الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نجاة عبد الرحمن تكتب: شكرا السودان

نجاة عبد الرحمن
نجاة عبد الرحمن

فى الوقت الذى أنكر  فيه بعض الأشقاء العرب دور مصر وفضلها فى رعايتهم ومساندتهم وتقديمهم ورفعهم لعنان السماء، ومنحتهم الشهرة والنجومية والثروة الطائلة، أطلق مجموعة من الجالية السودانية المقيمة داخل الأراضي المصرية مبادرة شكرًا مصر، التى استغرقت مدة التحضير لاحتفاليتها نحو ستة أشهر، تأتى تلك الاحتفالية من نابع الاعتزاز والتقدير  للشعب والحكومة المصرية  على الجهود التى قدمت للجالية السودانية داخل مصر، ومعاملتهم معاملة المواطنين المصريين دون تمييز عكس دول اخرى تستقبل اللاجئين بخيام على حدودها ويعاملون معاملة المتسول.

 

أقيمت  الاحتفالية منذ أيّام على مسرح الجمهورية بحضور حشود غفيرة من الجانبين السودانى والمصرى على حد سواء وكان على رأس الحضور من الجانب السودانى السفير الصادق عمر القائم بالأعمال والمندوب الدائم للسودان لدى  جامعه الدول العربية, وطاقم البعثة الدبلوماسية بالسفارة ممثل فى القنصل العام الوزير المفوض محمد أحمد خليل والمستشار الفنى الوليد بيومى، المستشار محمد فتح الرحمن؛ والمستشار محمد حافظ والمستشار الثقافى دكتور مرتضى عثمان، مدير الجوازات عقيد شرطة عادل يونس نائب العقيد علاء الدين نائب الملحق العسكرى, ورموز الجالية السودانية من رؤساء  الكيانات والجمعيات السودانية بمصر، كما مثل اتحاد منظمات المجتمع المدنى السودانى بمصر برئاسة عيسى حسابا والأمين العام  سويداء زين العابدين وجميع أعضاء المكتب التنفيذى ليؤكدوا بالمشاركة والحضور على احترامهم وتقديرهم واعتزازهم للشعب المصري والحكومة المصرية.
 
 وتركزت  كلمات الحضور على متانه العلاقات السودانية المصرية وعلى وحدة الصف بين البلدين، وأكد رئيس المبادرة محجوب الميرغنى على شكره لمصر قياده وشعبا  لإحتضانها لقرابة ال4 ملايين سودانى بين جنباتها يتمتعون بكامل الحرية كما يتمتع بها المصريون وعلى لسان جميع أبناء السودان قيادة وشعبا نقولها وبصوت عالى شكرا مصر.

 
فمصر منذ فجر التاريخ تفتح ذراعيها لكل وافد بكل الحب والتقدير والاحترام تعاملهم كأنهم مواطنين أصليين من أهل البلد.


تمثل الجالية السودانية النسبة الأعلى من اللاجئين داخل الأراضى المصرية، حيث يبلغ عددهم 4 ملايين لاجىء سوداني يقيم بها، مما يعكس حالة الاستقرار والأمان التى شعروا بها داخل وطنهم الثانى مصر.

 

وأتت فكرة المبادرة التي أطلقها مجموعة من السودانيين المقيمين في مصر برئاسة مولانا عبدالله المحجوب الميرغني للتعبير عن  حال كل من وطأت رجله أرض الكنانة طالبا أو باحثا عن العلاج أو طالبي لجوء أو تجار أو رجال أعمال أو غيرهم.


حيث بعث منذ ستة أشهر رئيس اللجنة العليا لمبادرة شكرا مصر مولانا عبد الله المحجوب الميرغني برسالة هامة  لكافة الجالية السودانية بجمهورية مصر العربية، للمشاركة فى مهرجان شكرًا مصر للتأكيد على الأواصل التاريخية بين الشعبين المصري والسوداني والتى لاقت قبولا وترحابا من الأخوة والأشقاء السودانيين دون تردد  
 

وكان هناك حرص شديد بين السودانيين على التكاتف بينهم  لإطلاق وإنجاح تلك الاحتفالية المبهرة لأنها رسالة كبيرة لها عدة أهداف في الداخل والخارج، مفادها أنهم السودانيون عندما يتحدوا مع المصريين يكونوا  على قلب ورجل واحد ويقهروا  المستحيل وكذلك التعبير عن مشاعر كل الإخوة السودانيين نحو كرم الضيافة المصرية وحسن معاملتهم .


وعلى الجانب الآخر تؤكد مصر دائمًا عبر العصور  على علاقات الأخوة والتضامن مع السودان، وأنها علاقات استراتيجية بالغة الأهمية للبلدين على كافة المستويات، ونظًرا لوقوع السودان ضمن الدائرتين العربية والإفريقية للسياسة الخارجية المصرية، أولت مصر عقب ثورة 30 يونيو 2013 أهمية بالغة لعلاقتها مع الخرطوم.

 

وحظي السودان بأولوية على أجندة الرئيس عبد الفتاح السيسي الخارجية، ترجمت إلى كونه كان الوجهة الأولى لزيارته الخارجية عقب انتخابه رئيسا للجمهورية، ومن مظاهر الاهتمام المصري بالبلد الشقيق: الزيارات الرئاسية المتبادلة على فترات متقاربة، إذ أن أول زيارة للرئيس عبد الفتاح السيسي، عقب انتخابه رئيسًا للجمهورية عام 2014، كانت إلى السودان ضمن جولة شملت ثلاث دول، وأيضًا بعد إعادة انتخابه لولاية ثانية عام 2018، توجه إلى السودان في أول زيارة خارجية يقوم بها.

 

دشنت القاهرة مرحلة جديدة من علاقتها مع الخرطوم عنوانها «العلاقات الاستراتيجية الأخوية» عكستها حجم الزيارات المتبادلة بين الجانبين على المستويات الرسمية والحكومية والشعبية، والتنسيق في كافة المجالات والدفع نحو سرعة تنفيذ المشروعات التنموية المشتركة، والدعم لخيارات الشعب السوداني في صياغة مستقبل بلدهم، و مواصلة التعاون والتنسيق مع السودان في كافة الملفات محل الاهتمام المتبادل، والدفع نحو سرعة تنفيذ المشروعات التنموية المشتركة، كالربط الكهربائي وخط السكك الحديدية، من أجل شعبي البلدين.


فضلًا عن تركيزها على قيام مشروعات كبرى في مجالات الربط الكهربائي والحديدي وعبر وسائط النقل الأخرى إلى جانب الأمن الغذائي والبنية الأساسية والصناعة والتجارة والاستثمار ومجالات الثقافة والتعليم وغيرها.