محافظة أسوان ، تتميز بالعديد من العادات والطقوس في المأكولات والمشروبات خلال شهر رمضان المعظم من الزمن الجميل ، والتي يتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل ، لتظل خالدة أمد الدهر .
ومن بين هذه الطقوس والعادات التي نستعرضها عبر منصة " صدى البلد " نجد الفطائر " النشابى " والتي تحرص على إعدادها الأسر الأسوانية في شهر رمضان ، والتي تزين موائد الإفطار والسحور ، وتعتبر من المأكولات والأكلات الأبرز التي يقبل على تناولها الكبير والصغير .
الفطير النشابى
ويعتبر إعداد الفطائر النشابى وهى التي يستخدم في إعدادها ما يسمى " النشابة " من المأكولات التي تضفى أجواء البهجة والسرور بين السيدات أثناء إعدادها حيث يتجمعن السيدات في المنطقة أو الحى أو القرية ، في نهار أو ليالى رمضان وسط فرحة وبهجة وسرور من أطفالهم لإحياء هذه العادات والتقاليد المتوارثة ، ويقوموا بتجميع كميات من الدقيق لتحويله إلى فطائر .
وتقول الحاجة فاطمة بأن " الفطائر النشابى " هي تعتبر أهم وأبرز وأشهر الأكلات داخل مختلف القرى والنجوع ، ويتم التجهيز لها في كثير من الأحيان قبل قدوم شهر رمضان ، وهناك من يقوم بتجهيزها في أيام شهر رمضان لإضفاء الأجواء المفرحة على الأسرة والجيران مع بعضهم البعض .
وأن هناك حرص كبير على إعداد الفطائر النشابى هذه الصنعة التي توارثها من الأمهات والجدات ، ويتم تبادلها وإهداها للجيران والأهل لتأكيد أجواء لم الشمل ، والأجواء الأسرية الحميمة بين الأهل والجيران ، وهناك من السيدات التي تستخدم إنتاج وإعداد " الفطائر النشابى " للصرف على أسرتها ، وذلك ببيعها للأسر المختلفة .
عادات وتقاليد
وعن كيفية صناعة " الفطائر " فقد أشارت الحاجة فاطمة بأن السيدات والفتيات من الجيران في القرية أو النجع يتجمعن في مكان واحد أمام الفرن أو الطابونة " والتي يتم إيقاد النيران بها بإستخدام الأخشاب والبوص ، ولا تعتمد في ذلك على أسطوانة البوتاجاز التي تستخدم في الأفران بالأنبوبة في الزمن الحالي .
وإنتاج " الفطائر النشابى " لا يعتمد على إستخدام أدوات كثيرة ، حيث أنه يعتمد فقط على بعض الأوانى البسيطة التي يتم فيها عجن الدقيق بإضافة كميات من الماء عليه ، وبعض الملح ، ويتم عجن الدقيق دون تخميره ، ويتم إستخدام " الطبلية البلدى " ، ويتم تجميع الدقيق في شكل كور ، ويتم نشبها أو فردها بإستخدام النشابة أو ما تسمى عصا النشابة وهى عصا خشبية يبلغ طولها نحو متر ، وتستخدم في فرد العجين على شكل فطائر رقيقة ، ثم يتم وضعها بعد ذلك داخل الفرن البلدى .
ويتم إنتاج هذه الفطائر في الغالب قبل شهر رمضان ، وبكميات تتناسب مع كل أسرة حيث يتم إستخدامها في شهر رمضان على موائد الإفطار والسحور حيث يقوم البعض بإضافة الشوربة عليها ، وهناك من يجمعها مع الصلصة والأرز ، ويضع قطع اللحم عليها ، وهذا ما يتم إستخدامه وتناولة في وجبة الإفطار ، وهناك من يضيف اللبن عليها وهذا ما يتم إستخدامه وتناوله في الغالب في السحور ، لأنها خفيفة على المعدة ، ولا تحتاج لوقت لإعدادها.