهوده لإلغاء نتائج الانتخابات فيها عام 2020.
و فى السباق ذاته توقعت "واشنطن بوست" أن يضطر فريق المدعي العام لمنطقة مانهاتن، ألفين براج إلى الكشف عن نظريات اتهام أكثر تحديدا ودقة قبل المحاكمة أو قبل تقديم فريق ترامب اقتراحاته، كما رجحت أن يطعن محامو الرئيس السابق في كفاية لائحة الاتهام نفسها كأسباب لرفض القضية.
ونوهت الصحيفة الأمريكية إلى أن ترامب لديه تاريخ طويل من التأخير المتعمد في نظام المحاكم، حيث يعمل على استنفاد خصومه في المحكمة وأمام الجمهور على أمل أن تضعف القضايا المرفوعة ضده بمرور الوقت.
وأعتقد أن ترامب لديه أسباب مقنعه للتحرك ببطء، بينما ينتظر مكتب براج لتقديم شرح كامل للقضية.
وأتوقع أن تحسم القضية لصالح دونالد ترامب وكذلك سوف ترفع أسهمه أكثر فى المعركة الانتخابية.