لم تطرأ فكرة نقل دم من كائن حي إلى آخر على ذهن أحد إلا في القرن السابع عشر، ففي سنة ١٦٦٥ أجريت أول عملية نقل دم في التاريخ وكانت بين كلب وآخر وقام بها الطبيب جون ويلكنز، واُستخدمت فيها أدوات بدائية عبارة عن كيس الجمع الدم وريشة لثقب الوريد، حسب ما جاء في كتاب أعظم ١٠٠ اكتشاف طبي.
نقل الدم من خروف لإنسان
وبعد ذلك بعامين، قام طبيب آخر فرنسي، وهو "جان دينيس" بنقل دم خروف إلى صبي، بلغ عمره ١٥ عاماً، ومن الواضح أنها كانت عملية خطرة لكنها مرت بسلام وعاش الصبي.
ولم تتكرر عمليات نقل الدم تقريباً بعد ذلك بعدما أدرك الأطباء أنها تحتاج إلى بعض التنظيمات والأسس العلمية حتى تكون آمنة على حياة المرضى.
نقل الدم من انسان لانسان
وفي القرن التاسع عشر، وضع الطبيب "جون ليكوك" أول هذه التنظيمات، فأوصى بأن يقتصر نقل الدم بين كائنين من نفس النوع أي بين كلب وكلب أو إنسان وإنسان ، وهكذا.
انقاذ مريضة بنقل الدم لها
وفي سنة ۱۸۲۹، أعاد الطبيب الإنجليزي "جيمس بلاندل" إجراء عمليات نقل الدم على أساس ما أوصى به " ليكوك" فكان يأخذ كميات من الدم باستخدام محاقن من اجسام رفاقه وينقلها لمرضى في عداد الموتى واستطاع " بلاندل" أن يحقق نجاحاً وشهرة كبيرة عندما قام بنقل الدم إلى سيدة عانت من نزيف شديد بعد الولادة وكادت أن تموت متأثرة بفقد كميات كبيرة من الدم لكنها تماثلت للشفاء بعد نقل الدم إليها.
وكانت تلك الحالة هي أول حالة شهيرة معروفة لحالات نقل الدم الناجحة من إنسان لآخر.
ولكن صعوبات ومشاكل عمليات نقل الدم لم تنته عند هذا الحد فكانت أكبر مشكلة واجهها الأطباء هي عدم وجود توافق أحياناً بين الدم المنقول ودم المريض؛ مما أدى إلى حدوث تكتلات بالدم لانعدام الموافقة بين النوعين، وهذه المشكلة استطاع الطبيب "كارل لاندستينر" أن يحلها فيما بعد عندما نجح في تحديد فصائل الدم، وبالتالي استطاع الأطباء أن يعرفوا الفصائل المتوافقة وغير المتوافق بعضها مع بعض.