كذبة أبريل موسم المزاح في الأول من أبريل
دار الإفتاء: كذبة أبريل حرام شرعا ولو على سبيل المزاح
المستشار العلمي السابق للمفتي: هذه الحالات يجوز فيها الكذب
على جمعة: كذبة أبريل من الكبائر ونهانا النبي عنها
يعتبر اليوم الأول من شهر أبريل، مناسبة تقليدية في عدد من الدول، حيث يشتهر هذا اليوم بكثرة الأنباء السارة والغريبة وغير المتوقعة، ليكتشف الآخرون أنها خداع أو ما تعرف بـ "كذبة أبريل".
ويوم كذبة أبريل لا يُعد يومًا وطنيًا أو مُعترفا به قانونيًا كاحتفال رسمي، لكنه يوم اعتاد الناس فيه على الاحتفال وإطلاق النكات وخداع بعضهم البعض.
واعتاد الناس جميعا من جميع الدول، الكذب على بعضهم، بطريقة المزاح، حتى أصبح احتفال يحتفل به البعض، ويشعرون بالفخر لممارسته، وعرفت كذبة أبريل من ظهورها بأنها نكات وخدع بعضها ساخر والأخر محرج يتم إطلاقها بهدف التسلية والمرح وفى بعض الأحيان تصل لأخبار مهمة كاذبة تتداولها وسائل الإعلام.
المسلم لا يكون كذابًا حتى ولو على سبيل المزاح، فالكذب متفق على حرمته، ولا يرتاب أحدٌ في قُبحه، هكذا أفتت دار الإفتاء المصرية.
وقالت الدار، إن الأدلة الشرعية على ذلك كثيرة؛ منها ما أخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما" واللفظ لمسلم، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: قال «مِن علاماتِ المُنافِق ثلاثةٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وَعَدَ أَخلَفَ، وإذا اؤتُمِنَ خانَ».
فيما قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، إن الكذب حرام، لكن هناك استثناءات يجوز فيها الكذب، منها أن تصلح بين اثنين متخاصمين، والآخر الذي أسره العدو لابد من الكذب عليهم حتى لا يفصح بأي معلومات عن أمن وطنه، الكذب بين الزوج والزوجة من أجل عمار البيوت.
واستشهد مستشار المفتي خلال لقائه على فضائية "الناس"، بحديث عن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرًا أو يقول خيرًا وفي رواية: ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث: تعني الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها ، والمراد بالحديث بين الزوجين هو عن الحب الذي يساعد على دوام العشرة.
وتابع: "هذا المقصود وما يقوله العلماء بناء على هذه الحالات الثلاث فقط، ولا يوجد في الشرع ما يسمى الكذب الأبيض".
من جهته، قال الدكتور علي جمعة، مُفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن الكذب من الأمور التي نهى عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهيًا تامًا، مشيرًا إلى أن كذبة أبريل بدعة منكرة، والأفضل أن تحتفل في أول إبريل بيوم اليتيم وليس بيوم الكذب.
وشدد «جمعة» على أن كذبة أبريل من الكبائر، كما أنها من الأمور التي نهي عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهيًا تامًا، سواء أكان كذبًا مفردًا، أو كذبا كمنهج، لأن هناك من المناهج ما هو كاذب، وما هو يعتمد عليه الكذب في ذاته، مستشهدًا بما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يزال الرجل يصدق ويتحري الصدق حتى يكتب صديقا، ولا يزال الرجل يكذب ويتحري الكذب، حتى يكتب كذابا»، ويقال: الصدق منجاة ولو اعتقد فيه هلاكك، والكذب مهلكة ولو اعتقدت أن فيه نجاتك.