وصل اليوم إلى مصر، وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، في زيارة للقاهرة هي الأولى منذ سنوات، بهدف إجراء مباحثات حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والتي تأتي بعد زيارة أجراها السفير سامح شكري وزير الخارجية إلى دمشق قبل عدة أسابيع لدعمها في مواجهة تداعيات زلزال 6 فبراير المدمر.
وبحسب مصادر مطلعة بمطار القاهرة، وصل فيصل المقداد وزير الخارجية وشؤون المغتربين السوري على متن إحدى الرحلات القادمة من العاصمة السورية دمشق، وتم انهاء اجراءات وصوله باستراحة كبار الزوار بالمطار وكان في استقباله مراسم الخارجية.
ويعقد وزير الخارجية سامح شكري اليوم السبت لقاءً ثنائيا مغلقا مع نظيره السوري الدكتور فيصل المقداد.
ماذا يناقش شكري والمقداد؟
في هذا الصدد، قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة وزير الخارجية السوري إلى مصر، تعتبر ردا للزيارة التي أجرها وزير الخارجية سامح شكري إلى سوريا الشهر الماضي، موضحا أن زيارة شكري وقتها تم الإعلان عن أنها زيارة لأغراض إنسانية، ولكن تم النقاش أيضا في العلاقات الثنائية بين مصر وسوريا، والظروف التي تمر بها، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها سوريا، وعمليات إعادة الإعمار، وإمكانية مساهمة مصر في ذلك، وبالتالي تأتي زيارة وزير الخارجية السوري إلى مصر لاستكمال الموضوعات التي تم النقاش فيها.
وأضاف حسن، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أنه الوزير السوري فيصل المقداد سوف يناقش مع وزير الخارجية سامح شكري، ملفات مثل العلاقات الثنائية والتبادل التجاري، بين البلدين، على ضوء الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم، بسبب جائحة كورونا الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وأيضا مناقشة مدى امكانية عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية على ضوء التطورات الاخيرة، وهي الزيارات التي أجرها الرئيس السوري بشار الأسد إلى الامارات وعمان، وإعادة فتح القنصلية السعودية في دمشق، وأيضا فتح سفارة سوريا في تونس وعمان وعدد من الدول العربية.
زيارة الأسد وعودة سوريا للجامعة العربية
ولفت إلى أن هناك تصريحات بشأن ترتيب زيارة للرئيس السوري بشار الأسد إلى القاهرة، وفي هذا فإن كل الاحتمالات ورادة والأبواب مفتوحة لأي احتمال، مشيرا إلى أيضا مناقشة الأزمة السورية والتقارب السوري التركي، ولكن سوريا اشترطت مؤخرا في مباحثات الرئيس الأسد في موسكو، ضرورة وضع جدول زمني لانسحاب القوات التركية من شمال سوريا، حتى يكون هناك مصداقية بالمفاوضات.
واختتم مساعد وزير الخارجية الأسبق: أنه سيتم التطرق أيضا إلى القضايا الأخرى مثل القضايا الفلسطينية، وشرق المتوسط، لأن سوريا تحفظت على الاتفاقية الدولية الخاصة بقانون أعالى البحار، ولم تحدد بعد حدودها البحرية مع لبنان ولا تركيا ولا قبرص واليونان، وأيضا التشاور مع مصر بقضايا عدة سوف تبحث في اجتماع القمة العربية القادم المقرر عقده في الرياض في 14 مايو القادم.
لقاء شكري والمقداد في نيويورك
وكانت وزارة الخارجية أعلنت أمس الجمعة، عن زيارة وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، وعقده جلسة مباحثات اليوم مع وزير الخارجية سامح شكري، بمقر الوزارة.
وجمع الوزيرين لقاء في نيويرك سبتمبر 2021، وهو اللقاء الأول بينهما منذ 10 سنوات، بينما الزيارة فهي الأولى على مستوى وزير الخارجية السوري إلى مصر منذ تجميد الجامعة العربية في نوفمبر 2011 عضوية سوريا، كما تأتي الزيارة بعد نحو شهر من زيارة قام بها وزير خارجية مصر في 27 فبراير الماضي لسوريا وتركيا تضامنا معهما على خلفية الزلزال المدمر الذي ضربهما في السادس من الشهر ذاته، وذلك لأول مرة منذ 2011.
وقال شكري خلال زيارته دمشق، بأن العلاقات التي تربط الشعبين المصري والسوري راسخة وقوية، وأن القاهرة ودمشق تعملان على مواجهة التحديات التي تواجه الشعب السوري، وتجاوز الآثار المترتبة عن الزلزال المدمر.