الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد الحرام يوصي بهذه الأعمال بشهر رمضان للمنافسة في دخول الجنة

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال  الشيخ الدكتور ياسر بن راشد الدوسري، إمام وخطيب المسجد الحرام،  إنه قد شارَف الثُّلُث الأول مِن شهرِكم على انقضائِه، والحصيفُ العاقِل مَن شدَّ العزْم في إدراكِه.

ماذا تفعل في رمضان

وأوضح " الدوسري" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه قد بقِيَ الثُّلُثَان ، لِـمَن أرادَ المنافسَةَ في الجِنان، والترقيَ في مدارِج الرّضوان ، والفوزَ بمغفرةِ الرَّحمن، والعِتقَ من النِّيران، فاغتنِمُوا ما تبقَّى من شهرِكم بأفعالِ الخير.

وأضاف:  وأفرِدُوها عن الخطَايا لتكُون وحدها لا غيْر، وبادِرُوا بالأعمالِ الصالحةِ وتسابقُوا في السَّيْر، فيا لهناءِ من استغلَّ أيامه ولياليَه بالأعمالِ الصالحة، فجَدَّ وشَد، وبالصيام والقيام جسَده اشتَد، وبالصَّدَقات يده تمتَد، فنالَ الخيْر والسَّعْد.

وتابع:  ويالسعادةِ من عرَفَ فضْل زمانِه، ومحَا بدُمُوعه وخُضُوعه صحائِف عِصيانِه، وعظم خوفه ورجاؤه، فأقبل طائعًا تائبًا يرجُو عِتْق رقبَته وفكّ رِهانِه، مشيرًا إلى أن أيامٌ شهر رمضان يجبُ أن تُصَان؛ لأنها كالتَّاجِ على رأسِ الزَّمان.

محَا صحائِف عِصيانِه

وأفاد بأنه في كلّ عامٍ يحطَّ رِحاله كضيف كريم، ويلقي بظلاله الموسم العظيم، وهو رمضان بخيره العميم، مِنةً وفضلًا من الرحمن الرحيم، وكم تشرئِبّ الأعناق في كلِّ سنةٍ لإهلالِه، وتتُوقُ النفوس لأفضالِه، وتشتاقُ أفئدة الصالحين لنفَحَاتِه، فينصبون أبدانهم لله ابتغاءَ مرضاتِه.

وأشار إلى أن رمضان شهر القرآن، وشهر الإحسان، وشهر الرّضوان، تُفَتَّح فيه أبواب الجِنان، وتُغلَّق أبواب النِّيران، ويُصفَّد فيه كل شيْطان، إنه شهر الرحمة والغفران، لما ورد عن أَبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» متفقٌ عَلَيْهِ.

الحدثُ العظيم

وبين أنه من أعظم خصائص رمضان من بين سائِر الشهور، وأجْلَى شاماته على جبينِ الزَّمان على مَرِّ الدهور: هو ذلك الحدثُ العظيم، الذي به شرَّف الله هذا الشهر الكريم، ألا وهو نزول الذكر الحكيم: (شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ),

ولفت إلى أنه قد جاء البيان القرآني بأنه أُنزِل ليلًا، فقال تعالى: (إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةٖ مُّبَٰرَكَةٍۚ) ، ثم زاد الله البيانَ فعيّن تلك الليلة فقال: (إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ )، فكان هذا التنزيل غايةً في البيان، وبراعةً في التِّبيان، ثم أبْهم الله عيْن تلك الليلة ليجتهد أهل الحِجَا والأفهام، في تحصيلِ فضلها بتوفيقٍ من ذي الفضلِ والإنعام .

واستطرد: هيْبة وجلال، مِنَّة عظيمة وجمال، حبْل من السماء قد مُد، ونور عمَّ الأرض ليهدي الناس وعن الضلال يصُدّ، إنها آية من آيات الربوبية، وهداية وبيِّنات للبشرية، تشرَّف بها شهركم الكريم ليكون ظرفًا لنزولها، ومحطًّا لاستقبالها، مناسبة عظيم أمرها، عزيز قدْرها، أرشَدَنا الله إليها لنعيَ ونفْهم، ونتعرَّض لآثارها ونغْنم، فتفكَّروا يا عباد الله في دلائلها، وأيقظُوا القلوب لفهْمِ مقاصدها؛ لأن القلوب إذا وَعَت الحِكَم والغايات أحسَنَت وسارَعَت وسابَقَت، ومتى ما غابَت عنها قصَّرت وتقاعسَت وتخاذَلت.

ونبه إلى أن الله تعالى عندما خصَّ هذا الشهر بإنزال القرآن الكريم، فقد خصَّه أيضًا بنوع عظيم من أنواع العبودية وهو الصيام، لتتهيَّأ القلوب لقراءتِه، ففي الصيام حسن تلقٍّ لآياته، وتيسير لتلاوته وتدبُّر بيناته، وتضييق لمجاري الشيطان، وتهيئة لاستقبالِ كلام الرحمن، فرمضان والقرآن قرينان متلازمان لا ينفكَّان، فإذا ذُكِر رمضان ذُكِر القرآن.