قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

زلزال فبراير يستقر بالعلاقات العربية السورية.. هل نرى الأسد حاضرا بقمة الرياض؟

مقعد سوريا بجامعة الدول العربية
مقعد سوريا بجامعة الدول العربية
×

شهدت الفترة الأخيرة انفراجا في العلاقات بين سوريا ومحطيها العربي، ما يعطي مؤشرات باحتمال عودة سوريا بشكل رسمي، في قمة جامعة الدولة العربية بالرياض وحضور الرئيس السوري بشار الأسد، للقمة العربية لأول مرة منذ أكثر من 10 سنوات، وهي القمة المقررة انعقادها مايو المقبل، وسط تحديات عالمية أطرافها الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، وما تحمله هذه التداعيات من تحولات في موازين القوى والسياسة الدوليين.

يمكن اعتبار أولى الخطوات في عودة سوريا للحاضنة العربية، عندما استقبل الرئيس السوري بشار الأسد، الثلاثاء 9 سبتمبر2021، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، عبد الله بن زايد آل نهيان، في زيارة هي الأولى لمسؤول إماراتي رفيع المستوى منذ بدء الأزمة السورية، فيما ذكرت دمشق وقتها أن الجانب السوري والوفد الإماراتي بحثا العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتطوير التعاون في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتكثيف الجهود لاستكشاف آفاق جديدة لهذا التعاون، مؤكدة على قوة العلاقات بين البلدين والمواقف الموضوعية للإمارات، مشددا على أن أبو ظبي وقفت دائما إلى جانب الشعب السوري.

زلزال فبراير يستقر بالعلاقات

ولكن ما حرك المياه الراكدة في عودة العلاقات بشكل أكبر، هو ما عرف مؤخرا بدبلوماسية الزلازل، حيث شهدنا منذ وقوع زلزال 6 فبراير الماضي، زيارات هي الأولى من نوعها منذ أكثر من 10 سنوات للرئيس الأسد إلى عمان، والإمارات، وزيارات أخرى من وزراء الخارجية العرب إلى سوريا على رأسهم وزير الخارجية سامح شكري، ووزير الخارجية الأردني، إلى جانب تصريحات المملكة العربية السعودية بشأن إمكانية عودة سوريا إلى حاضنتها العربية مرة أخرى، بعد الأزمات الأخيرة التي عصفت بها، بالتزامن مع تحولات كبيرة في المشهد السياسي في الخليج العربي بعد بوادر اتفاق بين إيران والسعودية برعاية صينية، ما يبشر بهدوء قريب في الشرق الأوسط مبني على التعاون.

زيارة الأسد إلى عمان

كان الفضل لدبلوماسية الزلازل، في اتخاذ الرئيس السوري، أولى خطواته الخارجية باتجاه الدول العربية، حيث تحرك في 20 فبراير الماضي، إلى سلطنة عمان، والتقى السلطان هيثم بن طارق، والذي أكد خلال جلسة مباحثات مع الأسد، استمرار بلاده في دعم سوريا لتجاوز آثار الزلزال وتداعيات الحرب والحصار المفروض على الشعب السوري، مؤكدا أن سوريا دولة عربية شقيقة وتطلع عمان، لأن تعود علاقاتها مع كلّ الدول العربية إلى سياقها الطبيعي.

زيارة الأسد إلى الإمارات

أما ثاني الخطوات كانت، الأحد 19 مارس، عندما زار الرئيس السوري بشار الأسد، الإمارات، حيث أجرى محادثات مع الرئيس الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وسط جهود لإعادة دمج سوريا مع المنطقة العربية مرة أخرى، بالتزامن مع إعلان السعودية وإيران استئناف علاقتهما برعاية صينية بعد توقف دام منذ 2016.

الرئاسة السورية أكدت وقتها أن الأسد أجرى محادثات، وسط جهود لإعادة علاقات دمشق مع دول المنطقة، فيما كتب الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تويتر: "أجرينا مباحثات إيجابية وبناءة لدعم العلاقات الأخوية وتنميتها".

زيارة شكري إلى سوريا

من ناحية أخرى، أجرى وزير الخارجية سامح شكري، زيارة إلى سوريا، الأثنين، 27 فبراير، في زيارة أكد خلالها شكري، أنها بهدف إنساني في المقام الأول، وهو تقديم الدعم لسوريا لعبور محنة الزلازل، في زيارة هي الأولى إلى دمشق منذ بدء الأزمة السورية في 2011، وأعرب الأسد عن شكره لمصر وما قدمته من مساعدات لدعم جهود الحكومة السورية في إغاثة المتضررين من الزلزال.

زيارة المقداد إلى مصر

وبعد زيارة شكري، على الفور، رد نظيره السوري فيصل المقداد، الزيارة وحضر إلى القاهرة، السبت 1 أبريل الجاري، في زيارة هي الأولى منذ أكثر من 10 سنوات، فيما أكد السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسم الخارجية، أن محادثات شكري والمقداد، تناولت مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل دفعها وتعزيزها، بالإضافة إلى عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".

