واقعة انسانية في محافظة سوهاج.. اشتهر بين زملائه بحبه الشديد لعمله ولمهنة التدريس، وإدارته الحكيمة، وإخلاصه لعمله، وبذل الكثير من الجهد في سبيل إخراج جيل فاهم وواعي علمياً وعملياً متسلاحاً بكل أدوات العصر الحديث، وأحبه الطلاب والمدرسون، ليتعرض لأزمة قلبية مفاجئة أثناء طابور الصباح، وقع على آثرها مغشياً عليه وسط طلابه والمدرسين والعاملين بالمدرسة، اللذين اصيبوا بالفزع والخوف الشديد عليه، أنه المعلم والمربي المخلص، عوني محمود، مدير مدرسة علي بن ابي طالب الابتدائية بقرية نيدة بمركز أخميم، شهيد العلم والعمل بـ محافظة سوهاج.

صدى البلد ألتقى زوجة الشهيد بإذن الله تعالى عوني محمود، مدير مدرسة علي بن ابي طالب الابتدائية بقرية نيدة، والتي بدأت حديثها والدموع ينهمر من عينيها والحزن يكسو قلبها قائلة "كان يحب الناس كلها وكان محبوب من الناس كلها.. الطفل ميعرفش يكذب كل طلابه دموعهم منشفتش عشانه.. عاش لله ومات صائم وكمان كان في شغله يعني شهيد.. جوزي ميتزعلش عليه جوزي نتمنى نعيش عيشته ونموت موته".

وأوضحت أنه كان خيّرًا يدعو للخير والمُصالحات ويقصر الشر بين العائلات ولا يظلم أحدًا لمواساة ونصرة آخر، مُشيرة إلى شدة حب أهالي قريتهم له لما كان يفعله مع ابناءهم من طلاب المدرسة، وما كان يُقدمه لهم من محبة ومودة ونصائح وفية مُخلصة بها الصالح العام.

زوجة مدير المدرسة لـ صدى البلد:" كان زوج مثالي وحنين"

واستكملت حديثها قائلة:" كان طيب الحديث مع أهل بيته كان خلوق عمره ما رفع ايده عليا ولا على حد في ولاده عمره ما ضرب تلميذ في المدرسة.. كان راجل زي ما قال الكتاب صعب نلاقي زيه في زمننا ده.. الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته ويصبرنا على فراقك يا عوني يصبرنا على فراقك يا سند الكل".

وقال محمد عبدالوارث حسن، نجل عم المتوفي، إن عوني محمود، كان رجلًا منذ نعومة أظافره، يُصلي فرض الله في مواعيده بالمسجد وكان يُعلم تلاميذ محاسن الأخلاق ولم يكتفي بدوره العلمي فقط بل كان ابًا لهم وشيخًا يرجعون إليه في أمور دينهم ودُنياهم.

وأشار "عبد الوارث" إلى أن مدير مدرسة علي بن ابي طالب الابتدائية بقرية نيدة بمركز أخميم شرق محافظة سوهاج، كان بصحة جيدة وسليم ولا يُعاني من أية أمراض مُزمنة وأن الوفاة كانت طبيعية 100%، موضحًا أنه فارق الحياة صائمًا وسط تلاميذه في طابور الصباح.

تفاصيل الواقعة والبلاغ

وتعود أحداث الواقعة عندما لفظ مدير مدرسة علي بن ابي طالب الابتدائية بقرية نيدة بمركز أخميم شرق محافظة سوهاج، أنفاسه الأخيرة وسط طلاب المدرسة أثناء طابور الصباح، وهو صائمًا يوم الثامن من شهر رمضان المُبارك، وشُيعت جنازته أول أمس وسط عدد كبير من أهالي قريته الكِرام.

وتلقى اللواء محمد عبدالمنعم شرباش، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور مركز شرطة أخميم، يفيد بورود إشارة من غرفة عمليات النجدة مفادها ورود بلاغًا عبر خط النجدة مفاده وفاة مدير مدرسة علي بن ابي طالب الابتدائية، دائرة المركز، وسط طابور الصباح.

وبالإنتقال والفحص وبسؤال المُعلمين والتلاميذ في المدرسة، تبين سقوط مدير المدرسة المدعو "عوني محمود- 55 عامًا- مدير مدرسة علي بن ابي طالب الابتدائية- ويُقيم بقرية نيدة دائرة المركز"، مغشيًا عليه أثناء طابور الصباح، وعلى الفور تم نقله إلى المستشفى المركزي، وتبين وفاته؛ نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية.

وعلى الفور تم إيداع الجثة بمشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة، وعقب إصدار تقرير الطب الشرعي ونفي الشبهة الجنائية، صرحت النيابة العامة بدفن جثمان مدير المدرسة.

حُرر المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات، والتي صرحت بدفن الجثة وتسليمها إلى ذويها، وتم تشييع الجثمان إلى مثواه الأخير وسط جنازة مهيبة حضر فيها العديد من قيادات المحافظة.