الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في رمضان.. خطيب المسجد الحرام: عيشوا مع القرآن واعمروا به المساكن والدور

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال  الشيخ الدكتور ياسر بن راشد الدوسري، إمام وخطيب المسجد الحرام،  إن مما يدلُّ على عِظَم المناسبة بين رمضان والقرآن، أنْ جعل الله رمضان موْسمًا لمدراسةِ كلامِه بين سيِّد البشر وسيِّد الملائكة عليهما السلام.

المناسبة بين رمضان والقرآن

وأوضح " الدوسري" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن سلف هذه الأمة عرَفَوا عظَمة هذه المناسبة وأدركوها أيّما إدراك، فكانوا إذا دخل رمضان يعكفون وينكبُّون على القرآن، يتدارسُونه ويتلُونه آناء الليل وأطراف النهار، خاشِعة قلُوبهم، مُقشعِرَّة جلُودهم، يزدادون إيمانًا مع إيمانِهم.

وأضاف أنه كان لهم مُجاهدات في كثرَة الختمات، روَاها الأئِمَّة الثِّقَات الأَثْبات رحمهم الله، داعياً المسلمين إلى العيش مع القُرآن كما عاشُوا في رمضان، وفي سائر الأزمان، والإجتهاد في ذلك كلٌّ قدْر الطاقة، فاعمروا به المساكِن والدُّور.

وتابع: واملؤُوا به القلوب والصُّدور، وعلِّموه أبناءكم وأهليكم لِتُضيء حياتكم وحياتهم بالنور، وتظْفَرُوا بالتوفيق والهدى والحبور، والنجاح والفلاح يوم البعثِ والنُّشور، منوهًا بأن هذا القرآن لا يخفى أمرُه على من يُريد الهدى، ويلتمِس طريق النجاةِ بالتُّقى.

أنفع للقلب 

واستطرد: إذْ لا هدى إلا منه، ولا نجاة إلا بالتعلُّق به، وإنه لواضح المنهجِ لا غُمُوض فيه ولا إِبهام، حيثُ يشتمل على البيانِ الكامل والتوضيح الشامل لمعالم الشريعة التي يحتاجها الناس في دُنياهم وأُخراهم، في سِلسِلة من التوجيهات الربانية العمِيقة، ومنظُومة من الأحكام الجامعِة الدقِيقة، ويتضمّن صادق الأخبار والغيبيَّات، وبليغ الأمثال والعِظات، وأحسن القَصَص والمثُلات.

ونبه إلى أنه لا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبُّر والتفكُّر، فمن أراد زيادة الإيمان والِانْتِفَاع بِالقرآن: فليجْمع قَلْبه عِنْد تِلَاوَته، ولْيُلْقِ سَمعه، وليحضُر حُضُور من يخاطبه بِهِ من تكلّم بِهِ سبحانه، فإذا حصل المؤثِّر وهو القرآن، والمحل القابل وهو القلب الحي.

يجتمع على العبد جهادان

وأفاد بأنه وُجِد الشرط وهو الإصغاء، وانتفى المانع وهو اشتغال القلب وذُهوله عن معنى الخطاب وانصرافه عنه إلى غيره، حصل الأثر وهو الانتفاع والتذكّر، منوهًا بأن من تدبَّر كلام الله: عَرَفَ الربَّ، وعَرَفَ عظيمَ سلطانِهِ وقدْرتِه، وعَرَفَ عظيمَ تفضُّلِه على المؤمنين.

وواصل : وعَرَفَ ما عليه من فَرْضِ عبادتِه، فأَلْزمَ نفسَهُ بما ألْزمه مولاه، وحَذِرَ مما حذَّرَهُ منه، ورَغِبَ فيما رَغَّبَهُ فيه، مشيرًا إلى أن رمضان يجتمع الصيام والقرآن، فيجتمع على العبد جِهادان: جهاد بالنهار على الصيام، وجهاد بالليل على القيام، فيفُوز المؤمن يوم القيامة بشفاعتين: شفاعة القرآن له على قيامه، وشفاعة الصيام له على صيامه.

واستشهد بما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: (فَيُشَفَّعَانِ).