تطورات كبيرة شهدتها العلاقات ببن مصر وتركيا مؤخرا، بدأت بلقاء رفيع المستوى جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، في العاصمة القطرية الدوحة على هامش حفل افتتاح بطولة كأس العالم 2022، في شهر ديسمبر الماضي.
عودة السفراء بين مصر وتركيا
اللقاء الرئاسي أعقبه عدة تحركات في سبيل دعم إعادة العلاقات لطبيعتها، كان من بينها خطوة هي الأولى منذ 11 عاما، عندما استقبل وزير الخارجية سامح شكري، نظيره التركي مولود تشاويش أوغلو، مارس الماضي، في مؤشر وصف حينها، بأنه اتجاه لإصلاح العلاقات بين البلدين، بعد سنوات من التوتر.
[[system-code:ad:autoads]]وكشف وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، اليوم الاثنين، أنه من الممكن الإعلان عن مسار تبادل السفراء بين مصر وتركيا خلال زيارة وزير الخارجية المصري، لأنقرة هذا الأسبوع.
وأضاف وزير خارجية تركيا، أن التفاصيل ستنشر كاملا يوم الأربعاء المقبل، مؤكدا أنه "حان الوقت لاتخاذ خطوات ملموسة".
وزار تشاووش أوغلو القاهرة الشهر الماضي، بعد 10 سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 2013، كما زار شكري تركيا قبل عدة أسابيع للتعبير عن تضامن مصر بعد الزلزال المدمر والهزات اللاحقة له التي أودت بحياة أكثر من 50 ألف شخص في جنوبي تركيا وشمالي سوريا.
وعكست المحادثات التي جمعت وزيرا خارجية البلدين مارس الماضي، والتي كانت "صريحة ومتعمقة وشفافة"، وفق تعبير الوزير شكري، عزم البلدين على إعادة الدفء إلى العلاقة بينهما وتطويرها على المستويات كافة، وذلك بعد زيارة أجراها شكري إلى تركيا الشهر الماضي بهدف إظهار تضامن بلاده مع أنقرة في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا وأدى إلى سقوط عشرات آلاف الضحايا والمصابين.
وكشف مصدر مسؤول - في تصريحات صحفية، حينها، أن "مسار استعادة كامل العلاقات بين القاهرة وأنقرة بات مسألة وقت بعد حلحلة معظم القضايا العالقة بين البلدين"، ملمحاً إلى "عمل الجانبين عبر القنوات الدبلوماسية للتحضير لقمة لم يتم الاتفاق بعد على مكانها بين الرئيسين المصري والتركي لإنهاء عقد من القطيعة".
وأعلنت وزارة الخارجية المصرية، أن "زيارة وزير خارجية تركيا إلى مصر تعد بمثابة تدشين لمسار استعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين وإطلاق حوار معمق حول مختلف جوانب العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك وبهدف الوصول إلى تفاهم مشترك يحقق مصالح الدولتين والشعبين الشقيقين".
محدثات شكري ونظيره التركي
وقال سامح شكري، في وقت سابق، إن الحوار مع تركيا في خصوص إمكانية إعادة العلاقات إلى مستوى السفراء سيجرى "في الوقت الملائم وفقاً لما تأتي به من نتائج إيجابية"، مشيراً إلى وجود "أرضية صلبة لعودة العلاقات لطبيعتها".
ومع التأكيد على أن محادثات المسؤولين كانت "صريحة ومتعمقة وشفافة"، أوضح شكري، أنه "يحترم العلاقة الشخصية التي تجمعه بنظيره التركي وتواصلهما المشترك في الفترة الماضية"، مشدداً على وجود "الإرادة السياسية والتوجيهات من قبل رئيسي البلدين عندما اجتمعا في الدوحة لإطلاق المسار للوصول إلى التطبيع الكامل للعلاقات بعد تطورات الأعوام الماضية".
واعتبر الوزير شكري، أن العلاقات بين أنقرة والقاهرة "ممتدة وتاريخية"، معرباً عن "أمله في استمرار التواصل والتنسيق".
من جانبه قال الوزير التركي، إن بلاده سترفع علاقتها مع مصر إلى مستوى السفراء "في أقرب وقت ممكن"، مضيفا: "سعيد جداً لأننا اتخذنا خطوات ملموسة لتطبيع العلاقات مع مصر، سنبذل قصارى جهدنا حتى لا تقطع العلاقات بيننا مرة أخرى في المستقبل".
وحسب تشاويش أوغلو تم "الاتفاق على طي صفحة الماضي واتخاذ خطوات لعودة العلاقات لطبيعتها فوراً"، مشدداً حينها، على أن "زيارته للقاهرة هدفها تحسين العلاقات الثنائية".
ومع الإشارة إلى تطرق المحادثات لكل القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، أوضح تشاويش أوغلو أن الاجتماع تناول "قضايا ليبيا وسوريا والعراق"، لافتاً إلى أن "العلاقة بين تركيا ومصر تاريخية ويجب تعزيزها".