قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

سقوط الدولار الأمريكي.. العالم يتحرك لمواجهة هيمنة الأخضر على العملات المحلية

الدول والتخلى عن الدولار
الدول والتخلى عن الدولار

الأزمة الاقتصادية التي خلفتها الحرب الروسية الأوكرانية تسببت في ضغوط كبيرة على العملات المحلية مقابل الدولار وأصبحت العملات المحلية تواجهه صعوبات في منافسة العملة الأكثر تداولا في العالم وهي الدولار الأمريكي.

الدولار

انتكاسة للدولار غير مسبوقة

واتجهت دول عدة شرقا وغربا للتعامل تجاريا فيما بينها بالعملة المحلية حتى تتهرب من الضغوط التي تواجه عملتها مقابل الدولار الأمريكي، وكان من بين أبرز من أعلنوا ذلك الصين وروسيا "اللتان تتصارعان اقتصاديا مع الولايات المتحدة الأمريكية"، إضافة إلى الهند وغيرها من دول العالم.

وكَثُرَ الحديث عن أن حالة الاستفاقة والبحث عن بدائل للدولار سيكون لها تأثيرات سلبية على العملة الأشهر في ميزان التبادل التجاري ما بين الدول وقد تكون سببا في تراجعه مقابل عدد من العملات مثل اليورو والروبل والجنيه أو غيرهما من العملات.

من جانبه قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إنه "يترقب انتكاسة للدولار غير مسبوقة منذ 200 عام".

وأضاف ترامب في كلمة له بمؤتمر عقب مثوله أمام محكمة مانهاتن: "الجريمة الوحيدة التي ارتكبتها هي الدفاع بلا خوف عن أمتنا من أولئك الذين يسعون إلى تدميرها".

ولفت إلى أن الولايات المتحدة "ذاهبة إلى الجحيم"، مشيرًا إلى أنه حتى الأشخاص "الذين ليسوا معجبين به" قالوا إن هذا لا ينبغي أن يحدث.

وقالت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست"، الثلاثاء، إن بكين تستخدم مزاياها التجارية لإعتماد اليوان في التسويات التجارية لإنهاء هيمنة الدولار الأمريكي في النظام النقدي الدولي.

وقالت الصحيفة، إن "الصين والشركاء التجاريين الرئيسيين، يسعون لبناء قوة اليوان لتحدي هيمنة الدولار الأمريكي في النظام النقدي الدولي".

وأضافت أن "الدفع لتسوية اليوان في التجارة والاستثمار، بدلاً من الدولار الأمريكي، هو أحد الطرق العديدة التي تخطط بها بكين لتقليل اعتمادها على الأصول الدولارية ومنع الخنق المالي الذي تفرضه واشنطن على الصين".

ترامب

رفض العالم التعامل بالدولار

وأوضحت أن "الصين تضغط أيضًا من أجل استخدام اليوان في التجارة الثنائية في النفط الخام مع دول الشرق الأوسط، وهو ما يمثل تحديًا محتملاً للبترودولار".

وتهتم بكين أيضًا بتوسيع المعاملات التجارية والمالية بالعملات الوطنية مع دول رابطة دول جنوب شرق آسيا، وقد أبرمت بالفعل اتفاقيات بشأن التسويات بالعملات الوطنية مع بعض الدول الأعضاء في الآسيان ، مثل إندونيسيا وفيتنام وكمبوديا.

وفي وقت سابق، قال نائب وزير التجارة الصيني قوه تينجتينج في منتدى الأعمال البرازيلي الصيني في بكين إن الصين والبرازيل قد أبرمتا اتفاقية بشأن التجارة باليوان وتخططان لتوسيع التعاون في مجال الأغذية والمعادن.

وقررت البرازيل في أواخر مارس الماضي، التعامل باليوان الصيني مع الصين في تبادلها التجاري، والبالغ حوالي 150 مليار دولار سنويا، وهذه ضربة قاضية للنقد الأمريكي، في إطار التحولات العالمية التي تصب في مصلحة التخلي عن الدولار.

وبدأت الهند فعليا في تسديد جزء من وارداتها من النفط الروسي بالدرهم الإماراتي بدل الدولار، رغم أن العملة الإماراتية مرتبطة بالدولار، لكن استقرارها قد يحولها إلى عملة تداول عالمي ضمن سلة من العملات.

