الصدقة من أحبّ وأفضل الأعمال لله عزّ وجلّ، وإذا أراد الإنسان أن يحقق الله له ما يريد أو ضاق عليه أمر فى حياته فعليه أن يتصدق، إلا أن هناك صدقة لا يدفع فيها الإنسان مال وتعود بالنفع على مفاصل جسد كله، علينا جميعا اغتنامها وهى صلاة الضحى، فعن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى).
صلاة الضّحى من النّوافل التي حث رّسول الله -صلى الله عليه وسلّم- عليها وأوصى بها، ويدل على فضل صلاة الضحى أحاديث نبوية كثيرة، كما أن فوائدها للإنسان عظيمة جدًا، وصلاة الضحى تؤدّى فيما بين ارتفاع الشمس إلى زوالها، ويُقصد بزوال الشمس: أي ميلها عن وسط السماء نحو الغرب.
فضل صلاة الضحى
ركعتي الضحى تعد صدقة عن مفاصل جسم الإنسان، والبالغ عددها 360 مفصلًا، تُؤدَّى بعد طلوع الشمس بمقدار خمس عشرة دقيقة –تقريبًا-، ويمتد وقتها إلى ما قبل الظهر بقليل، وتسمَّى أيضًا صلاة الأوَّابِينَ، أي: كثيري الرجوعِ إلى الله تعالى.
وورد في فضلها أحاديثُ، منها ما أخرجه البخاريُّ عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنه قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِثَلاَثٍ لاَ أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: وعدَّ منها: "... وَصَلاَةِ الضُّحَى".
ويستحب المحافظة عليها يوميًا، لحديث أَبي ذَرٍّ رضي الله عنه أَنَّ رسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّم قالَ: "يُصْبِحُ عَلى كُلِّ سُلامَى مِنْ أَحدِكُمْ صَدَقةٌ: فكُلُّ تَسْبِيحةٍ صدقَةٌ، وكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وكُلُّ تَكْبِيرةٍ صدقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالمعْرُوفِ صَدقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنكَرِ صدقَةٌ. وَيُجْزِيءُ مِنْ ذلكَ ركْعتَانِ يَرْكَعُهُما منَ الضُّحَى".
عدد ركعات صلاة الضحى
صلاة الضحى أقل عدد لها ركعتان فقد روى مسلم (720) من حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى»، وروى البخاري (1981)، ومسلم (721) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاثٍ: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام».
الحكمة من صلاة الضحى
قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الصلاة تنقسم الى فرائض ونوافل، والفرائض هى الـ5 صلوات المكتوبة لقوله صلى الله عليه وسلم ((خمس صلوات كتبهن الله على العباد في اليوم والليلة)) أما النوافل إن فعلها الإنسان أثاب عليهما وإذا لم يفعلهم لم يكن عليه شيء.
وأضاف ممدوح، فى إجابته عن سؤال «ما الحكمة من صلاة الضحى؟»، أن النوافل درجات فهناك من يكون أثوب من الآخر، وصلاة الضحى من النوافل والسنن المؤكدات التى كان يواظب عليها النبي ولن يتركها النبي فى حضر أو سفر مثل الوتر وسنة الصبح وسنة الجمعة.
وأشار إلى أن الحكمة من هذه الصلاة جاءت فى الحديث الشريف، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((يُصْبِحُ عَلى كُلِّ سُلامَى مِنْ أَحدِكُمْ صَدَقةٌ: فكُلُّ تَسْبِيحةٍ صدقَةٌ، وكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وكُلُّ تَكْبِيرةٍ صدقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالمعْرُوفِ صَدقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنكَرِ صدقَةٌ. وَيُجْزِيءُ مِنْ ذلكَ ركْعتَانِ يَرْكَعُهُما منَ الضُّحَى)) والسلامى هى مفاصل الجسد.
وتابع: أن صلاة ركعتى الضحى تدل على شكر النعم المتعددة المختلفة، فمن صلى ركعتى الضحى يكون أثنى شكر يومه وليلته.
معجزات صلاة الضحى
عندما يُقسِم رب العزة بشيء فذلك يدل على فضله وعظمته؛ وقد أقسم الله تعالى بالضحى في سورة الضحى، وهذا يدلّ على أهمية هذا الوقت من النهار، ولصلاة الضحى العديد من الفوائد، وهي :
1- تسد صلاة الضحى الصدقة عن جميع مفاصل الجسم، فالجسم يحتوي على ثلاثمائة وستون مفصلًا وكل مفصل يلزمه صدقة شكرًا لله تعالى على هذه النعم، وصلاة الضحى تسد الصدقة عنها جميعًا.
2- من صلى اثنتي عشر ركعة من صلاة الضحى فإن الله تعالى يبني له بيتًا في الجنة، جاء حديث عن الترمذي أن النبي - صلى الله عليه وسلَّم- قال: «من صلى الضحى اثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصرًا في الجنة»، قال ابن حجر- رحمه الله –في كتابه الفتح: "وهذا الحديث له شواهد يتقوى بها".
3 - نيل أجر الصّدقة؛ فقد رُوي عن النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه قال: «يُصبح على كلّ سُلامى من أحدكم صدقة؛ فكلّ تسبيحة صدقة، وكلّ تحميدة صدقة، وكلّ تهليلة صدقة، وكلّ تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المُنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضّحى».
4 -كِفاية الله تعالى للمُحافظين على صَلاةِ الضُّحى: عن أبي الدّرداء وأبي ذر، عن رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- فيما رواه عن الله -عز وجل- أنّه قال: «ابن آدم، اركع لي من أول النّهار أربع ركعات أكفِك آخره».
5 - وَصفُ المُحافظين على صلاةِ الضُّحى بالأوّابين: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-: «لا يُحافظ على صلاة الضحى إلا أوّاب. قال: وهي صلاة الأوابين».