شهد مؤشر أداء الدولار في البورصات العالمية، انخفاضا بمعدل 0.59%، ليسجل تراجعا للأسبوع الثالث على التوالي، واستقر عند أدنى مستوى له خلال شهرن وذلك حسب تقرير تحليل أداء أسواق المال الدولية الصادر عن البنك المركزي اليوم، موضحا أن الدولار تراجع على خلفية ارتفاع معظم العملات الاخرى التي يقاس أمهامها مؤشر الدولار، بعدما أدت إعادة موازنة المحافظ الاستثمارية في نهاية مارس الماضي وانخفاض الطلب على الدولار إلى زيادة الضغط على المؤشر ليدفعه للهبوط.
وأوضح البنك المركزي في تقريره، أنه بالرغم من ارتفاع عوائد سندات الخزانة والتوقعات المتزايدة لوتيرة تشديد الفيدرالي الأمريكي، للسياسات النقدية، بالتوازي مع ارتفاع معنويات المستثمرين تجاه المخاطرة خلال الأسبوع الماضي، فقد تراجعت المخاوف بشان الاضطرابات المصرفية في العالم بعد استمرار المسؤولون في الإشارة إلى تقديم الدعم وبعد الاستحواذ على أحد البنوك الأمريكية المنهارة.
الدولار يتراجع عالميا
في هذا الصدد، قال أحمد أبو علي، الباحث والمحلل الاقتصادي، إن تقرير البنك المركزي الاخير، يسلط الضوء على الإجراءات التي اتخذتها الدول على مدار الأسبوع الماضي، حيث بدأت دول كثيرة جدا، وأصدرت تصريحات بشأن التغيير في آليات التعاملات التجارية الدولية، والبدء في الاستغناء تدريجيا عن الدولار، إلى جانب بعض الاجراءات التيسيرية التي اتخذتها البنوك المركزية في دعم القطاع المصرفي في أوروبا واليابان والصين والشرق الأوسط.
وأضاف أبو علي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن ما يدعم استقرار وتراجع الدولار، أيضا التصريحات التطمينية التي كانت تصدرها المبنوك المركزي للمستثمرين في أدوات الدين وأذون الخزانة، والمستثمرين بشكل على، والتي تفيد بان الجهاز المصرفي أمن وقادر على تحمل الأزمة العالمية، وفكرة الدعم التي تقدمها البنوك المركزية طوال الوقت للقطاع المصرفي سواء في مصر أو بالخارج، كلها رسائل طمأنة وتنعكس بشكل قوى على تعزيز ثقة مجمتع الأعمال والمستثمرين في الأجهزة المصرفية.
وأوضح أبو علي، أن هذه الثقة، فتحت من شهية المستثمرين في الدخول والاستثمار، في أدوات الدين أذون الخزانة والسندات، ما ترتب عليه انخفاض الطلب على الدولار بشكل بسيط، وبالتالي حدث هدوء واستقرار في سعر الدولار خلال الشهر الماضي، مشيرا إلى أن هذه الأحداث تعطينا مؤشر، أنه في حال إتمام مصر الانضمام لتكتل البريكس، والتوجه للتعامل بعملات دولية والاستغناء عن الدولار في بعض التعاملات، وظهور تحالفات اقتصادية ما بين الدول واللجوء للتعامل بالعملات المحلية وعدم الاعتماد على الدولار، فيسياهم ذلك في تراجع الهيمنة والسيطرة، للدولار، وهبوطه تدريجيا.
انهيار لم يحدث منذ 200 عام
وسلط الباحث الاقتصاد الضوء على تصريحات ترامب أمس خلال المحاكمة، عندما قال بأن الدولار يشهد حالة من الانهيار لم يراها على مدار 200 سنة، وهذه التصريحات بالتأكيد لها تأثير قوي جدا.
وكان البنك المركزي أكد في تقريره على أن اليورو صعد للأسبوع الخامس على التوالي، مرتفعاً بنسبة 0.73% على خلفية ضعف الدولار، حيث صرح العديد من أعضاء البنك المركزي الأوروبي بأن هناك مجالًا لمزيد من التشديد للسياسة النقدية، خاصة مع ارتفاع معدل التضخم في ألمانيا بشكل مفاجئ في يوم الخميس.
وتلقي اليورو أيضًا دعمًا بعد أن فاجأت بيانات معنويات الأعمال في ألمانيا بارتفاعها ومع استمرار أعضاء البنك المركزي الأوروبي في طمأنة الأسواق بشأن صلابة النظام المصرفي الأوروبي، مما عزز المعنويات بشكل أكبر، أما بالنسبة لبريطانيا، فقد ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.85% على خلفية ضعف الدولار الأمريكي ومع تحسن التوقعات الاقتصادية للبلاد.
وتحسنت المعنويات تجاه الافاق الاقتصادية للمملكة المتحدة حيث أكد أندرو بايلي محافظ بنك إنجلترا للأسواق على أهمية وجود تسلسل هرمي للائتمان بالمملكة المتحدة ، و حيث تم تعديل قراءات الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع بالزيادة
وتراجع الين الياباني بنسبة 1.60% مع انخفاض الطلب على أصول الملاذ الآمن هذا الأسبوع، وكما ذكر صندوق النقد الدولي أن بنك اليابان يجب أن يتجنب الخروج المبكر من سياسة التيسير النقدي، مما يبرز أن بنك اليابان من المرجح أن يحافظ على سياسته النقدية التيسيرية.
وتراجع الين الياباني بنسبة 1.60% مع انخفاض الطلب على أصول الملاذ الآمن هذا الأسبوع، وكما ذكر صندوق النقد الدولي أن بنك اليابان يجب أن يتجنب الخروج المبكر من سياسة التيسير النقدي، مما يبرز أن بنك اليابان من المرجح أن يحافظ على سياسته النقدية التيسيرية.