وفي خلف هذا المشهد، بدأت مجموعة البريكس بالتوسع، فقد صدقت مصر مؤخرا على اتفاقية بنك التنمية الخاص بالمجموعة والتي تضم روسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا والبرازيل.

كما أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يناير الماضي، أنه سيتم ناقش بين دول المجموعة، إنشاء عملة موحدة بين الدول الأعضاء، خلال القمة المقرر عقدها في جنوب إفريقيا، في أغسطس المقبل، وحال تمت هذه الخطوات سوف تستحوذ العملة الجديدة على ربع اقتصاد العالم والمقدر بـ 23%، متفوقة على الاتحاد الأوروبي الذي يقدر بـ 22%، وهذا من شأنه أن يضغط أكثر على الدولار كعملة تداول واحتياط عالمي، وأن طموح الصين بجعل اليوان عملة التداول الأولى عالميا.

من ناحية أخرى، يبحث تكتل دول رابطة جنوب شرق آسيا، تقليل الاعتماد على الدولار في التبادل التجاري، والاتجاه إلى العملات المحلية، حيث ناقش وزراء مالية المجموعة في مارس الماضي، بإندونيسيا، تقليل الاعتماد على الدولار، واليورو، والين الياباني والجنيه الإسترليني في المعاملات المالية، والانتقال إلى التسويات بالعملات المحلية، وكان قد تم التوصل لاتفاق بشأن التجارة بالعملات المحلية بين إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة والفلبين وتايلاند، وذلك في نوفمبر الماضي.

الدولار

ضربة لإضعاف هيمنة أمريكا

وقال الخبير الاقتصادي أحمد معطي، إن الفترة الحالية بدأت دول كثيرة تتنبه بخصوص الدولار، لأن أي أزمة تضرب العالم تؤثر على الدولار لذلك فكروا في تنويع الاحتياطي أكثر وتقليل الاعتماد على الدولار على قدر المستطاع.

ولفت معطي ـ في تصريحات لـ"صدى البلد": رأينا اتفاقية بين الأرجنتين والبرازيل قيد التنفيذ بشأن التبادل بينهما بالعملة المحلية بدلا من التعامل بالدولار، بجانب الحديث بين روسيا وإيران عن عملة خاصة بهما، وأيضا سعى مصر وروسيا للتعامل بالروبل والجنيه في التبادل التجاري بينهما بعيدا عن الدولار، كما تسعى الصين بكل قوة في هذا الاتجاه تماما لأنها تعتبر مصنع العالم.

وأكد الخبير الاقتصادي، أن العالم تنبه إلى وجود أزمة بسبب الولايات المتحدة الأمريكية وبسبب الدولار، لافتا: "الدول دخلت في الأزمة رغم أنها لا تخصها وظهر ذلك مع الحرب الروسية الأوكرانية".

وأشار إلى أن هناك محاولات تتزعمها دول الصين وروسيا منذ فترة لإسقاط دور الدولار الأمريكي كرائد في التجارة العالمية، ويعود السبب لرغبة الدولتين في إضعاف هيمنة الولايات المتحدة على العالم سياسيًا واقتصاديًا وتكنولوجيًا.

ولفت معطي: سنرى في الفترة القادمة اعتماد الدول على عملات أخرى بدلا من الدولار الأمريكي، ولكن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي وهذا شيء إيجابي، قد يجعلها تقوم بمفوضات وتسهيلات على الدولار للدول التي تعاني من أزمات.

وأوضح أنه لا يوجد خطر على الدولار حاليًا، ذلك لأن العملة الخضراء لا تزال متجذرة في التعاملات بين دول كثيرة في العالم، وتدخل في مفاصل اقتصادية كثيرة، ولكن ما يحدث من تكاتف الدول جانبا الي جانب يشكل قلقًا على الدولار، تحديدًا في حال اتفقت دول مجموعة بريكس لمثل هذه الاتفاقيات الثنائية فيما يخص التجارة البينية.

واختتم الخبير الاقتصادي: أمريكا ليست بسهلة؛ لأنها أقوى اقتصاد في العالم، وبالتالي لن تسمح بسقوط عملتها، معقبا: "سنشهد تراجعات الفترة القادمة في الدولار، وظهر ذلك مع رفع الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي".

أحمد معطي