وأوضح، أنه على ضوء ما يربط بين البلدين من صلات أخوة وروابط تاريخية، وما تقتضيه المصلحة العربية المشتركة من تضامن وتكاتف الأشقاء في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة، فقد تناولت المباحثات سبل مساعدة الشعب السوري على استعادة وحدته وسيادته على كامل أراضيه"، فضلا عن "جهود تحقيق التسوية السياسية الشاملة للأزمة السورية.

دعوة الأسد لحضور القمة العربية بالرياض

وأيضا اتفقت السعودية وسوريا مؤخرا، خلال مباحثات، على استئناف الخدمات القنصلية بين البلدين، في خطوة كبيرة تقرب عودة دمشق إلى الصف العربي، حيث أن عودة العلاقات بين بين الرياض ودمشق بمثابة أكبر التطورات في تحركات لم الشمل العربي، بعد اندلاع الأزمة السورية، عام 2011.

وكانت وكالة رويترز، أفادت الأحد الماضي، بأن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان سيتوجه إلى دمشق في الأسابيع المقبلة، لتسليم الرئيس بشار الأسد دعوة رسمية لحضور القمة العربية، موضحة أن الرياض تخطط لـ دعوة الأسد لحضور القمة العربية، التي تستضيفها الرياض في 19 مايو"، في خطوة من شأنها أن تعيد العلاقات السعودية السورية، تدريجياً، إلى سابق عهدها قبل عام 2011.

إعادة فتح السفارة السورية بتونس

كما وتلقى فيصل المقداد وزير الخارجية السوري، اتصالا هاتفيا من نظيره التونسي نبيل عمار، أمس الأربعاء، حيث تبادل الوزيران التهاني بمناسبة شهر رمضان المبارك، وكذلك الآراء حول العلاقات الثنائية بين البلدين، وأهمية تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، ونقل الوزير التونسي، قرار القيادة التونسية بتعزيز تمثيل سفارة الجمهورية التونسية بدمشق، وتعيين سفير على رأسها.

من جانبه أعرب المقداد عن تقدير الجمهورية العربية السورية لقرار الرئيس قيس سعيد، لرفع مستوى التمثيل الدبلوماسي في السفارة التونسية بدمشق إلى مستوى سفير، في إطار تأكيد المودة المتبادلة بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين سوريا وتونس.

وأوضح الوزير المقداد أن سورية ستبادر خلال الأيام القليلة القادمة إلى إعادة فتح سفارتها في تونس، بحيث يكون التمثيل الدبلوماسي على مستوى سفير، كما ناقش الوزيران أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين في المجالات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والثقافية، وأهمية استمرار المشاورات بينهما في كل ما يتعلق بالأوضاع العربية والإقليمية والدولية

هل نرى الأسد حاضرا بالقمة العربية؟

كل هذه الأحداث، تعطي مؤشرات، بأن ظهور الرئيس السوري بشار الأسد، في القمة العربية بالرياض، أمر محتمل بشكل كبير، فيما أكد مهند الحاج، عضو مجلس الشعب السوري، أن الفترات الأخيرة، شهدت رغبة عربية جامعة بعودة سوريا الى مقعدها في الجامعة العربية، مؤكدا أن سوريا لم تنسلج أبدا من حاضنتها العربية، وأن سوريا هي عضو مؤسس للجامعة، لذلك نرى اليوم رغبة عربية جامعة في هذا الموضوع.

وأضاف الحاج، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن سوريا لم تخرج من بعدها العربي ولا القومي، ودائما تنظر بشكل مستقبلي ولا تنظر إلى الماضي، ولا يوجد بسوريا سياسة انتقامية لأي دولة عربية، مؤكدا أنه يسر دمشق توجيه دعوة لها لحضور القمة العربية، كما أنه رأينا في قمة الجزائر الماضية توافق كبير لحضور سوريا، أما فيما يتعلق بقمة الرياض في 19 مايو المقبل، فإنه في حال وجهت الدعوة إلى سوريا لأنها ستحضر، ولكن هذا الموضوع مرتبط بالملفات التي سوف تناقش هذه الجامعة.

ماذا بعد عودة العلاقات العربية السورية؟

وأوضح أن تواجد سوريا بالجامعة العربية، هو أمر مهم وأساسي، كما أن عودة مصر والسعودية للتعاون مع سوريا هو أمر مهم على الساحة العربية والدولية ويعطي ثقلا للقضايا العربية، ويعيدها إلى الواجهة الدولية، مطالبا بضرورة تواجد تنسيق في كل القضايا، وأبرزها التنسيق الأمنين أيضا كان هناك بعد تسلم ولي العهد محمد بن سلمان مناصبه في المملكة، تنسيق أمني بين سوريا والسعودية، كما التنسيق الأمني بين مصر وسوريا.

ولفت إلى أن العلاقات أصبحت أقوى واشتدت بعد كارثة الزلزال، والتي رفعت مستويات التعامل من المستوى الأمني إلى المستوى السياسي والدبلوماسي، موضحا أنه هناك مصلحة وضرورة بأن تعود العلاقات العربية إلى ماكنت إليه بل وأفضل من ذلك، وأن تبنى على أسس صحيحة تخدم قضايا الشعوب العربية، وتخدم مصالحها، وتحقق لها الرفاه.