أعلنت البحرية الأمريكية، اليوم، أنها أرسلت غواصة قتالية قادرة على حمل أكثر من 150 صاروخًا موجهًا إلى الشرق الأوسط.
وأضافت أن هدف إرسال الغواصة التي تعمل بالطاقة النووية مرت هو المساعدة في ضمان الأمن والاستقرار البحري في المنطقة.
وبحسب وسائل الإعلام العبرية فإن هذه الخطوة تعتبر بمثابة استعراض للقوة ضد إيران، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة لا تكشف عادة عن تحركات الغواصات التي تشغلها ، وأنها تفعل ذلك فقط عندما تريد إيصال رسالة رادعة.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فقد تم إرسال الغواصة كتعزيزات إلى الأسطول البحري الخامس المتمركز في البحرين" وأضافت أنها ستتمركز في البحر الأحمر.
ورفض المتحدث باسم الأسطول الخامس ، تيموثي هوكينز ، الإفصاح عن المهمة التي كلفت بها الغواصة أو ما دفعها إلى إرسالها، لكنه أشار إلى أنها قادرة على حمل ما يصل إلى 154 صاروخا من طراز توماهوك وتم إرسالها لمساعدة الأسطول الخامس "لضمان الحفاظ على الأمن والاستقرار البحري في المنطقة ".
ويمكن لصواريخ توماهوك كروز التي يتم إطلاقها من السفن والغواصات مثل تلك التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى البحر الأحمر أن تضرب أهداففا على مدى يصل إلى 2500 كيلومتر. وقد تم استخدامها على نطاق واسع في الساعات الأولى من الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003 ، وفي الهجوم الذي نفذته الولايات المتحدة في سوريا عام 2018.
وقالت الصحيفة إن إرسال الغواصة إلى البحر الأحمر يأتي على خلفية التوترات العسكرية المتزايدة بين الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران ، بالإضافة إلى إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل من غزة ولبنان.
ووقعت سلسلة من الحوادث الأمنية الأخرى مؤخرا بالمنطقة ، بما في ذلك تبادل إطلاق نار كثيف نهاية الشهر الماضي في شرق سوريا بين قوات موالية لإيران وقوات أمريكية ، مما أسفر عن مقتل مقاول بالجيش الأمريكي وأصيب سبعة أمريكيين آخرين، يضاف إلى ذلك اللقاءات المتوترة في وسط البحر بين البحرية الأمريكية والبحرية الإيرانية.
وقال مسؤولون أميركيون إن لدى واشنطن معلومات استخبارية تفيد بأن إيران تعتزم تنفيذ المزيد من الهجمات في المنطقة في المستقبل القريب.
وأضافت الصحيفة أن هناك قلق مستمر في البيت الأبيض وإسرائيل من اندفاع إيران نحو قنبلة نووية طوال الوقت، مشيرة إلى أنه منذ الوصول إلى طريق مسدود في المفاوضات العام الماضي ، لم تلوح في الأفق عودة إيران للاتفاق النووي ، وهي الآن تخصب اليورانيوم إلى مستوى 60٪ . مما يجعلها قريبة جدًا من تطوير سلاح نووي.
من جانبها أكدت قناة "الحرة الأمريكية"، أن إرسال "الغواصة النووية" لا يعد إعلانا للحرب ولا تهديدا لأي بلد كان، مشددة على ضرورة وضع أي تحرك عسكري أميركي، في إطار التبدلات الحاصلة على مستوى المنطقة والعالم، سواء تعلق الأمر بالحرب الروسية ضد أوكرانيا أو الدور المتصاعد للصين.
وقالت إنه في حين تؤكد واشنطن دائما سعيها لدعم أي شيء يخفض التوتر في العالم ولا سيما منطقة الشرق الأوسط، إلا أنها بحاجة إلى التأكيد على أنه لا يمكن تجاوز مصالحها في المنطقة.
وأضافت: “لا يجب النظر إلى أي تحرك أميركي على أنه تصعيدي بل تأكيدي بالنظر إلى التهديدات الإيرانية المستمرة بالمنطقة، سواء على الدول المجاورة أو المصالح الأميركية والغربية عموما، هناك”.
وترى أن أحد أكبر الدلالات لنشر هذه الغواضة هو أن "الولايات المتحدة لا تزال تضطلع بدورها الريادي في المنطقة، رغم الحديث عن عالم متعدد الأقطاب بصدد النشأة".