المسحراتي صورة لا يكتمل شهر رمضان بدونها ،وهو يرتبط إرتباطاً وثيقاً بتقاليدنا الشّعبية الرّمضانيّة ،فقبل الإمساك بساعتين يبدأ المسحراتي جولته الليلية في الأحياء موقظاً أهاليها من خلال ضرب طبلته وصوته الجميل يصدح بأجمل الكلمات مما يضفي سحرا خاصّا على المكان ..
ومن العبارات المشهورة للمسحّرين قولهم :
يا نايم وحّد الدّايم يـا غافي وحّـد الله
يا نايم وحّد مولاك للي خلقك ما بينساك
قوموا إلى سحوركم جاء رمضان يزوركم
ويقوم بتلحين هذه العبارات بواسطة ضربات فنّية يوجّهها إلى طبلته ،وقديماً كان المسحراتي لا يأخذ أجرة ،وكان ينتظر حتى أول أيام العيد فيمر بالمنازل منزلاً منزلاً ومعه طبلته المعهودة ،فيوالي الضّرب على طبلته نهار العيد كعهده بالأمس في ليالي رمضان ،فيهب له النّاس بالمال والهدايا والحلويّات ويبادلونه عبارات التّهنئة بالعيد السّعيد ..
والمسحراتي مهنة رمضانية قديمة قدم التاريخ ،وأول مسحراتي في الإسلام كان سيدنا بلال بن رباح حيث كان يطوف الشوارع والطرقات وينادي بصوته العذب ليوقظ الناس للسحور ومن هنا عُرفت مهنة المسحراتي ..
وفي مكة كان يصعد المسحراتي على المئذنة لينادي على الناس ويحمل قنديل ليراه الناس ويجذب إنتباههم ..
وفي مصر عُرفت هذه المهنة في زمن الوالي عنتبة بن إسحاق سنه ٨٣٢ هجرية ،ثم تطورت فبعد أن كان المسحراتي يمسك عصا وقنديل أصبح يحمل طبلة ليدق عليها فيسمعه القاصي والداني ..
وفي العصر الحديث كان المسحراتي على دراية بسكان المناطق التي يطوف بها فكان يشجع الأطفال على السحور عن طريق النداء عليهم بأسمائهم مما كان يضفي جوا من البهجة في نفوس الأطفال والكبار أيضاً.