EN
معرفة متى ليلة النصف من رمضان؟ من أهم ما يبحث عنه المسلمون خاصة وأن تحديد متى تبدأ ليلة النصف من رمضان يعني بداية لنهاية خيرات ونفحات ونورانيات شهر رمضان الفضيل الذي أوشك على الانقضاء، الذي فاض في القلوب قبل الشوارع ، لذا فإن السؤال عن متى ليلة النصف من رمضان يعد من أهم ما يشغل الناس هذه الساعة حيث إننا في منتصف طريق المغفرة، كما أنه من أهم التواريخ التي لا يمكن تفويتها، لأنه بمثابة جرس إنذار يوقظنا من غفلتنا لنلحق بركب الفائزين بمغفرة الله تعالى سواء أكنا من الفائزين برحمته في الثلث الأول منه أم لا ، بما يجعل السؤال عن متى ليلة النصف من رمضان يرتبط بمزيد من الحذر والأمل والرجاءبعدما انهكتنا الحياة ومتاعبها التي صارت ثقيلة .
متى ليلة النصف من رمضان
حددت دار الإفتاء المصرية، متى ليلة النصف من رمضان ، مغرب يوم الثلاثاء الموافق 21 مارس الماضي و29 من شهر شعبان لعام 1444 هجريًا، من خلال استطلاع هلال شهر رمضان المبارك لعام 1444 هجريًا، واتفقت الرؤية مع الحسابات الفلكية بأن رمضان 1444 هجريًا، وكانت أول أيامه يوم الخميس الموافق يوم 23 من مارس الجاري لعام 2023 م، وذلك بعد ثبوت رؤية الهلال بواسطة اللجان الشرعية المنتشرة في أرجاء الجمهورية ووفقاً لما أعلنه الحساب الفلكي.
وبالتالي فإنه بالنسبة متى تبدأ ليلة النصف من رمضان ، بالتحديد فإنها بدأت من مغرب اليوم الأربعاء الرابع عشر من رمضان و5 من إبريل 2023 وهو ليلة النصف من رمضان ، وهذا يحدد متى تبدأ ليلة النصف من رمضان ، بأنه من المقرر أن بدأت ليلة النصف من رمضان مع غروب شمس اليوم وتمتد حتى أذان فجر الغد الخميس .
متى تنتهي ليلة النصف من رمضان
تنتهي ليلة النصف من رمضان مع أذان الفجر ، والذي يحين في القاهرة في تمام الساعة 4:12 صباحًا، فيما يؤذن الفجر بالإسكندرية بعدها بثلاث دقائق أي في تمام الساعة 4:15 ص، وفي المنصورة في تمام 4:10 فجرًا، أما في المحلة فموعد أذان الفجر في تمام الساعة 4:12 صباحًا، وبقنا يؤذن الفجر في الساعة 4:12 صباحًا، أما أسوان ففجرها يكون في تمام الساعة 4:14 صباحًا.
أفضل دعاء ليلة النصف من رمضان
يعد ترديد الاستغفار فيها أفضل دعاء ليلة النصف من رمضان ، حيث إنه ورد في فضل الاستغفار فيليلة النصف من رمضان أو بصيغة أخرى يمكن القول بأن دعاء سيد الاستغفار هو أفضل دعاء ليلة النصف من رمضان منخمسة وثلاثون كلمة يغفر الذنوب إذاما رددها المُسلم وهو موقن بها، فمات من يومه، دخل الجنة، فقالرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « سَيِّدُ الاِسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّى، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِى وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَىَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِى، اغْفِرْ لِى، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ،وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا ، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِىَ ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهْوَ مُوقِنٌ بِهَا ، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ ، فَهْوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » .
فضل شهر رمضان
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه فيما أخرج الإمام أحمد وأصحاب السنن عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
وأوضح «مركز الأزهر» في شرحه للحديث الشريف عن فضل شهر رمضان ، أن الصيام ومغفرة الذنوب ورد في المعنى الإجمالي للحديث، حيث شرع الله سبحانه على المسلمين المكلفين فرضية صيام شهر رمضان فقال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ».
وأضاف: "ورغبة في الحث على الصيام قد أودع الله سبحانه في شهر رمضان عديدًا من المنافع الدينية والدنيوية، ونلاحظ هنا في تعبير الحديث الشريف عن صيام رمضان وقيده بالإيمان، ليشكل صورة أدبية بليغة في كلمة واحدة، للدلالة على أن الصيام لا يقبل من الكافر مطلقًا، ولا يثاب عليه الفاسق، وإن سقط عنه الفرض، ذلك أن الأساس في قبول الأعمال هو الإيمان بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم مع الطاعة المطلقة لهما".
و استشهد بقوله تعالى: «مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ»، وهذا سر تخصيص الخطاب بأهل الإيمان في قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»، ومعنى قوله إيمانًا: أي: مؤمنا بالله ومصدقا بأنه تقرب إليه (واحتسابا)، أي: محتسبا بما فعله عند الله أجرا لم يقصد به غيره.
و "قال القاري: أَيْ طَلَبًا لِلثَّوَابِ مِنْهُ - تَعَالَى - أَوْ إِخْلَاصًا أَيْ بَاعِثُهُ عَلَى الصَّوْمِ مَا ذُكِرَ، لَا الْخَوْفُ مِنَ النَّاسِ، وَلَا الِاسْتِحْيَاءُ مِنْهُمْ، وَلَا قَصْدُ السُّمْعَةِ وَالرِّيَاءِ عَنْهُمْ، وَقِيلَ: مَعْنَى احْتِسَابًا اعْتِدَادُهُ بِالصَّبْرِ عَلَى الْمَأْمُورِيَّةِ مِنَ الصَّوْمِ وَغَيْرِهِ، وَعَنِ النَّهْيِ عَنْهُ مِنَ الْكَذِبِ وَالْغِيبَةِ وَنَحْوِهِ، طَيِّبَةً نَفْسُهُ بِهِ، غَيْرَ كَارِهَةٍ لَهُ، وَلَا مُسْتَثْقِلَةٍ لِصِيَامِهِ، وَلَا مُسْتَطِيلَةٍ لِأَيَّامِهِ. وأسلوب الشرط هنا قد جاء ليثير انتباه القارئ، ويحرك عواطفه ومشاعره، فتستقر معاني الحديث وقيمه الخلقية، في أعماق النفس إيمانًا وتصديقًا وإخلاصًا، ابتغاء مرضاة الله عز وجل".
وأشار إلى أنه مما يستفاد من الحديث: أولا فرضية صيام شهر رمضان على العاقل البالغ المكلف، وثانيًا فضل الإيمان واشتراطه لقبول الأعمال الصالحة، وثالثًا احتساب الأجر عند الله تعالى من علامات القبول، ورابعًا بلاغة الأسلوب النبوي في الحديث الشريف، وخامسًا ظيم فضل الله تعالى الواسع وإنعامه السابغ.
