الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كريمة أبو العينين تكتب: الغرب ليسوا أصدقاء

كريمة أبو العينين
كريمة أبو العينين

بوصفه للغرب بأنهم ليسوا أصدقاء كانت تصريحات الرئيسى البيلاروسى ألكسندر لوكاشينكو. فقد خرج على العالم كله بقوله أن تعاونه مع روسيا جاء من منطلق ايمانه بعدم وفاء الغرب لبعضهم البعض ، وبأن روسيا دولة تاريخها يؤكد أنها لاتخذل أصدقاءها أبدًا ، بعكس الغرب المتمرسين فى الخذلان والتملص من أيدى أصدقاءهم ووفقا لمصالحهم فقط . تصريحات لوكاشينكو  جاءت بعد اعلان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بنشرة أسلحة نووية وصفها بالتكتيكية فى بيلاروسيا ، ليؤكد بذلك ما أعلنته مينسك من طلبها من موسكو بنشر أسلحة على أراضيها لحمايتها من الغرب الداعم لأوكرانيا والمناهض لكل من يقف بجوار روسيا فى حربها ضد اوكرانيا . 

 

هذه التصريحات جاءت أيضا بعد زيارات للرئيس الصينى إلى روسيا ؛ قابلها زيارة لرئيس وزراء اليابان الى أوكرانيا، وكل منهما فتح باب الدعم على مصراعيه لكل من يدعمه ويحالفه . كما ان تصريحات الرئيس البيلاروسي جاءت أيضا فى وقت تشهد فيه العلاقات الامريكية الصينية حالة من القلق الممزوج بالتخوف من تداعيات الاصرار الأمريكي على استفزاز الصين ، وأخذ ورقة تايوان كارتا جديدا للعب به على مائدة المفاوضات الأمريكية الصينية ؛ بل قل على مائدة المساومات الأمريكية لإجبار الصين على بعض التنازلات من بينها تخلى الصين عن اعتزامها عدم التعامل بالدولار والعمل بالعملة الصينية فى الاستيراد والتصدير العالمى ، هذه التنازلات الصينية بالطبع ستعزز العملة الأمريكية  كما ان الكارت الأمريكي الصينى أيضا يعمل على  إجبار الصين على التغاضى عن توغلات أمريكية فى مناطق تمثل مصالح صينية مهمة. 

 

التراشق فى التصريحات التى تأتى بها وسائل الإعلام العالمية من كافة بؤر النزاعات والأزمات، إنما تؤكد أن القادم لايبشر بخير ، وخاصة على الصعيد الاقتصادى الذى يظهر بشدة اصرار عددا من الدول الكبرى على عدم التعامل بالدولار كعملة دولية والتفكير جيدا باستبداله بعملات أخرى على رأسها اليوان الصينى والروبل الروسى ، هذه التنبؤات دفعت الرئيس الامريكى السابق دونالد ترامب إلى التصريح بأنه إذا اتخذت المملكة السعودية فقط قرارها بعدم التعامل الدولارى فهذا سيعنى تصدع الاقتصاد الامريكى وانهيار الدولار ، فما بالك اذا تكون اتحاد من عدة دول لانهاء التعامل بالدولار والتعامل بعملة أخرى تدر على بلادهم عوائد أقتصادية مثلما يفعل الدولار بالولايات المتحدة ومن معها. 

 

لوكاشينكو عندما أدلى بتصريحه عن عدم وفاء الغرب لأصدقائه وضع نصب عينيه ماحل بالجارة الجنب اوكرانيا التى دُفعت دفعا لخوض حربا ضروسا ضد روسيا،  ووقف الغرب منتظرا ماستمليه عليه واشنطن ببيتها الابيض وبكل الوان الدنيا عمايفعلونه مع كييف وضد روسيا ، وتناست الولايات المتحدة اية روابط واية مصالح لهذه الدول مع الدب الروسى فقط كان همها الأعظم الترويج لمعداتها العسكرية وبيع المزيد منها بالمليارات؛  اضافة الى خلق فزاعة جديدة للاوربيين تسمى روسيا ورئيسها بوتين . 

 

لوكاشينكو أدرك ودرس التاريخ القديم ، وخاصة بعض صفحاته التى تقول أن واشنطن لاتسعى لدعم أى شىء سوى مصلحتها ؛ وهاهى حروبها وتدخلاتها فى جميع أنحاء العالم تؤكد ذلك ، وتشهد لها وعليها بأنها دولة مصالح ؛ وبأنها تنفض يدها بسرعة من أيدى الخاسرين ، وتضع يدها مع الفائزين ،وتدعو مع الداعين وتصدق بآمين على الضالين . 

 

الدب الروسى هو الآخر ليس بسهل ولا ضعيف ؛ فتاريخه يشهد بالذكاء والكياسة وبقدرته على البقاء قويا فى كل مراحل المواجهات  ؛ أليس هو ذلك الرئيس الذى أخد بيد بلاده نحو الاعتلاء مرة أخرى الى صفوف الأقوياء بعد انهيار الاتحاد السوفياتي؛  وتحلله الى دول عدة ، وأليس هو أيضا من تحايل على الدستور الروسى وجاء بمحلل يتولى رئاسة البلاد ويصبح بوتين رئيسا للوزراء حتى نهاية فترة حكم المحلل ، ويعود بوتين الى كرسى الحكم ، بدعم شعبه وحبه له ورفضهم لأية محاولات خارجية لاثناء بوتين عن مواصلة بناء روسيا المستقبلية واعادة مجد القياصرة اليها ؛ وجعلها دولة تستعيد ماكانت عليه من ند للولايات المتحدة وقطب آخر موازى لها . الغرب ليسوا أصدقاء ؛ ولذا فقد تعاونا مع روسيا ؛ هذه الجملة ليست مجرد كلمات ، من تصريح لرئيس دولة غربية ، انما هى بمثابة وتأكيدًا إلى وشهد شاهد من أهلها ، والله على ماتقول شهيد.