EN 
قالت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، إنه إذا انتهت الهيمنة العالمية لـ الدولار الأمريكي، فستواجه أمريكا وضعا لم يسبق له مثيل.
وأضافت: “يمكننا أن نشعر بالتوتر في كل مكان ، خاصة في وسائل الإعلام الغربية، التي تسرف في فرضية سيناريوهات يوم القيامة حول السقوط الوشيك لـ”القوة المهيمنة” طويلة الأمد للعالم المالي”.
التخلي عن الدولار الأمريكي
وهذا الضجيج الإعلامي يرتفع بسرعة إلى تصعيد هستيري لأن التخلي عن الدولار الأمريكي من شأنه أن يعرض للخطر الاستعمار الجديد للغرب وما يسمى بـ”النظام العالمي القائم على القواعد”، والذي كان الدولار فيه منذ فترة طويلة سلاحًا ضد الدول غير المتحالفة مع الغرب في الجغرافيا السياسية العالمية.
ويواجه “الدولار الملك” تمردًا يمكن أن يطيح به بعد ما يقرب من ثمانية عقود من الحكم بلا منازع على التجارة العالمية، وتبتعد البلدان بشكل متزايد عن العملة الأمريكية، مما أدى إلى تآكل هيمنتها في الاقتصاد الدولي، الذي تم تحويله إلى الدولار في أعقاب الحرب العالمية الثانية من خلال نظام بريتون وودز عام 1944.
وقد يكون من السابق لأوانه دق ناقوس الموت للدولار، لكن استخدام الغرب لـ”القنبلة المالية النووية” ضد روسيا أدى إلى تسريع الجهود التي يبذلها الجنوب العالمي للانفصال عن الدولار والبحث عن بدائل.
ومع ذلك، فإن نهاية هيمنة الدولار لن تعني صعود قوة مهيمنة أخرى، وبدلاً من ذلك، سوف يبشر بنظام اقتصادي جديد متعدد العملات.
وتتقلص هيمنة الدولار منذ عام 1990 حيث انخفضت حصتها من العملات الاحتياطية من 70٪ إلى أقل من 60٪ في 20 عامًا، وانخفضت بشكل مطرد، وفقًا لتكوين العملات الخاص ببيانات الاحتياطيات الأجنبية الرسمية لصندوق النقد الدولي.
وربع الانخفاض هو تحول إلى العملة الصينية اليوان، بالإضافة إلى عملات الاحتياطي غير التقليدية، وكان اليوان يكتسب زخمًا عن حق لأن الصين هي المصدر الأول والثاني المستورد في العالم.
ونمت تسويات اليوان عبر الحدود بنسبة 29٪ من حيث القيمة في عام 2021 مقارنة بالعام السابق، وفقًا لتقرير تدويل الرنمينبي لعام 2022 الصادر عن بنك الشعب الصيني.
ويقول البنك إنه سيواصل توسيع نطاق تغطية خدمات تسوية اليوان عبر الحدود ويهدف إلى توفير تسوية لا تقل عن 30 تريليون يوان (4.34 تريليون دولار) لكيانات السوق المحلية والأجنبية طوال عام 2023.
اليوان الصيني
يبدو أن اليوان يبرز كبديل مزدهر حيث تتبناه الدول بشكل متزايد للتجارة الثنائية مع الصين - وحتى في المعاملات التجارية متعددة الأطراف. تلقى اليوان دفعة كبيرة عندما تبنته روسيا، حيث من المقرر أن تتجاوز تجارة الصين 200 مليار دولار بحلول نهاية عام 2023.
ويتم ثلثا تجارتهم الحالية بعملاتهم المحلية. أصبح اليوان أيضًا لاعبًا رئيسيًا في التجارة الخارجية لموسكو ، حيث قفزت حصته في تسويات الواردات في البلاد إلى 23٪ بنهاية عام 2022 من 4٪ فقط في يناير 2022، وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن بنك روسيا.
علاوة على ذلك، حل اليوان محل الدولار باعتباره العملة الأكثر تداولًا في روسيا من حيث حجم التداول الشهري في فبراير 2023 لأول مرة، وأصبح الفرق أكثر وضوحًا في مارس، وفقًا لتقرير بلومبرج.
وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين إن بلاده مستعدة لزيادة التسويات باليوان في تجارتها الخارجية.
وفي الوقت نفسه، هناك شعور قوي بالحاجة إلى التنويع بعيدًا عن الدولار في منطقة كانت تعتبرها أمريكا ذات يوم ساحتها الخلفية.
ووقعت البرازيل، أكبر اقتصاد في أمريكا الجنوبية، مؤخرًا اتفاقية مع الصين بشأن التجارة في العملات المتبادلة.
وستمكن الصفقة البلدين من إجراء تجارة ضخمة بقيمة 150 مليار دولار بعملاتهما المحلية، والتخلي عن الدولار الأمريكي.
25 دولة تتخلي عن الدولار وتستخدم اليوان
ووفقًا لسكرتيرة الشؤون الدولية في وزارة المالية البرازيلية، تاتيانا روسيتو، فإن 25 دولة تقوم بالفعل بإجراء تسويات تجارية مع الصين باليوان.
الروبية الهندية
وتحدت الهند، وهي حليف رئيسي للولايات المتحدة في جنوب آسيا، الضغوط الغربية على التجارة مع روسيا في أعقاب حرب أوكرانيا.
ومنذ ذلك الحين تتعامل في تجارة النفط مع موسكو بالروبية الهندية في محاولة للالتفاف على العقوبات الغربية.
الهند، خامس أكبر اقتصاد في العالم، تحاول أيضًا تدويل عملتها لتقليل الطلب على الدولار وحماية اقتصادها من التقلبات العالمية.
مصر
وقد عرضت عملتها كبديل للتجارة للدول التي تواجه نقصًا في الدولار، وخاصة سريلانكا وبنغلاديش ومصر، التي أبدت، وفقًا لمسؤولين هنود، اهتمامًا بالتداول في الروبية.
كما منح بنك الاحتياطي الهندي الموافقات لبنوك الوكلاء المعتمدين المحلية والأجنبية في 60 حالة لفتح حسابات الروبية الخاصة فوسترو للبنوك المراسلة من 18 دولة.
