قال الشيخ عبد البارئ الثبيتي ، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، إن في ليالي العشر الأواخر تحلو المناجاة، ويخلو العبد بسيده ومولاه يبث همومه، ينثر أحزانه.
متى يستجاب الدعاء
وأضاف " الثبيتي" خلالخطبة الجمعة الثالثة من المسجد النبوي بالمدينة المنورة: وينفث شكواه يرفع لخالقه آماله، يعترف بذنبه، يقر بخطئه، يعلن توبته، ويسكب الدمع مدرارًا، يملأ قلبه خشية ورجاء، وذلًا وانكسارًا، فلا رب لك سواه، ولا يجبر الكسر إلا هو، هنا يستجاب الدعاء وتتنزل النفحات.
ودلل بقول الله تعالى في سورة البقرة: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) ، وورد في الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (إنَّ اللَّهَ حيِىٌّ كريمٌ يستحي إذا رفعَ الرَّجلُ إليْهِ يديْهِ أن يردَّهما صفرًا خائبتينِ).
ليلة القدر
وأوضح أن نسائم العشر الأواخر من رمضان أقبلت وأن نفوس الصالحين لها متشوقة، منوهًا بأن الإنسان عندما تجول الأيام الخوالي بخاطره فهو في مثل هذه المواسم يشد مئزره ويجتهد في العبادة، فالعشر الأواخر تحلو فيها المناجاة وفيها يخلو العبد بربه وفيها يرفع آماله و يعترف العبد بذنبه ويعلن توبته .
وأشار إلى أن في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر، مدللاً بما قال الله سبحانه و تعالى في كتابه العزيز: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) سورة القدر .
خير من ألف شهر
واستشهد بما جاء في الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: (إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله. ولا يحرم خيرها إلا محروم )، موصيًا المسلمين بتقوى الله قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).
وأضاف أن الله تعالى عفو يحب العفو، وأن عفو الله هو مغفرة الذنب والتجاوز عن الخطيئة ومحو السيئات وتبديلها إلى حسنات، لما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز : (إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) الآية 70 من سورة الفرقان.