يصادف في مثل هذا اليوم 10 أبريل 1958 وفاة رائدة الصحافة المصرية "روز اليوسف"، وهي رائدة الصحافة في مصر، ومعلمة وقائدة لجيل من أهم كتابي وصحافي مصر الذين بدأوا خطواتهم الأولى في مجلة روزاليوسف.
ولدت روز اليوسف واسمها فاطمة محمد محيي الدين اليوسف بمدينة طرابلس في لبنان سنة 1898، وأصبحت يتيمة وهي في السابعة من عمرها، ورحلت إلى مصر وهي في الرابعة عشرة حيث بدأت حياتها كممثلة ناشئة في فرقة عزيز عيد وجورج أبيض المسرحية، وكانت البطلة الأولي في فرقة (رمسيس) ليوسف وهبي و من أشهر أدورها "غادة الكاميليا ـ أوبريت العشرة الطيبة ـ دافيد كوبرفيلد ـ التاج والفضيلة" وتعلمت في تلك الفترة القراءة والكتابة والتمثيل ،وأصبحت الممثلة الأولى في مصر.
تُعد روزاليوسف رائدة الصحافة في مصر، ومعلمة وقائدة لجيل من أهم كتابي وصحافي مصر الذين بدءوا خطواتهم الأولى في مجلة روزاليوسف، والتي صدر العدد الأول منها عام 26 أكتوبر 1925، والتي انتشرت انتشاراً واسعاً، ثم ما لبث أن تحولت هذه المجلة إلى السياسة، وكان أول تحقيق صحفي لها أثناء محاكمة محمود فهمي النقراشي وأحمد ماهر في إحدى القضايا السياسية وقد وهبت روز اليوسف مجلتها لخدمة قضايا الوطن فخاضت في سبيل ذلك معارك طاحنة ضد الإنجليز.
تقاربت فاطمة اليوسف مع حزب الوفد الذي قام بضمها إليه هي ومجلتها، وتعرض حزب الوفد في تلك الفترة لحملة انتقادات عنيفة وأطلق عليه خصومه "حزب روزاليوسف" غير أن هذه العلاقة الوطيدة لم تدم بين فاطمة اليوسف وحزب الوفد، فسرعان ما تحولت إلى عداء شديد، بعد إصرارها على انتقاد رئيس الوزراء "نسيم باشا" ومطالبته بعودة دستور 1923 وإجراء انتخابات نزيهة، فما كان من الوفد إلا أن فصلها ومجلتها من الحزب، إلا أن نجاح حملتها ضد حكومة نسيم باشا قد أدى إلى استقالة الحكومة، وعودة دستور 1923.
أنشأت صحيفة روزاليوسف اليومية التي صدرت في 25 مارس 1935، والتي كان من أبرز محرريها عباس العقاد ومحمود عزمي، كما أصدرت مجلات أخرى منها "الرقيب ـ صدي الحق ـ الشرق الأدنى ـ مصر حرة" كما أصدرت مجلة صباح الخير عام 1956.
تزوجت "فاطمة اليوسف" ثلاث مرات كانت أولها من المهندس الفنان "محمد عبدالقدوس" وأنجبت "إحسان" الذي أصبح من كبار أدباء مصر، ثم تزوجت من المسرحي زكي طليمات، ثم من المحامي قاسم أمين حفيد قاسم أمين صاحب كتاب تحرير المرأة.
لم تكن روزاليوسف رائدة في الصحافة والفن فقط ولكنها كانت قائداً نشطاً في الحركة النسائية الناهضة آنذاك، حيث حفزت السيدات على أن يعملوا في أي مجال للمشاركة في النهوض بالمستوى المادي لأسرهم وهذا هو السبب وراء توظيفها لكثير من البنات في مجلتها.
وفاتها
توفيت فاطمة اليوسف في 10 إبريل سنة 1958 عن عمر يناهز 60 عاماً ولوفاتها قصة غريبة، حيث أصيبت بأزمة قلبية اثناء مشاهدتها فيلماً فى سينما ريفولي ولكنها تماسكت، وطلبت من صديقتها التى كانت معها أن تعيدها إلى منزلها ،وخلال نصف ساعة ارتدت ملابس النوم ودخلت سريرها وماتت عليه، وقد ذكر أحمد بهاء الدين أن موت روز اليوسف يعبر عن قوتها لأنها قاومت الموت حتى تعود إلى منزلها، كما وصف الأديب يوسف إدريس وفاتها قائلاً: "إن روزاليوسف إستأذنت من عزرائيل لمدة نصف ساعة".