تكتب وديان الشهري عن النساء من خلال كتابها (زمرة أبيلية) الذي نشر عام 2017 عن الدار العربية للعلوم ناشرون رسائل شفافة عن فتيات لا يمكنهن التعبير عن ذواتهن، هناك من يجدها متحاملة في بعض كتاباتها ضد الرجل، وهناك من يراها فقط مدافعة ومعبرة عن بنات جيلها، فيمكن وصفها بأنها أنثى حاولت في كتابها الأول أن تعزف الحروف لكي يصل إحساسها إلى القارئ بما لا تستطيع كثير من بنات جنسها البوح به.
توصف ممارسة المرأة للكتابة بأنها فعل خلاص وهروب من العادات والتقاليد، وبأنها تفجير للمخفي في عوالم حواء، فالمرأة من خلال مختلف أشكال كتاباتها تستدعي المتراكم عبر الزمن لتسجله في كتاباتها، والتي غالبًا ما تحمل سهام النقد للرجل.
ويزخر المجتمع السعودي بعشرات الكاتبات اللواتي أثبتن قدرتهن على الإبداع والتعبير عن عوالم حواء، كما أثبتن قدرة المبدعة السعودية على أن تتميز دون أن تتخلى عن ثوابت مجتمعها، وهذا ما يتجسد في الكاتبة والمذيعة السعودية الشابة وديان الشهري.
من يقرأ وديان الشهري في "زمرة أبيلية" يمكنه أن يكتشف مساحة الجرح والفراق التي تتعرض لها الأنثى العربية على وجه الخصوص، كما يكتشف ماهية "الخسران"، الدال على غياب الرجل عن حياة المرأة؛ فتشعر بخسارتها، وهي هنا لا تتحدث عن تجربة شخصية مرت بها، بل تجارب لكثير من بنات جنسها، سواء ممن التقت بهن في حياتها الخاصة أو من خلال عملها كمذيعة.
وعلى الرغم من أن كثيرين يضعون كتابات وديان الشهري في إطار الكتابة المنتقدة للرجل، فإن المتتبع لها لا يجد تعمقًا في الكتابة عنه كحالة متكاملة، إنما هي اتهامات متباينة في بعض نصوصها، فتارة تتهمه بالجحود، وتارة بالخذلان، وتارة بالأنانية، أما الكتابة عن الرجل كحالة من جميع جوانبها وتقلباتها، فلم تسجل كتاباتها شيئًا كهذا، فقد كانت كل حروفها مسكونة بالدرجة الأولى بالأنثى.
وكما تتواجد وديان الشهري عبر صفحات كتبها، تتواجد أيضًا عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وتكتسب المقاطع التي تنشرها في سناب وتيك توك وغيرها من المنصات اهتمامًا ملحوظًا خاصة من بنات جيلها ليس من داخل المملكة العربية السعودية وحدها، بل ومن خارجها أيضًا.