أهم ما يميز شهر رمضان هو مائدة الرحمن، التي تلم شمل الفقير والغني، عرفت بشكلها الحالي ولكن الكثير يتسأل كيف كان شكلها قديمًا ومن بادر بالبدء بفكرة المائدة وما تاريخها.
أول من أقام مائدة الرحمن في مصر
يقال إن الأمير احمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية هو أول من أقام مائدة الرحمن في مصر في السنة الرابعة لولايته حيث جمع القادة والتجار والأعيان علي مائدة حافلة في أول أيام رمضان وخطب فيهم "أنني لم أجمعكم حول هذه الاسمطة ألا لأعلمكم طريق البر بالناس وأنا أعلم أنكم لستم في حاجة ألي ما أعده لكم من طعام وشراب ولكنني وجدتكم قد أغفلتم ما أحببت أن تفهموه من واجب البر عليكم في رمضان ولذلك فاننى أمركم إن تفتحوا بيوتكم و تمدوا موائدكم وتهيئوها بأحسن ما ترغبونه لأنفسكم فيتذوقها الفقير المحروم" وأخبرهم ابن طولون أن هذه المائدة ستستمر طوال أيام الشهر الكريم.
وهناك من يشير إلى إن الخليفة المعز لدين الله الفاطمي كان أول من وضع تقليدا للمآدب الخيرية في عهد الدولة الفاطمية وهو أول من أقام مائدة في شهر رمضان يفطر عليها أهل جامع عمرو بن العاص وكان يخرج من قصره 1100 قدر من جميع ألوان الطعام لتوزع على الفقراء.
وكان الفاطميون يعدون الموائد تحت اسم دار الفطرة وكانت تقام بطول 175 مترا أربعة أمتار ومن أشهر أصحاب الموائد في تلك الفترة كان الأمير (ابن الضرات) المولود بحي شبرا بالقاهرة حيث كانت له أراض وأسعه تدر عليه مليوني دينار سنويا وكان ينفقها في رمضان حيث يعد موائد بطول 500 متر ويجلس على رأسها وأمامه 30 ملعقة من البلور يأكل بكل ملعقة مرة واحدة ثم يلقى بها ويستخدم غيرها.
مائدة الرحمن في العصر الحديث
وفي العصر الحديث منذ عام 1967 تولي بنك ناصر الاجتماعي الإشراف علي موائد الرحمن بشكلها الحالي من أموال الزكاة وكان اشهرها المائدة التي تقام بجوار الجامع الأزهر والتي يفطر عليها أربعة ألاف صائم طوال أيام شهر رمضان الكريم.