الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليلة القدر.. معناها وأجرها ومتى موعدها؟ علي جمعة يوضح

ليلة القدر
ليلة القدر

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، إن الله تعالى شهر رمضان اختص بـ ليلة القدر، لافتا إلى أن ليلة القدر مركب إضافي، يتوقف فهم معناه على فهم جزءيه.

خير ليلة في العام

وبين علي جمعة، من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “الجزء الأول من هذا المركب لفظ ليلة وهي في اللغة: من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، ويقابلها النهار، وثانيهما: القدر، ومن معاني القدر في اللغة: الشرف والوقار، ومن معانيه: الحكم والقضاء والتضييق”.

وأوضح: “اختلف الفقهاء في المراد من القدر الذي أضيفت إليه الليلة فقيل: المراد به التعظيم والتشريف، والمعنى: أنها ليلة ذات قدر وشرف لنزول القرآن فيها، ولما يقع فيها من تنزل الملائكة، أو لما ينزل فيها من البركة والرحمة والمغفرة، أو أن الذي يحييها يصير ذا قدر وشرف”.

وتابع: “وقيل: معنى القدر هنا التضييق، ومعنى التضييق فيها إخفاؤها عن العلم بتعيينها، أو لأن الأرض تضيق فيها عن الملائكة، وقيل: القدر هنا بمعنى القدَر - بفتح الدال - وهو مؤاخي القضاء: أي بمعنى الحكم والفصل والقضاء”.

وأضاف: “وقال ابن قدامة: ليلة القدر هي ليلة شريفة مباركة معظمة مفضلة. ثم قال: وقيل: إنما سميت ليلة القدر لأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة من خير ومصيبة , ورزق وبركة. [المغني لابن قدامة]، وليلة القدر خير ليلة في العام، فهي خير من ألف شهر وهي ليلة مباركة، قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ في لَيْلَةِ القَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القَدْرِ * لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ} [القدر:1: 5]. وقال سبحانه: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ في لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان:3، 4]”.

واستطرد: “قال النبي ﷺ : «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» [رواه البخاري ومسلم]. وقال النبي ﷺ: «تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان» [رواه البخاري]”.

وأكد علي جمعة: “فليلة القدر أفضل الليالي، والعمل الصالح فيها خير من العمل الصالح في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، وأنها الليلة المباركة التي يفرق فيها كل أمر حكيم، وتنزل فيها الملائكة، وفي معنى نزول الملائكة فيها قال القرطبي: «أي تهبط من كل سماء ومن سدرة المنتهى فينزلون إلى الأرض ويؤمنون على دعاء الناس إلى وقت طلوع الفجر، وتنزل الملائكة والروح في ليلة القدر بالرحمة بأمر الله تعالى وبكل أمر قدره الله وقضاه في تلك السنة إلى قابل» [تفسير القرطبي]”.