البخل الشديد من الزوج ، رغم أنه يكون ميسور الحال .. دائماً ما يؤدى إلى إنهيار كيان الأسرة وتفكيكها ، وبالتالي تربية الأولاد في ظروف مشتتة بين الأبوين .
كانت هذه هي بداية قصة سيدة خمسينية تدعى "س . د . ر 50 سنة" التي روتها لـ "صدى البلد" المحامية بالاستئناف العالى ومجلس الدولة بأسوان فاطمة حسن خلال عرضها الكواليس الكاملة، حيث قالت صاحبة الدعوى في سرد حكايتها بأنها تزوجت عندما تقدم لها رجل من بلدة أخرى ، وفرحت العائلتين بهذا الزواج الذى أثمر عن إنجاب بنت وولد .
محكمة الأسرة
وتشير المحامية بالاستئناف العالى ومجلس الدولة بأن السيدة الخمسينية قالت : بأن زوجها لا ينفق عليها ، ولا على أولاده ، وهو ما أضطرها إلى الخروج للعمل في أي مجال ، لتوفير مصدر رزق يساعدها ويعينها على الصرف منه على أولادها ، وتقوم برعاية أطفالها ، لأنها فى ظل الظروف الأسرية والمعيشية الصعبة تعتبر في أمس الحاجة للنفقة عليهم ، وخاصة أن مسئولية الأطفال كبيرة جداً .
وأضافت السيدة المغلوب على أمرها بأنه رغم كل هذه الجهود التي تقوم بها ، وتذوق الأمرين لتوفير مبالغ مالية تساعدها للصرف على أولادها ، فإن زوجها لا يشغل له بال ، ولا يبالى في السلبية المطلقة في عدم الصرف على أولاده ، ومع هذه السلبية المفرطة فقد أضطرت للإنفاق على زوجها أيضاً ، مع تحملها أعباء الإنفاق على أولادها .
وفى المقابل وجدت طاقة نور ، وباقة أمل مضيئة وهى خارجية ، وبعيدة عن سلبية زوجها ، والتي تجسدت في أن بعض الأشخاص كانوا يقومون بمد يد العون والمساعدة لها .
وتابعت بأنها وصلت لدرجة كبيرة من التعب والإرهاق لتدبير أمور أطفالها وزوجها من أموال بعملها الخارجي مما أدى بها إلى أن طفح بها الكيل لدرجة كبيرة .
وكانت المفاجأة في الواقعة كما رودتها هذه السيدة المغلوب على أمرها بأن زوجها تاجر ، ولدية محلات ، وحالته ميسرة أي أنه ميسور الحال ، ولكنه بخيل بإجحاف كبير لا يوصف .
ووسط كل هذه الأجواء المعيشية الصعبة أضطرت السيدة الخمسينية إلى أن تطلب نفقة مالية من هذا " الزوج البخيل " عن طريق المحكمة ، وكانت هناك مفاجأة أيضاً بأن قام هذا الزوج بمطاردتها في داخل محكمة الأسرة .
كواليس وحكايات
وقامت على الفور بتقديم طلب الطلاق عن طريق المحكمة أيضاً ، وكانت مفاجأة ثالثة بأن " الزوج البخيل " بدأ في مساومتها على التنازل عن تجمد النفقة مقابل حصولها على الطلاق .
وفي ظل كل هذه الضغوط النفسية الصعبة ، والحياة الأسرية والمعيشية الصعبة جداً ، فما كان أمامها من سبيل سوى أنها رضخت ووافقت ، ولكن كان شرط الزوج البخيل في مفاجأة رابعة بأن تدفع هي أجرة المأذون ، فما كان بها إلا أن تسلم بالطلبات حتي تحصل علي ورقه نجاتها من هذه الحياة الزوجية الصعبة وهى " ورقة الطلاق " .