افتتح الخميس، ولمدة 5 أشهر، معرض "رمسيس وذهب الفراعنة" في قاعة "لافيليت الكبرى" في العاصمة الفرنسية باريس، في ثالث محطات جولاته الخارجية التي شملت مدينتي هيوستن وسان فرانسيسكو.
سرقة شعر الملك رمسيس الثاني
وشهد المعرض إقبالًا كبيرًا من الزائرين في الساعات الأولى من اليوم الأول لافتتاح أبوابه أمام الجمهور، الذي توافد من جميع أنحاء فرنسا لزيارة المعرض، حيث تم بيع 165 ألف تذكرة قبل الافتتاح، على أن يستقبل المعرض 10 آلاف زائر يوميا.
ويضم المعرض 181 قطعة أثرية ثمينة من كنوز الملك رمسيس الثاني، من بينها "التابوت الملكي"، والذي وافقت على نقله السلطات المصرية إلى فرنسا، بشكل استثنائي، لعرضه ضمن هذه القطع الثمينة الفرعونية، تقديرا لجهود العلماء الفرنسيين الذين أنقذوا مومياء رمسيس الثاني وعالجوها من الفطريات عام 1976.
وتأتي زيارة مقتنيات الملك رمسيس الثاني، الأولى من نوعها منذ عقد السبعينيات من القرن الماضي، والتي تم خلالها سرقة شعر الملك رمسيس الثاني، عندما طلب الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان من الرئيس السادات عام 1976، استعارة مومياء الملك رمسيس الثاني لمدة 6 شهور، وكان الهدف الأساسي معرفة هل رمسيس الثاني فرعون موسى أم لا؟.
وروى الدكتور زاهي حواس، في كتابه "الحارس.. أيام زاهي حواس"، تفاصيل قصة سرقة شعر الملك رمسيس الثاني وشعر مومياوات أخريات، حيث رافق رمسيس الثاني، أثري من المتحف المصري وكيميائي من المعمل الكيماوي بالآثار، وكيميائي آخر من المتحف المصري متخصص في ترميم المومياوات، كانوا يتسوقون في شوارع باريس، بينما قام باحث فرنسي بسرقة شعر الملك رمسيس الثاني.
وقال حواس في الكتاب: "فوجئت في نوفمبر 2006 وأنا المسؤول عن الآثار، برجل بريد فرنسي ومقيم في جرينول، يعلن عبر الإنترنت عن بيع خصلة من شعر الملك رمسيس الثاني مقابل ألفي يورو! فتحركت على الفور وطلبت من السلطات الفرنسية ضرورة إعادة عينات الشعر إلى مصر فورا، بل واتهمت من قاموا بفحص المومياء بأنهم لصوص".
وأضاف حواس: قام البوليس الفرنسي بمصادرة العينات، وحكم النائب المدني العام الفرنسي بتسليم العينات إلى مصر، حيث جرى تسليمها إلى المكتب المركزي لمكافحة تهريب المنتجات الثقافية بباريس، وكان سفير مصر في ذلك الوقت هو ناصر كامل الذي كلف الدكتور صفوت زهران المستشار الثقافي في باريس، باستلام العينات ونقلها إلى السفارة، وتسلمنا خصلة الشعر والعينات الأخرى، يوم 1 أبريل 2007 حيث تسلمنا ثمانية أحراز ضمن عينة الشعر.
وتجدر الإشارة إلى أن معرض "رمسيس وذهب الفراعنة" تم افتتاحه في محطته الأولي بمتحف هيوستن للعلوم الطبيعية.
ويضم المعرض بعض القطع الأثرية من مكتشفات البعثة المصرية بمنطقة البوباسطيون بسقارة، بالإضافة إلى عرضه مجموعة من الفيديوهات تحكي تاريخ الملك رمسيس الثاني والمعارك الحربية التي قادها وعلى رأسها معركة قادش، فضلا عن الزيارات الافتراضية بالمعرض والتي تأخذ الزائر في رحلة مع الملك رمسيس الثاني وتاريخه.
تبرز مقتنيات المعرض بعض الخصائص المميزة للحضارة المصرية القديمة من عصر الدولة الوسطى وحتى العصر المتأخر، من خلال مجموعة من التماثيل، الحلي، أدوات التجميل، اللوحات، والكتل الحجرية المزينة بالنقوش، بالإضافة إلى بعض التوابيت الخشبية الملونة.
تمثال شامبليون والتاريخ المصري
وألقى الدكتور "زاهي حواس" عالم الآثار المصرية، محاضرة في معرض الآثار المؤقت "رمسيس وذهب الفراعنة" في محطته الثالثة بالعاصمة الفرنسية باريس، وذلك بعد انتهاء فترة إقامته في محطته الأولى والثانية بولايتين بالولايات المتحدة الأمريكية.
وقال حواس، أمام ممثلي وسائل الإعلام والصحف العالمية في باريس: ل ابد من رجوع القبة السماوية المعروضة حاليا في متحف اللوفر لموطنها الأصلي ليتم وضعها في معبد دندرة بمحافظة قنا.
وطالب حواس، بإزالة أو نقل تمثال شامبليون الموجود بـ "Collége de France"، لأنه يسيئ للتاريخ والتراث المصري حيث يصور شامبليون واقف ويضع قدمه على رأس لتمثال رمسيس.
وأشار حواس، إلى أن هذا التمثال يظهر استهانة وعدم تقدير لا تقابل بالمثل من الشعب المصري، الذي قدر دور شامبليون في مجال علم المصريات وتم تسمية شارع باسمه، لذلك نحن نطالب بنفس القدر من الاحترام.
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يعلق فيها على أمر هذا التمثال ففي عام 2022 علق الدكتور زاهي حواس عالم المصريات ووزير الآثار الأسبق، على الصورة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي حينها لتمثال شامبليون وهو يضع قدمه على رأس أحد ملوك القدماء المصريين بجامعة السوربون بفرنسا.
وأوضح خلال تصريحات إعلامية "أقول للفرنسيين بأن شامبليون ليس وحده من قام بفك رموز حجر رشيد ولكن سبقه في ذلك 5 علماء آخرين".
وأضاف: "هل في اعتقاد الفرنسيين عندما صنعوا تمثالًا لشامبليون وهو يضع قدمه على رأس الملك رمسيس الثاني بأن ذلك يمثل منهم إهانة للحضارة الفرعونية؟ الإجابة لأ وهم لا يقصدوا إهانة الآثار المصرية لأن لهم باعًا طويلًا في الكشف عن الآثار المصرية".
وتابع: "ما نقدرش نقول إن الفرنسيين يقصدوا إهانة الآثار المصرية ولكن لديهم فخر شديد بشامبليون"، مضيفًا: "في 2013 أرسلت خطابًا للسفير الفرنسي في القاهرة بأن وجود تمثال شامبليون وهو يضع قدمه على رأس رمسيس الثاني بشكل بشع يمثل إهانة لنا كمصريين ولكنه لم يرد".
وأكمل: "حل الموضوع بأنه يجب على اللجنة الدائمة للآثار المصرية أنه توجه خطابًا رسميًّا للمسؤولين في فرنسا لإزالة التمثال لأنه إهانة للمصريين والحضارة الفرعونية".