الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المتحف المصري الكبير.. توجيه عاجل من الرئيس السيسي بشأن العمل داخله|ماذا طلب؟

جانب من اجتماع الرئاسة
جانب من اجتماع الرئاسة

تعمل الدولة على تحقيق أكبر استفادة من المقدرات والمقومات الأثرية التي تمتلكها مصر، وذلك من خلال تطوير عدد من المتاحف القائمة وإنشاء أخرى، تكون أكثر حداثة وتقدما، بهدف تنشيط قطاع السياحة، الذي يمثل أحد أهم مصادر الدخل القومي المصري، وتوفير ما تحتاجه الحكومة من العملة الأجنبية.

توجيه بشأن العمل بالمتحف المصري 

 

أحد المتاحف الجديدة التي عملت الدولة المصرية على إنشائها مؤخرا، مستغلة قرب موقعه من منطقة تعج بكنوز مصر من الآثار القديمة "منطقة الأهرامات بالجيزة"، هو المتحف المصري الكبير، الذي يجري العمل داخله على قدم وساق حتى يتم افتتاحه أمام الجمهور.

واجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم مع كلٍ من الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد معيط وزير المالية، والدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، واللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية، وأحمد عيسى وزير السياحة والآثار، وأحمد راشد محافظ الجيزة، واللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني، واللواء أحمد العزازي رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، واللواء عاطف مفتاح مساعد رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الاجتماع تناول متابعة تطورات سير العمل في المتحف المصري الكبير، في ضوء بدء التشغيل التجريبي المحدود، وانتهاء الأعمال في العديد من القطاعات، منها مبنى المتحف، والبهو العظيم والدَرَج العظيم، وميدان المسلة المعلقة، والحدائق المحيطة بالمتحف والمباني الخدمية.

كما تم استعراض الموقف التنفيذي لمراحل الأعمال والتجهيزات النهائية، خاصةً ما يتعلق بقاعات وصالات العرض، ومتحف مراكب الملك خوفو، وتجهيزات نقل القطع الأثرية إلى أماكن عرضها الدائم.

وذكر المتحدث الرسمي، أن الرئيس وجه بالاهتمام بأدق التفصيلات الخاصة بالمتحف كمنظومة متكاملة، بحيث يعكس من ناحيتي الشكل والمضمون، عظمة وعراقة الحضارة المصرية القديمة، وكذلك القدرة على التنظيم والإدارة الحديثة وفقًا لأعلى المعايير العالمية.

كما وجه الرئيس بمواصلة الأعمال الجارية، لتطوير ورفع كفاءة المحيط الجغرافي للمتحف، وبتحقيق التكامل والربط مع منطقة هضبة الأهرامات، سعيًا لتقديم تجربة استثنائية متفردة للزوار والسائحين، وتعظيم القيمة المضافة لهذه المنطقة برمتها، لتصبح أهم منطقة أثرية سياحية في العالم، بما يليق بوجه مصر التاريخي العظيم، وحاضرها ومستقبلها الذي نطمح إليه ونعمل من أجله.

وأجرى أحمد عيسي وزير السياحة والآثار جولة تفقدية بالمتحف المصري الكبير، قبل عدة أيام، وذلك لمتابعة آخر مستجدات العمل والموقف التنفيذي لما تبقى من أعمال به، وذلك بحضور اللواء عاطف مفتاح المُشرف على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار وأحمد عبيد مساعد الوزير لشئون مكتب الوزير والدكتور الطيب عباس مساعد الوزير للشئون الأثرية بالمتحف، والدكتور حسين كمال مدير عام مركز الترميم والدكتور عيسي زيدان مدير عام الترميم ونقل الآثار بالمتحف.

واستهل الوزير جولته بتفقد البهو الزجاجي بالمتحف، حيث شاهد تمثال الملك رمسيس الثاني الموجود عند مدخل البهو، والذي يكون في استقبال زائري المتحف، حيث استمع لشرح مفصل من الدكتور مصطفى وزيري عن تاريخ التمثال وقصة اكتشافه وعملية ترميمه وتنظيفه ونقله من منطقة صان الحجر بالشرقية.

كما شملت الجولة تفقد البهو الداخلي والدرج العظيم وقاعات العرض الرئيسية، والتي تم الانتهاء من 95% من الأعمال بها، حيث أكد الوزير على ضرورة الالتزام بالتوقيتات المحددة للانتهاء من جميع الأعمال بالقاعة وبالمتحف ككل.

واستعرض الدكتور الطيب عباس، سيناريو العرض لهذه القاعات والذي يدور حول ثلاثة موضوعات رئيسية وهي المجتمع والملكية والعالم الآخر بدءا من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر اليوناني الروماني.

