قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

وضع في سيرك المسوخ.. قصة جوزيف ميريك الملقب بالرجل الفيل

×

يصادف اليوم ذكرى وفاة جوزيف ميريك عام 1890 الملقب ب " الرجل الفيل" وكان يُعاني من تشوّهات خلقية شديدة سببها متلازمة أُطلق عليها اسم "بروتيوس"، وهي إحدى أشكال اضطراب الجينات.

بدأت في عمر العامين تظهر عليه تشوهات، ونتوءات في الجسم والوجه والرقبة وتضخم الفم والشفة واللسان لدرجة أنه كان يصعب عليه الكلام من ضخامتهم، و تغيرت ملامحه بشكل مريب حتى أطلقوا عليه لقب " رجل الفيل"

سخر منه العديد و نفروا منه حيث كان حجم رأسه 91 سنتيمترا، وساعده الأيمن 30 سنتيمترا، وبلغ محيط أحد أصابعه 13 سنتيمترا.

كانت أمه هي سنده في الحياة فكان يلجأ إليها كلما حاول الناس و الأطفال السخرية منه، ولكن توفيت والدته وهو في ال 11 من عمره، وقاموالده بطرده من المنزل وبدأ البحث عن عمل له.

الرجل الفيل في سيرك المسوخ

وبعد تركه في الشارع لعدة سنوات وضع ميريك في ملجأ للمشردين في عمر السابعة عشرة ولكنه هرب منه فلم يجد بعدها ملجأ سوى فيسيرك المسوخ و هو نوع من السيرك يقوم بعرض الناس ذوي الأشكال الغريبة والتشوّهات الخلقية ليأتي الناس و يتفرجّوا عليهم و يتسلّوابهم.

كان صاحب السيرك يستغله أبشع استغلال، فأخذه ووضعه في قفص في إحدى دور السيرك و أستغل شكله الغريب ليقوم بعرضه أمامالناس على أساس أنه شبيه بالفيل و أطلق عليه أسم "الرجـــل الفيل"، وبدأ يلف به المدن، وكسب مبالغ رهيبة من الطامعين في رؤيته، وأثناءالعرض، كانت الناس تضحك عليه وتشتمه وترميه بالحجارة والطماطم وينادوه "المسخ".

رفضت بريطانيا سيرك المسوخ و رجع إلى الشارع مرة اخرى، ثم قابل طبيب يدعى تريفيس وتعاطف مع حالته ووافق ميريك بسبب معاناته.

سمعت وقتها الملكة فيكتوريا عن قصة جوزيف، ودعمت دكتور تريفيس لدعم جوزيف وتوفير سبل الراحة له حيث وفروا له السرير الدافئوالوجبات الساخنة والرعاية الصحية وجميع متطلباته. وأصبح جميع العاملين في المستشفي يتقربون إليه ويحبونه. كما أنه كان يجيد القراءةوالكتابة في وقت كانت بريطانيا غارقة في الأمية. وكان مثقف جدا وقارئ ومحلل ممتاز لروايات شكسبير وكان يكتب الروايات والشعرويصنع المجسمات الهندسية المتقنة.

ومع الأيام بدأت تتوافد عليه زيارات مع العائلات الإنجليزية للجلوس و الحديث، كان ميريك يتمنى امنية واحدة، فكان يقول "كنت أتمنى أنتحبني إمرأة حتى لو كفيفة"، إلا أنه مات وهو متعطش إلى إمرأة تبادله الشعور بالحب.

وفاة الرجل الفيل

توفي ميريك عن عمر 27 عاما، وكانت نهايته حزينة، حيث فوجئ العاملون بالمستشفى بموته، عندما دخلت الممرضة لمساعدته على التقلبعلى جانبيه، إذ أنه بسبب ثقل وزنه لم يستطع فعل ذلك، فوجدته مستلقيا على ظهره، وكانت وفاته بسبب الاختناق، حيث انه كان معتادا علىالنوم على جانبه بسبب كبر حجم رأسه، إلا أنه اختنق بعدما انقلب على ظهره ولم يستطع التنفس نتيجة لكبر حجم اللسان والحنجرة.

وشرح الأطباء جسد ميريك بعد وفاته، واحتفظوا بهيكله العظمي كنموذج تشريحي في مستشفى لندن الملكي.