وخلال جولته داخل القاعة الرئيسية شاهد الوزير أعمال تركيب وعرض مقبرة حنو التي هي واحدة من ضمن 5 مقابر تم اكتشافها بواسطة البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة آثار سقارة خلال عام 2022 وقد تقرر عرض 3 منها في قاعة العرض الرئيسية بالمتحف من بينها مقبره حنو.

واختتم الوزير جولته بالمتحف بزيارة متحف مراكب الملك خوفو حيث استمع إلى شرح مفصل عن آخر مستجدات العمل بالمتحف.

العمل في المتحف المصري الكبير

يقع  المتحف المصري الكبير على مساحة حوالي 117 فدانا أي 500 ألف متر مربع، لذا تمت مراعاة الكثير من الأمور عند التصميم مثل تخصيص مساحات خارجية وداخلية للزوار من أجل الاستراحة والاستمتاع بالعرض المتحفي للآثار.

وكانت نسبة الإنجاز ضئيلة بصورة كبيرة سابقاً داخل المتحف المصري الكبير، حتى كلف الرئيس السيسي الهيئة الهندسية بتولي أمور المتحف، لذا وفي خلال ثلاث سنوات قفزت نسبة الإنجاز من 16% إلى 92%.

ويضم المتحف قاعتين لتوت عنخ آمون، وبعد الانتهاء من الدرج العظيم يستطيع الزائر رؤية الأهرامات الثلاثة بكل وضوح، وتقارب القطع الأثرية التي تم نقلها إلى المتحف المصري الكبير حوالي 56 ألف قطعة أثرية فريدة من نوعها، من مخازن المتحف المصري بالتحرير ومن الإسكندرية والأقصر والمنصورة طبقا لسيناريو العرض.

وتعرض هذه القطع الأثرية ليراها الزائر، داخل المتحف المصري الكبير ومنها القطع التي كانت "موجودة بالمخازن"، ضمن مجموعة من أفضل القطع الأثرية الموجودة على الدرج العظيم وهي آثار ثقيلة لأول مرة ستكون آثار ثقيلة معروضة ويتفرد بها المتحف المصري الكبير، وكان يجب أن يتم الافتتاح التجريبي للمتحف المصري الكبير قبل الافتتاح الرسمي.

وتسير أعمال الإنجاز على أعلى مستوى في المتحف المصري الكبير، مع توافر مطاعم وكافيهات تطل مباشرة على منطقة الأهرامات، وتم النقش على واجهة المدخل الرئيسي للمتحف المصري الكبير العديد من النقوش الفرعونية القديمة والخراطيش الرخام.

وسبق وقال عيسى زيدان  المدير العام للشؤون التنفيذية لنقل الآثار، إنه سيتم إنشاء ممشى سياحي يربط بين المتحف المصري الكبير والأهرامات بطول 2 كيلو متر وهناك تطوير لـ منطقة الأهرامات وسيكون هناك مدخل جيد يؤدي للأهرامات بطريق الفيوم، ويعتبر المدخل الرئيسي للمتحف المصري الكبير به البهو العظيم الذي يتواجد به تمثال الملك رمسيس وسط مجموعة من القطع الأثرية، ووسائل ترفيه داخل المتحف وهناك متحف خاص بالأطفال.

توفير وسائل نقل صديقة للبيئة

من جانبه قال الدكتور حسين عبد البصير مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، إن الممشى السياحي سوف يربط بين المتحف المصري الكبير ومنطقة الأهرامات بطول 2 كيلو متر، وسيكون هناك مدخل جيد يؤدي للاهرامات بطريق الفيوم، وهو ما يعتبر شيئا مهما نظراً للأهمية المترتبة على ربط أهم منطقه أثرية والهرم الأكبر الذي يعد المعجزة الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبع.

وأضاف عبد البصير - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن ذلك يوفر وسائل نقل صديقة للبيئة من منطقه الهرم للمدخل الجديد على طريق الفيوم إلى المتحف المصري الكبير تبدأ من هرم الملك خفرع.

وتابع: الممشى سيوفر بازارات ومناطق سياحية داخل الممشى تجذب السائحين للشراء وزيادة العملة الصعبة، بداية من منطقة الأهرامات حتى المتحف المصري الكبير، وهو ما يسميه مثلث السياحة المصرية في القرن الـ 21.

وأكد أن الممشى يهدف إلى الرواج السياحي، حيث يدفع السائحون 3 تذاكر، فضلا عن افتتاح المتحف المصري الكبير، والذي يعتبر بيت السياحة ولن يهمل، ويعتبر بيت المصريات، مع عرض روائع الفن المصري القديم، ما يخفف الضغط على منطقة وسط القاهرة، وكذلك بيسمح لرجال الأمن بتأمين مواكب السياحة بشكل متميز.